حذر المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر محمد بديع يوم الثلاثاء من عودة الإرهاب من جديد في البلاد اذا واصلت الحكومة شن حملاتها على "الإسلام الوسطي". وقال بديع في تصريحات أدلى بها مع وكالة رويترز إن من يتبنون الإسلام الوسطي في البلاد ليسوا هم الإخوان فحسب وإن كان على رأسهم مؤسسات الأزهر حيث قال إن الإخوان مستعدون أن يكونوا جنودًا لها في نشر "هذا المفهوم الصحيح للإسلام." وقال بديع "عندما مُنعنا من أن نقوم بدورنا في نشر هذا الإسلام الوسطي نبت الإرهاب في أرض مصر." ويشير بديع إلى فترة السبعينيات والثمانينيات التي ظهرت خلالها الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد اللتين تبنيا العنف وخاضا معارك دموية مع قوات الأمن في التسعينيات والتي أوقعت أكثر من ألف قتيل من الجانبين ومن المواطنين والسائحين الأجانب. واغتال متشددون إسلاميون الرئيس المصري الراحل أنور السادات بالرصاص خلال عرض عسكري عام 1981. وقبل ذلك بسنوات خطف متشددون إسلاميون من جماعة سميت التكفير والهجرة وزير الأوقاف محمد حسين الذهبي وقتلوه وقبضت الحكومة على زعيم الجماعة شكري مصطفى ونفذوا فيه حكم بالإعدام. وحذر مرشد الإخوان من "اتساع دائرة الفكر السلفي وجماعاته والدعاوى المغلوطة لتكفير المجتمعات والمحاولات المستمرة لترويع الآمنين والإخلال بالسلام الاجتماعي وزعزعة الاستقرار" في عدد من الدول العربية والإسلامية. وقال بديع إن الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر يتحمل مسؤولية عن المناخ الذي يمنع بروز التيار الوسطي، وقال "الحزب الوطني الحاكم الآن يستأثر بالقرار ولا يشرك معه أحدًا ولا يستمع لنصائح أحد. فاذا ما سدت القنوات يصبح هذا المكان الذي نعيش فيه غرفة مليئة بالغاز، وإذا أوقدت عودًا من الكبريت فسينفجر المكان مؤكدًا أن "هذا هو التفسير الوحيد لما يحدث الآن من مشاكل بسيطة نجدها تنفجر وتظهر كأنها فتنة طائفية، مثلما حدث في مقتل ستة مسيحيين وإصابة تسعة آخرين في هجوم بالرصاص في مدينة نجع حمادي بمحافظة قنا في جنوب البلاد عشية عيد الميلاد الذي يحتفل به الأقباط الأرثوذكس في السابع من يناير كانون الثاني. كما استبعد بديع توقعات محللين أن يكون سبب اختياره لمنصب المرشد العام هو اتجاه الجماعة للتركيز في المرحلة المقبلة على العمل الاجتماعي والانسحاب من العمل السياسي مثلما توقع محللون، فقال: "لمن نترك الساحة السياسية اذا كنا الآن نقول ونشكو (من) أنها تحتاج إلى إصلاح. فإذا انسحبنا نحن فسيزداد السوء سوءًا وسيحملنا الشعب المصري من مسلمين ومسيحيين مسئولية ترك الساحة للمفسدين." وحول ترشيح الجماعة للانتخابات البرلمانية المقبلة قال بديع "المشكلة الآن ليست في النواب ولا في الترشيح، المشكلة الآن في الجو البرلماني والجو الانتخابي الذي نراه مسدودًا ولن يسمح لأي إنسان أن يصل بحرية، وأضاف: "لو سألتم الشعب المصري عن لفظ (انتخابات) حرة ونزيهة ستجدونه يتندر بهذه الألفاظ لأنها لم يعد لها أىمدلول." وتابع "كل الانتخابات كان المسؤولون يقولون عنها حرة نزيهة. وبعد انقضائها يقولون لنا الانتخابات القادمة ستكون حرة نزيهة." وطالب مرشد الإخوان بتشكيل "حكومة انتقالية تقدم الحرية للشعب كي يختار نوابه." واستبعد أن يشغل أعضاء في الجماعة 88 مقعدًا في الانتخابات التشريعية التي ستجرى هذا العام "اذا ما استمر هذا الضغط بهذا الشكل. ولكننا لن نتنازل عن حقنا في المشاركة البرلمانية." وقال "أنا متفائل دائما." وحول انتخابات الرئاسة التي ستجرى العام المقبل استبعد بديع أن تحاول الجماعة المنافسة فيها لكنه قال إن الجماعة تنتظر من المرشحين أن يعرضوا عليها مناهجهم وبرامجهم لتختار من بينها. وقال "نحن نريد أن نشارك في إصلاح هذه الأمة ونريد أن نحكم بأسلوب إسلامي وديمقراطي حر ولا يهمنا من يحكم ونحن نحترم من يتقدم لينافس منافسة شريفة وليس لنا مرشح للرئاسة من الإخوان المسلمين." وأضاف متناولا الترشيح المرجح للسياسي البارز جمال مبارك ابن الرئيس المصري حسني مبارك "يترشح مثله مثل أي مواطن مصري بلا تمييز... يتقدم مثله مثل كل المرشحين إلى أمته ببرنامجه في جو انتخابي حر والأمة لها أن تختار أو ترفض." وقال بديع إن ترشح جمال مبارك في غياب جو انتخابي حر سيكون توريثا "نرفضه لأنه أسلوب ليس ديمقراطيا وأسلوب تخلصت منه مصر منذ الانتهاء من عهد الملكية."