تزدان واجهات العرض في سوق الذهب التاريخي في غزة القديمة بالحلي الذهبية البراقة التي يتم تهريبها الى غزة رغم الحصار الاسرائيلي، حيث لا تزال هذه التجارة تشهد رواجا مع الاقبال الملفت على الزواج. ويتنقل الزبائن في زقاق سوق الذهب الضيق بين المحال الصغيرة التي يرجع تأسيسها الى اكثر من 600 عام، والذي تكسوه قبة حجرية باعمدة صخرية ملاصقة لجدران المسجد "العمري" وهو من اقدم مساجد فلسطين. وفي محله المزدحم بالزبائن يقول التاجر اياد بصل (35 عاما) الذي ورث المهنة عن والده منذ عقود، "تجارتنا لم تتاثر بالحصار الاسرائيلي لا بل ازدهرت منذ ذلك الحين". ويخضع قطاع غزة لحصار خانق منذ ان سيطرت عليه حركة حماس بالقوة في منتصف يونيو/حزيران 2007. وبينما ينشغل بشرح مزايا بضاعته لعروس في العشرينات يضيف التاجر اياد بصل "التهريب انعش تجارتنا، عملنا لم يتوقف بالحصار فالذهب يصلنا بالتهريب وحماس تشجع على الزواج وتقيم الافراح الجماعية وتساعد الشباب وهذا يصب في مصلحتنا". ورعت حركة حماس الاسلامية زواج الاف الشبان في حفلات زواج جماعية اقامتها في قطاع غزة في العامين الاخيرين، الامر الذي اسهم في ارتفاع معدلات الزواج. ولكن تهريب الذهب يكلف التجار غاليا. ويقول تاجر ذهب فضل عدم الكشف عن اسمه "اضطررنا الى اللجوء الى التهريب لنواصل عملنا الذي ورثناه منذ عقود". ويضيف "ندفع مئات الدولارات لتهريب بضاعتنا عن طريق الانفاق او عن طريق المسافرين عبر معبر ايريز". ولا يخفي الرجل ان هذا العبء المادي للتهريب يعاد تحميله للمشترين في النهاية، لكنه يقول "الجميع مضطر. لولا الحصار ما كنا سنهرب الذهب وما كانت الناس ستقبل على شرائه رغم ارتفاع سعره لولا رغبتها في الفرح والزواج". ويكشف صاحب نفق في منطقة رفح على الحدود مع مصر انه يقوم بتهريب الذهب "بين البضائع التي احضرها في النفق مقابل 700 دولار، وقد يصل المبلغ الى الف او اكثر حسب الكمية وظروف التهريب". وتقول العروس امل (25 عاما) وهي تبحث في المحل عما يناسبها "الذهب اصبح غالي الثمن، ولكن لا بهجة للعروس بدون الذهب، والا كانت الفرحة ناقصة".اما العروس نسمة (23 عاما) فتقول "كنت افضل عدم شراء الذهب حاليا والاحتفاظ بالمال حتى ينخفض سعره قليلا لكن الاهل اصروا على ان اشتري الان قبل اتمام الزواج".وتبرر والدتها "رخيص او غالي العروس لا بد ان تلبس الذهب حتى ولو القليل منه فهذا افضل من ان تذهب الى بيت زوجها بلا ذهب".