كشف تقرير نشر اليوم الثلاثاء عن أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي نشرت قرابة 2500 جندي لحراسة كنيس "الخراب" ، الذي بنى بجوار المسجد العمرى الكبير ، والذي يعد أكثر معلم ارتفاعا في البلدة القديمة . وذكر تقرير أعده قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية، أن كنيس الخراب أقيم على أرض وقف إسلامي في حارة الشرف التي قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرتها وهدمها وطرد أهلها فور احتلالها القدس عام 1967، وحولتها إلى ما يسمى حارة اليهود. وأوضح التقرير الذي قدم اليوم للاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين المخصص لبحث قرار إسرائيل طرد 70 ألف فلسطيني من الضفة الغربية : أن "الخراب" هو أكبر كنيس يهودى يقام في هذه المنطقة وله قبة مرتفعة جدا تغطى على قبة الصخرة والمصلى القبلي للمسجد الأقصى. وأشار التقرير الذي يحمل عنوان "آخر الانتهاكات الإسرائيلية في القدس" إلى أن الصور المنشورة على مواقع إسرائيلية لكنيس الخراب تظهر أن داخل قبته رسومات كبيرة لعدة معالم إسلامية ومنها المسجد الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح، تحت مسمى "مغارة همخبلاه وقبة راحيل" في ادعاء أنها من التراث اليهودي. ولفت التقرير إلى أن شرطة الاحتلال فرضت منذ الإعلان عن افتتاحه قيودا مشددة على المسجد الأقصى، ومنعت دخول المقدسيين وفلسطيني 48 إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك ومنعت من تقل أعمارهم عن 50 عاما من الدخول لأداء الصلوات، وقامت باحتجاز بطاقات هوية من سمح لهم بالدخول ، بالإضافة إلى وضع الحواجز والمتاريس العسكرية. ونقل التقرير عن مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن بناء كنيس الخراب جاء بناء على قرار اتخذته الحكومة الإسرائيلية عام 2001، وبتكلفة مالية قدرها 10 ملايين دولار أمريكي ساهم في تمويله عدد من الأثرياء اليهود والجمعيات الاستيطانية ، مشيرا إلى أن افتتاح ما يسمى "بكنيس الخراب" يشكل ذروة التصعيد الإسرائيلي في القدس، كما لفت إلى تصاعد نداءات الجماعات اليهودية المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى لإقامة ما يسمى الهيكل مكانه، وذلك برعاية ودعم الحكومة الإسرائيلية وساستها. يأتي هذا ، فيما حذر التقرير من أن الانتهاكات الإسرائيلية تصاعدت منذ بداية عام 2010 لاستكمال تهويد القدس، مشيرا إلى أن العدوان على المسجد الأقصى بات مشهدا شبه يومي بتعدد الاقتحامات من قبل شرطة الاحتلال واليهود المتطرفين على ساحته ، موضحا أن جماعة أمناء جبل الهيكل عقدت مؤخرا اجتماعات متواصلة لتدعو الإسرائيليين لدخول باحات المسجد الأقصى لأداء الشعائر الدينية، كما قامت بجمع تبرعات لبناء الهيكل اليهودى المزعوم مكان المسجد الأقصى. ونقل التقرير عن صحيفة "واشنطن بوست" ذكرها في 30 سبتمبر 2009 أن جماعات يهودية متطرفة تعمل بشكل سرى داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية للإسراع فى هدم المسجد الأقصى لبناء هيكل سليمان المزعوم محله ، لافتا إلى أن بناء الهيكل محل الأقصى هو أولوية لعشرات الجماعات اليهودية المتطرفة، إضافة إلى أنه أولوية لجماعات مسيحية منشقة مثل "السفارة المسيحية الدولية" التي تمتلك 15 قنصلية في الولاياتالمتحدةالأمريكية وتشكل داعما أساسيا للإستراتيجية الإسرائيلية لأسباب لاهوتية. وذكر التقرير أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أقامت خلال سنوات الاحتلال قرابة 60 كنيسا بجوار المسجد الأقصى، كما أقامت متحفا للتاريخ اليهودي في حارة الشرف، والتي تسمى بحارة اليهود حاليا قبالة حائط البراق ويضم أكبر مجسم متحرك لما يسمى ب"الهيكل"، وما يسمى "المدينة اليهودية المقدسة". وفي سياق متصل ، أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء، أن بلدية القدس تستعد للموافقة على بناء كنيس ومدرسة في حي جيلو بالقدسالشرقيةالمحتلة على أراض صودرت من مواطنين فلسطينيين ، مشيرة إلى أن هذا المشروع سيحصل الخميس على موافقة لجنة التخطيط والبناء في بلدية القدس. وقال كوبي كالون نائب رئيس بلدية القدس : أن القرار "رسمي بحت إذ أن هذا المشروع أطلق في 1993 ثم بقي حبرا على ورق بسبب مشاكل مالية". يذكر أن هذا الإعلان يأتي في ظل الاعتداءات الصهيونية المتكررة على مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك في ظل صمت عربي ودولي رهيب .