ترأس برثلماوس الأول بطريرك القسطنطينية قداسا بمناسبة عيد العنصرة.. لكن ذلك مجرد جزء من المشهد، فإلى جانبه بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل يشارك ضيفه الكبير في إقامة القداس الذي حضره ما يقارب 3 آلاف شخص جاء الكثير منهم حاملين معهم غصون وأزهار شجرة البتولا وذلك حسب العادات الروسية. أما مكان هذا الحدث الديني الرمزي.. فهو دير الثالوث المقدس التاريخي.. صرح ديني يتجاوز عمره الستة قرون. واختيار المكان جرى بعناية.. فقد لعب هذا الدير على مدى قرون دورا هاما في توحيد أراضي روسيا.. وبث روح العزيمة في نفوس مواطنيها عند الشدائد. ليست هي المرة الأولى التي يأتي فيها البطريرك المسكوني إلى روسيا. فقد استقبلته موسكو قبل نحو 17 عاما بعد وصوله إلى الكرسي البطريركي.. وقد ساعدت تلك الزيارة التاريخية على إعادة أجواء الثقة بين كنيستي القسطنطينية وموسكو. إلا أن بذور الخلافات عادت لتنمو من جديد.. مرة بسبب تباين المواقف حيال الكنيسة في أوكرانيا وتارة أخرى بسبب الخلاف حول تبعية الكنيسة الأرثوذكسية في إستونيا. وقد جاء قرار القسطنطينية قبل سنوات بضم الأسقف فاسيلي وكنيسته في الجزر البريطانية ليفاقم من الأزمة. لكن ضباب الخلاف بدأ يتبدد عام 2007 بعد لقاء احتضنته جنيف ضم ممثلين عن الكنيستين، وقد وافقت الكنيسة الروسية حينذاك على بقاء الأسقف فاسيلي ضمن كنيسة القسطنطينية.