من المقرر أن يصوت كل من البرلمانين الروسي والأوكراني للمصادقة على معاهدة تمديد مدة مرابطة أسطول البحر الاسود الروسي في شبه جزيرة القرم، والتي وقعها الرئيسان الروسي دميتري مدفيديف والأوكراني فيكتور يانوكوفيتش في مدينة خاركوف الاوكرانية يوم 21 ابريل/نيسان. وتنص الاتفاقية على امكانية بقاء اسطول البحر الاسود الروسي في القرم بعد عام 2017 ، على ان يتم تمديد فترة المرابطة ل 25 سنة اعتبارا من عام 2017. كما اتفق الجانبان على امكانية تمديد مفعول الاتفاقية ل5 سنوات اخرى في حال عدم اعلان احد الطرفين الغاء العمل بها. وقد اعربت المعارضة الاوكرانية عن استيائها من عقد المعاهدة، متهمة الحكومة الاوكرانية بالاخلال بالمصالح القومية. وقد دعت زعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو انصارها الى اجراء مظاهرات امام مبنى البرلمان يوم 27 ابريل/نيسان احتجاجا على ابرام الاتفاقية. ويبدو ان قوى المعارضة لن تستطيع منع الاغلبية في البرلمان من ابرام الوثيقة المتنازع عليها. كما لم تستثن تيموشينكو اللجوء الى القوة من اجل منع البرلمان من التصويت لصالح الاتفاقية، وهو ما اجبر انصار حزب الاقاليم الاوكراني الذي يتزعمه يانوكوفيتش على وضع حراس حول منبر البرلمان. هذا وقال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في معرض تعليقه على عقد المعاهدة إن التعاون بين موسكو وكييف في المجال العسكري يرفع مستوى الثقة المتبادلة بين البلدين ويعطي إمكانيات جيدة للعمل اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا. ادلى بهذا التصريح يوم 26 ابريل/نيسان بعد لقاء كل من نظيره نيقولاي أزاروف والرئيس فيكتور يانوكوفيتش في كييف. كما عبر بوتين عن استغرابه لمعارضة بعض القوى السياسية الأوكرانية تمديد مدة مرابطة الأسطول الروسي في القرم، واوضح قائلا "حين كانت يوليا تيموشينكو رئيسة وزراء أوكرانيا لم تعارض في محادثاتها معي البحث في تمديد مدة تواجد الأسطول الروسي في القرم. الحديث كان يدور حول مسألة واحدة فقط، ألا وهي ما هو ثمن ذلك. وهنا أود أن أشير الى أن الثمن الذي تم الاتفاق عليه مرتفع للغاية.. ليست هناك قاعدة عسكرية في العالم تستحق مثل هذه القيمة، بل ومن الممكن إنشاء عدة قواعد عسكرية بهذا الثمن. ومع ذلك فإنها ليست مسألة أموال فحسب، بل ومسألة التعاون مع أوكرانيا، حيث يرفع التعاون العسكري مستوى الثقة المتبادلة بين بلدينا، وهذا الأهم".