كشف تقرير أعده قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة أن الانتهاكات الإسرائيلية تصاعدت منذ بداية عام 2010 لاستكمال تهويد القدس، كما أن العدوان على المسجد الأقصى مستمر في مشهد شبه يومي بتعدد الاقتحامات من قبل شرطة الاحتلال واليهود المتطرفين على ساحته. واعتبر التقرير - الذي قدم اليوم للاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين – أن التصعيد الإسرائيلي وصل لذروته من خلال افتتاح مايسمى "بكنيس الخراب"، كما تصاعدت نداءاتهم المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى لإقامة ما يسمى ب"الهيكل" مكانه، وذلك برعاية ودعم الحكومة الإسرائيلية وساستها. وشرح التقرير مواصفات "كنيس الخراب"، حيث بني بجوار المسجد العمري الكبير على أرض وقف إسلامي في حارة الشرف التي قامت سلطات الاحتلال بمصادرتها، وهدمها وطرد أهلها فور احتلالها عام 1967 وحولتها إلى ما يسمى حارة اليهود، وهو أكبر كنيس يهودي يقام في هذه المنطقة على ارتفاع أربعة طوابق وله قبة مرتفعة جدًا تغطي على قبة الصخرة والمصلى القبلي للمسجد الأقصى، مشيرا إلى أن الكنيس هو المعلم الأكثر ارتفاعًا في البلدة القديمة . ولفت التقرير إلى أنه اتضح من خلال ما صور له على مواقع إسرائيلية أن داخل قبته رسومات كبيرة لعدة معالم إسلامية ومنها المسجد الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح تحت مسمى "مغارة همخبلاه وقبة راحيل" في إدعاء أنها من التراث اليهودي. وذكر التقرير أن شرطة الاحتلال فرضت منذ الإعلان عن افتتاحه قيودًا، مشددة على المسجد الأقصى، ومنعت دخول المقدسيين وفلسطيني 48 إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك، كما منعت من تقل أعمارهم عن 50 عامًا من الدخول لأداء الصلوات وقامت باحتجاز بطاقات هوية من سمح لهم الدخول . كما نشرت قرابة 2500 من قوات الاحتلال على أبواب المسجد وعلى جميع مداخل البلدة القديمة، بالإضافة إلى وضع الحواجز والمتاريس العسكرية. ونقل التقرير عن مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن بناء كنيس الخراب جاء بناء على قرار اتخذته الحكومة الإسرائيلية عام 2001 وبتكلفة مالية قدرها 10 ملايين دولار أميركي ساهم في تمويله عدد من الأثرياء اليهود والجمعيات الاستيطانية. وحذر التقرير من أن أمناء جبل الهيكل مؤخرًا بعقد اجتماعات متواصلة ودعوتها للإسرائيليين لدخول باحات المسجد الأقصى لأداء الشعائر الدينية، كما قامت بجمع تبرعات لبناء الهيكل اليهودي المزعوم مكان المسجد الأقصى. ونقل التقرير عن صحيفة الواشنطن بوسط في 30 سبتمبر 2009 أن جماعات يهودية متطرفة لبناء هيكل سليمان المزعوم محل الحرم القدسي، وأن هذه الجماعات اليهودية المتطرفة تعمل بشكل سري داخل الولاياتالمتحدة الأميركية نحو الإسراع في هدم المسجد الأقصى . وأن هذه الجماعات تؤكد أن بناء الهيكل محل الأقصى هو أولوية لعشرات الجماعات اليهودية المتطرفة إضافة إلى أنها أولوية لجماعات مسيحية منشقة مثل السفارة المسيحية الدولية التي تمتلك 15 قنصلية في الولاياتالمتحدة الأميركية والتي تشكل داعما أساسيا للإستراتيجية الإسرائيلية لأسباب لاهوتية . ولفت التقرير إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أقامت خلال سنوات الاحتلال قرابة 60 كنيسا بجوار المسجد الأقصى، كما أقامت متحفا للتاريخ اليهودي في حارة الشرف، والتي تسمى بحارة اليهود حاليا قبالة حائط البراق ويضم أكبر مجسم متحرك لما يسمى بالهيكل، وما يسمى للمدينة اليهودية المقدسة في المسجد الأقصى ومحيطه. وعرض التقرير أمام مجلس الجامعة العربية، منشورًا وزعته الجماعات اليهودية على سكان القدس يوم 21 مارس 2010 ، يدعي أن القدس هي أرض يهودية وتستشهد على ذلك بآيات من القرآن الكريم والتوراة "فسروها بطريقة مغلوطة"،حيث أكد المنشور أنه مكتوب في التوراة أن أرض إسرائيل هي الأرض الصغيرة وهي ملك الشعب اليهودي فقط ومن الممنوع سكن غيرهم فيها بصورة دائمة .