يصل إلى القاهرة اليوم وفد رفيع المستوى من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من الداخل والخارج يقوده رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، وذلك لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين بشأن فرص استئناف الحوار الوطني عقب أحداث مدينة قلقيلية بالضفة الغربية الأسبوع الماضي التي خلفت عشرة قتلى جراء ملاحقة أمن السلطة لعناصر كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس. وجاءت زيارة وفد حماس برئاسة مشعل إلى القاهرة بناء على دعوة رسمية من مدير المخابرات المصرية عمر سليمان وفق مصادر في الحركة. وسيكون القيادي محمود الزهار على رأس وفد من الداخل ينضم لمشعل بعد وصوله إلى القاهرة. وتنظر القاهرة بخطورة بالغة للتوتر الأخير بين حماس والسلطة الفلسطينية وحركة فتح وتعمل على تطويق الأزمة الحاصلة. وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم لوكالة قدس برس إن "هدف هذه الزيارة هو التباحث في موضوع ما يجري في الضفة الغربية من تصعيد من قبل قوات عباس/فياض وحركة فتح واعتقالات سياسية واغتيالات سياسية في صفوف الحركة وانعكاسات كل هذا على الوضع الفلسطيني". وأكدت مصادر فلسطينية في غزة أن الحركة ستذهب بطرح واحد هو التأكيد على أنه لا حوار طالما استمرت الملاحقة لعناصر الحركة في الضفة، وأن أي حوار سيكون بلا معنى دون هذا الشرط. وأوضحت المصادر أن الحركة ستطلب من القاهرة التدخل لإنهاء ملف الاعتقال السياسي في الضفة، وإطلاق سراح جميع معتقلي حماس هناك. وتأتي هذه الزيارة بعد يومين من إجراء وفد رفيع من حركة فتح مشاورات مع المسؤولين المصريين عقب أحداث مدينة قلقيلية. وترعى مصر حوارا فلسطينيا لم يصل لنقاط اتفاق في القضايا العالقة بين حركتي فتح وحماس بعد خمس جولات، وكان من المقرر استئناف جولة سادسة وصفت بالحاسمة مطلع الشهر المقبل بمشاركة الأمناء العامين من الفصائل. وفي السياق قال رئيس وفد فتح لحوار القاهرة أحمد قريع إن مصر أبلغت حركته أن السابع من الشهر المقبل سيشهد إبرام اتفاق المصالحة بحضور الفصائل الفلسطينية كافة، مشيرا إلى أن مصر تبذل جهودها مع الجانبين معا من أجل نجاح الحوار والتوصل إلى اتفاق. وبشأن التصعيد في رام الله كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية الصادرة اليوم النقاب عن أن الجنرال الأميركي كيث دايتون الذي يتولى المسؤولية عن تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية في الأردن، بلور خطة جديدة لمهاجمة وملاحقة "حماس" في الضفة الغربية تحت ستار فرض النظام والقانون. ويقترح دايتون خطة لزيادة عدد قوات الشرطة والأمن التابعة للسلطة في الضفة الغربية من ثلاث كتائب إلى عشر كتائب. وكانت إسرائيل صادقت مؤخرا على طلب السلطة بتدريب كتيبة أخرى في الأردن والتي من المفترض أن تتسلم عملها قريبا بعد أن تُنهي تدريباتها. وأضافت الصحيفة أن الخطة المعدة سيتم استكمالها في العامين القادمين. وبحسب ما أفاد به ضابط إسرائيلي كبير فإن "زيادة عدد قوات الأمن الفلسطيني أمرٌ لا يهدد قوات الجيش الإسرائيلي ولا أمن الإسرائيليين". وأشارت إلى أن تفاصيل التدريبات وطبيعتها تتم بالتنسيق الكامل مع الجيش الإسرائيلي والأردن، وأضافت أنه "استخلاصا للعبر من الماضي يتم مراجعة وانتقاء الأسماء للقوة الفلسطينية المشاركة في التدريبات خوفا من أن تكون لها أي صلة بالتنظيمات الفلسطينية".