محافظ القدس عدنان الحسيني عقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اليوم "الأحد"، برئاسة قطر، اجتماع مشترك بين أعضاء اللجنتين التحضيرية والاستشارية للمؤتمر الدولي لدعم القدس الذي من المقرر أن يعقد في العاصمة القطرية الدوحة في شهر فبراير المقبل، حيث شارك في الاجتماع عدد من الدول العربية هي الجزائر، قطر، المغرب، الأردن، مصر، السعودية، سوريا، فلسطين، المغرب، ليبيا. وصرح السفير صالح عبد الله البوعينين سفير قطر لدى مصر ومندوبها لدى جامعة الدول العربية، أن هذا الاجتماع المشترك بين اللجنة التحضيرية واللجنة الاستشارية للمؤتمر الدولي للدفاع عن القدس وحمايتها خطا خطوات مهمة على طريق التحضيرات لهذا المؤتمر الدولي الذي تستضيفه الدوحة تحت رعاية سامية من أمير قطر . وقال في تصريحات للصحفيين بالجامعة العربية، أن هذا المؤتمر يأتي تنفيذًّا لقرار قمة سرت التي وجهت بعقد مؤتمر دولي حول القدس من أجل حمايتها والدفاع عنها وإظهار المخاطر التي تتعرض لها، على أن يكون مؤتمرًا دوليًا يهدف لشرح ما تتعرض له القدسالمحتلة من أخطار دائمة، وذلك على المستوى الدولي ومخاطبة الآخر. وأشار إلى أنه انعقد في عالمنا العربي والإسلامي العديد من المؤتمرات الهامة حول القدس ولا زالت تعقد للتعريف بالقدس وتاريخها وما تتعرض له من تهويد وطمس لمعالمها العربية الإسلامية، مشددًا على أنه آن الأوان أن يتم نقل هذا الأمر وتوصيله إلى الآخر لتوضيح الحقائق وكشف الانتهاكات الخطيرة التي تتعرض لها القدسالمحتلة وأهلها وكذلك التصدي لحملات التضليل والتزوير واسعة النطاق والانتشار التي تتعرض لها القدس. من جابنه، قال السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ورئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة: إن القدس قضية كل إنسان على هذه الأرض العربية والإسلامية. وقال السفير صبيح للصحفيين بصفته المنسق العام للمؤتمر: أن هناك العديد من الأمور سيركز عليها المؤتمر وفي مقدمتها القدس في القانون الدولي، بحيث تصدر حولها دراسات باللغات المختلفة وتحت إشراف القانونيين الدوليين، مع التأكيد على عروبة القدس والحق العربي والإسلامي فيها. وأوضح أن هناك انتهاكات كثيرة للقرارات الدولية لابد من دراستها بشكل قانوني وفضح ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات لاتفاقية جنيف الرابعة، وتزييف لتاريخ المدينة المقدسة. ولفت إلى أن كل هذه الأمور لابد من إعداد دراسات حولها من قبل خبراء عرب وأجانب للرد على التضليل الإسرائيلي بشكل علمي وبمختلف اللغات. وأضاف أن هناك وفدًا كبيرًا يضم المقدسيين من علماء ورجال دين مسلمين ومسيحيين ورموزًا وقيادات سيشارك في مؤتمر القدس الدولي. وبشأن الرؤية التي ستتضمنها ورقة عمل الأمانة العامة للجامعة العربية للمؤتمر أجاب السفير صبيح: أنها ستركز على ضرورة تفعيل دور منظمات المجتمع المدني لدعم القدس باعتبار إن هذه المنظمات لها دور سياسي وإعلامي ومالي كبير، لافتًا إلى أن هذه المنظمات في ظل إمكانياتها المتعاظمة أن تقدم الكثير، لكن لم يتم حتى الآن تجميعها في إطار يعمل للدفاع عن القدس. وفيما يتعلق بالشعار الخاص بالمؤتمر قال السفير صبيح: إن الجانب القطري لديه إمكانيات واسعة وخبرة في هذا الإطار، لتصميم شعار المؤتمر بحيث يبرز ملامح القدس الإسلامية المسيحية ويركز على التسامح باعتبار القدس مدينة التسامح والسلام. أما محافظ القدس المهندس عدنان الحسيني، فأكد أن إسرائيل تحاول جادة لتهويد المدينة والاستحواذ على كل شيء فيها. ونبه من أن هناك معركة قاسية جدًا، والفلسطينيون يقومون بواجبهم فيها من خلال التمسك بأرضهم وهويتهم ومقدساتهم، معربًا عن أمله بأن يكون هناك موقف عربي حقيقي مساند لهم. وأشار محافظ القدس إلى أن أهمية تنظيم مؤتمرات داعمة للقدس تكمن في أنها تساهم في جعل القضايا المهمة في الذاكرة بشكل دائم، موضحًا أن فلسطين مع أي نشاط من شأنه أن يفعل عقول الناس تجاه القدس. وتمنى أن يتخلل مؤتمر القدس الدولي تقديم الأبحاث والدراسات التي تتناول مختلف المسائل المتعلقة بالقدس، ونوايا الاحتلال، مؤكدًا أنه لا توجد رغبة لدى إسرائيل في تحقيق السلام، وعلينا التنبه إلى رغبتهم في الإجهاز على القدس والقضية الفلسطينية عمومًا، ويفترض بأن يكون ذلك دافعًا للعرب لوضع استراتيجيات العمل للخروج من هذه الضائقة، وفي مساعدة الفلسطينيين بالوصول إلى حل دائم يضمن لهم الحصول على حقوقهم الثابتة. من جانبه طالب الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية في القدس الدكتور حسن خاطر بأن يكون مؤتمر القدس الدولي المقرر عقده في الدوحة مختلفًا عن النشاطات والفعاليات السابقة، قائلاً: "نعول كثيرًا على هذا المؤتمر ونأمل بأن نتجاوز مرحلة القرارات إلى تنفيذ القرارات". وشدد على أن "مشكلة القدس على مدى تاريخها الطويل ليس في اتخاذ القرارات، لكن المشكلة في وضع القرارات، خاصة الدولية منها موضع التنفيذ". ولفت إلى أن المؤتمر يأتي تطبيقًا لقرارات قمة سرت، والمهم أن توضع آليات التنفيذ خاصة المتعلقة بالنواحي المالية. كما اوضح إلى أن المعركة ساخنة جدًا في القدس في ضوء ما تشهده المدينة من عمليات طرد للمقدسيين وهدم للمنازل واستهداف مباشر للمقدسات، وتعزيز التواجد اليهودي داخل المدينة، وأن ذلك يجب أن يقابل بتحرك عربي وإسلامي جاد وسريع قبل فوات الأوان.