على إيقاعات فرقة "بابا زولا" الصوفية التركية، افتتح "معهد ثقافة الإسلام" بباريس احتفالاته بقدوم العشر الأواخر من رمضان تحت برنامج "ليالى رمضان". يأتى ذلك فى الوقت الذى تشهد فيه العديد من المساجد إحياء للعشر الأواخر عن طريق "الاعتكاف" فيما شرعت جمعيات مسلمة فى إطلاق حملات تضامن من أجل مساعدة المحتاجين مع اقتراب عيد الفطر المبارك. فبحضور رئيس بلدية باريس الاشتراكى "برترون دوناولوي"، افتتح "معهد ثقافة الإسلام" التابع للبلدية مساء الخميس الماضى سهرات "ليالى رمضان" التى تتواصل إلى يوم 19 من نفس الشهر أى قبيل يوم واحد من عيد الفطر كما هو مرجح. ويتضمن برنامج "ليالى رمضان" معارض وحفلات تنظمها فرق صوفية قادمة من الشرق وإفريقيا، كما يتضمن البرنامج ورشا من أجل فهم الإسلام فى تنوعه الحضارى بين القارات؛ حيث ينظم المعهد فعاليات مختلفة كل ليلة من العشر الأواخر فى رمضان، وتعرض هذه الفعاليات شهر الصوم كما يعاش فى العديد من الدول العربية والإسلامية من قبيل "ليلة المغرب" و"ليلة إندونيسيا" و"ليلة فلسطين" و"ليلة مالي" و"ليلة تركيا". طعم الفرح وفضلا عن "ليالى رمضان" الذى ينظمه "معهد ثقافة الإسلام" بباريس تنظم عدة جمعيات مسلمة ابتداء من يوم 16-9-2009 وإلى يوم العيد "صالون رمضان" فى دورته الأولى والذى يتضمن معارض للمنتجات التى تنتجها بعض المنظمات المسلمة بفرنسا. ويقول رشيد قسام أحد المشرفين على الصالون لشبكة إسلام أون لاين: "إضافة إلى معرض المنتجات نقوم بأنشطة ترفيهية وتوعية للكبار والصغار بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان"، ويضيف: "أردنا أن يكون للعشر الأواخر طعم الفرح والاحتفال فضلا عن دورها التعبدى المعروف". من جهتها، تحيى العديد من المساجد بباريس العشر الأواخر بتنظيم اعتكافات جماعية فى المساجد. ففى مسجد "زيتونة الأمل" بمنطقة "بانيولي" فى الجنوب الشرقى للعاصمة باريس يقول الشيخ "عبد القادر الونيسي" عميد المسجد لإسلام أون لاين.نت: "الاعتكاف عندنا ينطلق من الساعة الرابعة صباحا فى العشر الأواخر من يوم رمضان ويمتد إلى بزوغ الصبح نظرا لصعوبة اعتكاف الناس طيلة الليل". ويقول الونيسي: "يأتى إلينا العشرات قبل صلاة الفجر بساعات من أجل قراءة القرآن والتهجد والقيام بركعات مع الدعاء والابتهالات". أما فى مسجد "الفاتح" التركى فيقول إمام المسجد "مصطفى باكران": بعد صلاة العشاء هناك من المصلين من يبقى فى المسجد إلى صلاة الصبح وبالتالى نحن نسعى لتوفير كل المستلزمات للمعتكفين طيلة الليل وهو الأمر ذاته بالنسبة لمن يريدون إتمام الاعتكاف بقية النهار". ويضيف الإمام: "الاعتكاف طيلة الليل والنهار عادة ما يتم فى مسجدنا فى عطلة نهاية الأسبوع نظرا لانشغال الناس بأعمالهم بقية الأسبوع". أما فى مسجد "درونسي" فى شمال العاصمة باريس فيقول "الإمام حسن شلغومي" رئيس منتدى أئمة فرنسا فى تصريحات لشبكة إسلام أون لاين.نت: "نحيى العشر الأواخر بعدة أنشطة ومن ضمنها الاعتكاف، وقد خصصنا لهذا الغرض ثلاث قاعات فى المسجد وتضم كل قاعة حوالى 20 معتكفا من مختلف الفئات العمرية". حملات تضامنية وفضلا عن أحياء العشر الأواخر من رمضان بالاعتكاف والتعريف الاحتفالى بليالى رمضان تقوم العديد من الجمعيات المسلمة باستغلال العشر الأواخر من أجل القيام بحملات تضامنية من أجل جمع الإعانات للمحتاجين بمناسبة قدوم عيد الفطر المبارك. وتقوم منظمة "الأيادى المسلمة" الفرنسية بحملة تحت عنوان "هدايا العيد" تجمع فيها التبرعات والإعانات للمحتاجين بمناسبة العيد. ويقول كمال الزين مدير الفرع الفرنسى للمنظمة: "نجمع أموالا من أجل شراء الملابس واللعب للأطفال المحتاجين وخاصة فى البلدان الإسلامية التى تعانى الفقر والحروب والمشاكل كفلسطين وأفغانستان والعديد من البلدان الإفريقية الأخرى". ويضيف الزين: "إضافة إلى مشروع هدايا العيد نقوم ببرنامج مواز عنوانه الهدايا الخيرية يرمى إلى إقامة مشاريع منتجة للمحتاجين بدل إعطائهم إعانات عينية ومادية". ويوضح أن برنامج "الهدايا الخيرية يتمثل فى إهداء أدوات زراعة للفلاح الفلسطينى مثلا، أو إهداء بقرة تدر على صاحبها الحليب، أو دجاجة تمنحه بيضا طيلة العام، وبالتالى فإن المُهدَى إليه يتحصل على هدية تدوم فائدتها، بخلاف الهدايا الأخرى التى سرعان ما تستهلك أو تبقى مجرد ذكرى عابرة". وكان المجلس الأوروبى للبحوث والإفتاء قد أعلن الأسبوع الماضى أن الأحد 20-9-2009 هو أول أيام عيد الفطر المبارك وفقا للحساب الفلكي.