لم يتطرق كل من عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، ورئيس وزراء كينيا "رايلا أو دينجا"، خلال المؤتمر الصحفي المشترك، عقب مباحثاتهما بالجامعة العربية، مساء اليوم "الأحد" إلى مشكلة حوض النيل. فقد اكتفى بدوره رئيس وزراء كينيا "رايلا أو دينجا" بالتأكيد على أنه حان الوقت إلى أن يحل السلام في منطقة الشرق الأوسط، وأن يتم إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الصراعات المشابهة في العالم قد انتهت . وذهب أودينجا ليقول في المؤتمر الصحفي، لقد كنا نتظاهر للمطالبة بإطلاق سراح "نلسون مانديلا" وتحقيق السلام في فلسطين، والآن انتهى الصراع بجنوب افريقيا وأصبح مانديلا رئيسًا ثم تقاعد، وكذلك الأمر في فيتنام والجزائر، حيث يسود السلام، بينما مازالت القضية الفلسطينية الإسرائيلية لم تحل. ثم قام رئيس وزراء كينيا بالإشادة بعلاقة بلاده مع الجامعة العربية، وقال إننا نؤيد جهود الجامعة العربية في إرساء السلام والاستقرار في المنطقة، منوهًا كذلك بالتعاون بين الإتحاد الأفريقي والجامعة العربية. وقال أنه ناقش مع الأمين العام للجامعة العربية القضايا التي تهم الطرفين فتحدثنا عن السودان، سواء موضوع الجنوب، وعبرنا عن رغبتنا في أن يتم تنفيذ إتفاق السلام بشكل كامل، وكذلك موضوع دارفور، وضرورة أن يتم حل هذه الأزمة . وقبل أن ينهي كلامه أضاف: أنه تحدث مع موسى عن التطورات في الصومال، مشيرًا إلى أن الصومال جار لكينيا وعدم الاستقرار بها يؤثر على استقرار بلاده . وأعرب كذلك عن دعم بلاده لجهود المجتمع الدولي لحل الصراع في الصومال، مشيرًا في هذا الصدد إلى المؤتمر الذي يعقد في اسطنبول بتركيا حول الصومال. كما لم ينسى أن يعبر عن شكره للأمين العام للجامعة العربية على هذا الاستقبال الحار في الجامعة العربية، واصفًا السيد عمرو موسى بأنه صديق. ولعله كان متأكدًا أن أسئلة الصحفيين المدببة، في انتظاره بعد الإنتهاء من كلمته، خاصة ًما يتعلق بملف حوض النيل، فسارع بأن يوضح أنه سيتحدث لاحقًا بشكل أكثر استفاضة مع وسائل الإعلام حول زيارته لمصر. من جانبه، لم يزد عمرو موسى، الأمين العام لجامعة لدول العربية، خلال كلمته بشيء عن مشكلة حوض النيل، بل اكتفى بالكلام عن إنه ناقش مع رئيس وزراء كينيا العلاقة الوثيقة بين مصر وكينيا وبين الجامعة العربية والدول العربية وكينيا، وعدد من المشاكل التي اعتبرها مشاكل عابرة، وذكرت أثناء المحادثات. وقال: إن الأمل كبير أن نسير كلنا نحو حلول للمشاكل التي تشغلنا، بطريقة تحقق ارتياح أطراف كل المشاكل المطروحة. وكشف موسى عن أنه سوف يزور كينيا في إطار تبادل الزيارة والتشاور . وأوضح أنه جرى خلال اللقاء بحث الشؤون الإفريقية والوضع في القرن الأفريقي والصومال والسودان. وقد ورحب موسى بزيارة أودينجا باعتباره رئيس وزراء دولة شقيقة وصديقة ووصفه بأنه صديق عزيز، منوهًا بالعلاقة بين الجامعة العربية وكينيا والتواصل المستمر بينهما. وكان ئيس الوزراء الكيني قد التقى اليوم الرئيس المصري حسني مبارك، وذكر الناطق باسم الرئاسة المصري السفير سليمان عواد بأن رئيس الوزراء الكيني "رايلا أودينغا" أكد خلال لقائه بالرئيس حسني مبارك أن بلاده ودول المنبع لنهر النيل لا يمكن أن تتجه أو تفكر فى الاضرار بمصالح مصر المائية . وحول لقاء الرئيس مبارك برئيس الوزراء الكيني أوضح السفير عواد أن أودينغا أثار موضوع توقيع بلاده على اتفاق الإطار لدول حوض النيل . وأوضح أن المسئول الكيني أبدى اهتمامًا بزيادة المعونة الفنية لبلاده في مجال إدارة المياه وحفر الآبار وترشيد استخدام المياه، وكذلك اهتمامه بزيادة التعاون في مجال استيراد الأسمنت ومعدات البناء من مصر. وفيما يتعلق بالقمة المصرية الكونغولية أوضح السفير عواد أن القمة أتاحت للرئيس مبارك إجراء مشاورات هامة ومفيدة للغاية تطرقت إلى مجالات التعاون القائم حاليًا في إطار العلاقات الثنائية بين مصر والكونغو. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت لقاءات الرئيس مبارك مع الرئيس كابيلا ورئيس وزراء كينيا ستؤدي لعودة المفاوضات مع دول حوض النيل قال عواد: إن هذه الزيارات كانت معدة ومن الخطأ أن نفسر أي تحرك مصري أفريقي على انه متعلق بملف حوض النيل.