موسى بعد إعلانه الإمارة فى خطبة الجمعة بعد أقل من يوم من إعلانه قيام إمارة إسلامية فى قطاع غزة انطلاقا من رفح، ووصفه لحكومة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" - المسيطرة على قطاع غزة - بالعلمانية، لقى زعيم جماعة جند أنصار الله الشيخ عبد اللطيف موسى مصرعه إلى جانب 19 آخرين فى أعقاب المواجهات التى اندلعت أمس بمدينة رفح فى جنوب قطاع غزة. وذلك بعد ما أعلن عبد اللطيف موسى - الذى يطلق عليه أنصاره أبا النور المقدسى -، فى خطبة الجمعة باسم القيادة العسكرية لمسجد ابن تيمية قيام الإمارة الإسلامية فى أكناف بيت المقدس وسط هتافات تكبير من العشرات من أنصاره الذين كان بعضهم مسلحا. وهاجم عبد اللطيف موسى فى خطبته حركة حماس بشدة، ودعا ذراعها المسلح إلى تسليم أسلحته والانضمام إلى جماعته، وقال "سنقاتل من يقاتلنا". وقال الشيخ عبد اللطيف خلال خطبة الجمعة من مسجد ابن تيمية برفح: "سنقيم هذه الإمارة على جثثنا وأجسادنا, وسنقيم بها الحدود والجنايات وأحكام الشريعة الإسلامية وستعيد لهذه الإمارة الحياة وطعمها، ونعاهد الله أن نعمل على طاعته وان نرجو ثوابه وان نترك ونبتعد عن ما نهانا عنه". وأضاف موسى ان حركة حماس فى فسحة من أمرهما ما لم تقتربا من مسجد شيخ الإسلام ابن تيمية، فهم يحاولوا ضمه لأوقاف وهذا شيء مستحيل - على حد قوله. ودعا موسى حماس، إما أن يطبقوا شرع الله ويقيموا الحدود والأحكام الإسلامية أو يتحولوا الى حزب علمانى تحت مظلة الإسلام". وقال: "فى حال تطبيق حماس شرع الله نحن "السلفيون" عندنا استعداد أن نعمل خدما لهذه الحكومة التى تطبق شرع الله". وكانت شرطة الحكومة الفلسطينية المقالة فى القطاع اقتحمت بيت عبد اللطيف موسى فى مدينة رفح، وخلال عملية الاقتحام وقع انفجار ضخم دون أن ترد أنباء عما أسفر عنه ذلك الانفجار. وفى تطور آخر قالت وزارة داخلية الحكومة الفلسطينية المقالة إنه تم أمس اقتحام مسجد ابن تيمية الذى تحصن فيه مسلحو جماعة جند أنصار الله، بعد أن أعلن الشيخ عبد اللطيف موسى إمام المسجد خلال خطبة الجمعة قيام إمارة إسلامية فى قطاع غزة انطلاقا من رفح. وأشار المراسل إلى أن مدينة رفح تعيش اليوم حالة توتر وأن الشرطة تفرض طوقا أمنيا مشددا على المدينة بعد أن بسطت أجهزة وزارة الداخلية سيطرتها الكاملة على بعض المنازل التى تحصن فيها المسلحون. وفى وقت سابق قالت مصادر طبية إن المواجهات التى اندلعت أمس بين شرطة الحكومة الفلسطينية المقالة ومسلحى جماعة جند أنصار الله فى رفح أسفرت عن مقتل 14 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من مائة آخرين. من جانبها علقت وزارة الداخلية التابعة للحكومة المقالة على إعلان عبد اللطيف موسى قيام إمارة إسلامية ومطالبته الحكومة المقالة بالخضوع لأحكام الشريعة الإسلامية، بقولها "إنه يبدو أنه أصيب بلوثة عقلية" مؤكدة أن "أى مخالف للقانون ويحمل السلاح لنشر الانفلات ستتم ملاحقته واعتقاله". وقال المتحدث باسم حماس سامى أبو زهرى إن إعلان موسى تعبير عن انزلاقات فكرية، وشدد على أنه غير مسموح لأى جهة أو أفراد بأخذ القانون باليد، فهذه مسؤولية الجهات الأمنية. من ناحيته، قال طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة إن الشيخ عبد اللطيف موسى كان على علاقة بالأجهزة الأمنية الفلسطينية السابقة. وفى تطور لاحق قالت جماعة جند أنصار الله فى أكناف بيت المقدس فى بيان نشر اليوم على موقعها الإلكترونى إنها "تعلن الولاء التام للإمارة الإسلامية فى أكناف بيت المقدس، بإمارة مولانا الشيخ أبى النور المقدسى حفظه الله ورعاه أمير المؤمنين فى الإمارة الإسلامية". وقالت الجماعة "نعلن عن ذوبان كل تشكيلاتنا العسكرية فى الإمارة الإسلامية فى أكناف بيت المقدس". وكانت هذه الجماعة قد ظهرت أواخر العام الماضى وحاولت قبل عدة أسابيع تنفيذ هجوم على موقع إسرائيلى بواسطة شبان يمتطون خيولا قتلوا قبل اقترابهم من السياج الأمنى جراء قصف إسرائيلي. وموسى من مواليد قطاع غزة ويبلغ من العمر 50 عاما، وهو حاصل على بكالوريوس فى الطب من جامعة الإسكندرية المصرية، وله بعض الكتب من بينها "الياقوت والمرجان فى عقيدة أهل الإيمان". وكان حتى وقت قريب عضوا كبيرا فى جمعية دار الكتاب والسنة، قبل أن يتحول فكريا، حيث بدأ منذ مدة إلقاء خطب الجمعة وإعطاء الدروس المؤيدة لأسامة بن لادن وأيمن الظواهرى وأبى مصعب الزرقاوى وأبى عمر البغدادي.