د: فتحي صالح مدير مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي دعا المشاركون في الاجتماع الخامس للجنة التنفيذية لمشروع ذاكرة العالم العربي الذي افتتحت فعالياته أمس بالعاصمة البحرينية المنامة بحضور 19 دولة عربية بالإضافة إلى مؤسسات ومنظمات دولية كمنظمة "الأسيسكو" و"الأليسكو" إلى تنسيق الجهود من أجل الحفاظ على الذاكرة الجماعية للدول العربية عبر توظيف التقنيات التكنولوجية الحديثة، وإعطاء الأولوية في التوثيق الرقمي للتراث المعرض للأخطار في العالم العربي مما يؤدى إلى طمس هويته العربية كما في القدس أو العراق، وأكدوا على اتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة لدعم مشروع العالم العربي. قال الدكتور فتحي صالح مدير مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لمكتبة الإسكندرية: إن مشروع ذاكرة العالم العربي يمثل تحديًا خاصًا لإمكانية العمل المتآلف بين الدول العربية وخاصة في مجال الثقافة، آخذين في الاعتبار الخلفيات السياسية المتعددة ونجحنا في تخطى التحديات المحتملة التي من بينها الدخول في ثورة المعلومات مشيرًا إلى كم المعلومات المتاح باللغة الانجليزية المقدر بنحو 90 في المائة وباللغات الأوربية بنحو 8 % أما اللغة العربية والحضارة العربية فهي في محنة وإن لم نتدارك الموقف ونبذل أقصى جهدنا فسوف تجد الأجيال القادمة صعوبة في التعرف على حضارتها بلغتها. وأكد صالح على أهمية المشروع وعلى ضرورة إنجاحه بالإعداد الجيد للبوابة العربية بحيث تسمح لكل دولة أن تقوم بإدخال بياناتها وتصحيحها من جانبها والاستمرار في تغذية المشروع بالمعلومات بصفة دائمة وزيادة المحاور التراثية مع الوقت، مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق مع شركة عالمية متخصصة في البرمجيات لتنفيذ البوابة طبقا للمواصفات التي وضعها المشروع، وقد تم إعداد بوابة تجريبية لعرض البيانات تضاهى ما يتم تنفيذه حاليًا في المشروعات المشابهة في الدول الأوربية. وذكرت جميلة مطر المشرف على إدارة الاتصالات بجامعة الدول العربية أن المحتوى العربي على الانترنت هو أحد المحاور الهامة التي أقرتها القمة العربية في دمشق وتمثل خطوة ضرورية لرأب الفجوة الرقمية وتوزيع استخدام الانترنت بشكل متعادل خاصة بعد إعلان هيئة الانترنت للأسماء والأرقام المخصصة "الأيكان" عن تشغيل أسماء نطاقات الانترنت باللغات غير اللاتينية. وأشارت ريتا عوض مدير إدارة الثقافة بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى أن نسبة المحتوى العربي على الانترنت لا يتجاوز الواحد بالمائة وهى نسبة ضئيلة قياسًا لما تختزنه حضارتنا العربية، مشيرة إلى أن المشروع يتطلع إلى الاستفادة من التجارب الرائدة لبعض الدول مثل فرنسا التي رصدت 750 مليون يورو هذا العام لاستكمال إدخال تراثها الفني والأدبي إلى العالم الرقمي. وأكد د.عبد العزيز صلاح ممثلا عن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة على التحديات المتمثلة في المخاطر الطبيعية والمناخية وطمس للهوية العربية للتراث العربي خاصة في فلسطين وحاجة الدول العربية لمثل هذا المشروع للحفاظ على هوية تراثنا وهويتنا . واستعرضت السيدة إجلال بهجت نائب أول مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي ومدير المشروع الخطة المستقبلية للمشروع تمهيدا لإطلاق البوابة عام 2011 ونبهت إلى ضرورة تشكيل إدارة للبوابة الالكترونية وأهمية التحديث المستمر للبيانات والتدريب على استخدام التكنولوجيا الحديثة وضمان حقوق الملكية الفكرية والترجمة إلى الانجليزية وإضافة محاور جديدة كي يخرج المشروع شكلا ومضمونا على النحو الذي نرجوه.