قال روعي نحمياس المحلل ومتخصص الشئون العربية والإسلامية بصحيفة يديعوت أحرونوت: إن توتر العلاقات الإسرائيلية التركية ليست وليدة أحداث أسطول الحرية، ولكنها بدأت بتولي حزب العدالة والتنمية المعروف بميوله الإسلامية المحافظة مقاليد السلطة في أنقرة بقيادة الثلاثي رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان والرئيس عبدالله جول ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو. ورأى الكاتب الإسرائيلي أن علاقات هؤلاء القادة الأتراك- السياسية والاجتماعية والعملية- التي تربطهم بالمملكة العربية السعودية وماليزيا تمثل أحد أسباب الانقلاب والهجوم التركي على إسرائيل، وهذا على عكس سابقيه من قادة بلده الذين اهتموا بدعم علاقاتهم مع الغرب. وأوضح الكاتب الإسرائيلي أن قادة تركيا الحاليين لا يؤمنون فقط الإسلام كمنظم للحياة الاجتماعية، ولكنهم يؤمنون للغاية بالإسلام السياسي عكس مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، وهذا ما يكشف القرابة الأيدلوجية بين أنقرة هذه الأيام وحركة حماس والإخوان المسلمين بشكل خاص طبقا لحديث الكاتب الإسرائيلي، الذي استدل على آرائه بأن رجب طيب أردوغان أول زعيم يدعو قادة حماس لزيارة رسمية بعد فوزهم بانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني يناير 2006. وتناول نحمياس التحركات التي يقوم بها أردوغان على الصعيد الإقليمي والدولي وذلك على أساس تشكيل دولة جديدة بفكر دول عدم الانحياز، ويظهر ذلك طبقا لرأيه في تقرب تركيا للبرازيل وإيران، كما أنها تتقرب للشارع العربي من خلال القضية الفلسطينية ليظهر رئيس الوزراء التركي بشكل أكثر دعما للقضية أكثر من الزعماء العرب أنفسهم. وتوقع المحلل الإسرائيلي أن تتفاقم الأزمة بين إسرائيل وتركيا ، وأن تقوم أنقرة بتقديم طلب رسمي لمحاكمة قادة إسرائيليين أمام محكمة دولية، إلا إنه أكد أخيرا أن تركيا لا ترغب في قطع علاقاتها مع إسرائيل بشكل قطعي. وكان العديد من الكتاب الإسرائيليين قد صعدوا مشكلة الأكراد في الأراضي التركية خلال كتاباتهم في الأيام الجارية، ودعوا مسئولي إسرائيل لعرض القضية على المجتمع الدولي لإحداث مشاكل لأبناء أنقرة مماثلة لما تتسبب فيه الأخيرة للدولة العبرية.