الرئيس الايرانى أحمدى نجاد مع رئيس الوزراء التركى رجب أردوغان قال تسفي برئيل محلل الشئون العربية في صحيفة هآرتس انه حينما اقترح عمرو موسى إقامة حوار استراتيجي مع إيران، لم يكن يتمنى أن يكون أردوغان أول المتحمسين لهذا الحوار . وأضاف: إن عمرو موسى والدول العربية يشعرون بحالة من الرضا بسبب التحول الذي حدث في العلاقات التركية الإسرائيلية، من خلال الانتقادات التركية اللاذعة لإسرائيل، ولكن حينما يكون أردوغان الصديق المقرب للنظام السوري، والذي ترتبط دولته بعلاقات اقتصادية متشعبة مع النظام الإيراني يسعي للتواصل بين العالم العربي وإيران، فإن هناك الكثير من الشكوك تظهر على السطح، وهي "هل ستتخلي جامعة الدول العربية عن الفضاء العربي لصالح عناصر غير عربية؟!". ويشير برئيل إلى أن عمرو موسى حاول تبرير دعوته للحوار مع إيران بأن المشكلات القائمة حاليا هي مشكلات إقليمية، ولا يمكن حلها بعيدا عن مشاركة إيران وتركيا لأنهما جزء من الشرق الأوسط، ولكن هذه التبريرات لم تفلح في إقناع الصحفيين المصريين، فهل ستقنع النظامين المصري والسعودي وهما الرافضون لإقامة أي محادثات مع إيران؟! ويجيب برئيل على نفسه، قائلا : بالطبع لا، لان النظام المصري والسعودي يرون في إيران تهديدًا حقيقيًا عليهم، بسبب الرغبة الإيرانية في فرض سيطرتها على العالم العربي ، وخلق هيمنة إيرانية على الشرق الأوسط بدلا من القيادات العربية . وأضاف برئيل إن محاصرة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط أصبحت من المهام الرئيسية للنظام المصري والسعودي، اللذان يريان بأعينهم كيف ينجح النظام الإيراني في تحقيق موضع قدم له في معظم النزاعات القائمة في منطقة الشرق الأوسط، سواء في القضية الفلسطينية عن طريق حماس، أو في لبنان عن طريق حزب الله، أو في اليمن عن طريق الحوثيين الشيعة، أو في البحرين عن طريق التعاون مع الأغلبية الشيعية وبعض الوزراء في الحكومة، وفي العراق عن طريق بعض الأحزاب الدينية. وأشار برئيل إلى أن العرب يخشون من استخدام إيران لسوريا وتركيا كممثل لها في المواقع التي لا تستطيع الوصول إليها بشكل مباشر. مصر تكبح الدور التركي في المنطقة يقول برئيل: إذا كانت مصر تتهم إيران بشكل مباشر، وترى فيها كيانا عدائيا يعرض المنطقة والسيطرة العربية للخطر، فان هذا الأسلوب يختلف مع تركيا، حيث تعمل مصر على كبح جموح تركيا في التوسع سياسيا في العالم العربي، فهي لا تسمح لها بالمشاركة في المسيرة السياسية، كما أنها أبعدتها بشكل مهذب بعيدا عن الوساطة في ملف المصالحة الفلسطينية، ومنعت قوافل المساعدة من الدخول إلى غزة بالرغم من أنها كانت تحظى بدعم ورعاية تركية. وفيما يخص العلاقة بين الرئيس مبارك وأردوغا ، فإن الأخير يمثل ذلك التيار الديني الذي يتصارع معه الرئيس مبارك في مصر – في إشارة إلى الصلة المعروفة بين الإخوان المسلمين في مصر، وحزب العدالة والتنمية في تركيا . توقيت القمة القادمة عبئ ثقيل على أوباما: يقول برئيل: على الرغم من رفض مقترح عمرو موسى للحوار مع إيران، إلا أن موسى لم يتنازل عن الفكرة، فالجامعة العربية سوف تجتمع خلال شهر سبتمبر اجتماعًا خاصًا من أجل متابعة تنفيذ قرارات الجامعة، وحينئذ من المتوقع أن يعيد عمرو موسى طرح اقتراحه مرة أخرى. ويضيف: إن اختيار هذا التوقيت لم يأت بمحض الصدفة، ففي سبتمبر سوف تنتهي فترة تجميد الاستيطان، وحينئذ سوف تجد الجامعة العربية نفسها أمام سؤال قديم وهو هل ستستمر في رعايتها للمفاوضات مع إسرائيل، وهذه إشارة ثقيلة من الدول العربية الموقعة على المبادرة العربية بأن المبادرة ليست أبدية.