جامعة الزقازيق تواصل فاعليات الأنشطة الطلابية لتنفيذ مبادرة "بداية"    المتحدة للرياضة تهنئ الشعب المصري بذكرى الانتصار العظيم في حرب أكتوبر    بأعلام مصر والزي العسكري.. تلاميذ المدارس يحتفلون بانتصارات أكتوبر في بورسعيد -صور    الأحد 6 أكتوبر 2024.. نشرة أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية    سعر الدولار اليوم الأحد 6 أكتوبر.. أعرف التفاصيل    إزالة 9 حالات تعدِ على أراضي زراعية ومخالفة بناء في 3 مراكز بأسيوط    حصيلة ضحايا الحرب على غزة تتجاوز 139 ألف شهيد وجريح    ميقاتي يثمن دعوة ماكرون بوقف تسليم الأسلحة إلى إسرائيل    قوات الاحتلال تعتقل 15 فلسطينيا من الضفة    في أحدث هجوم لحزب الله على خليج حيفا.. جيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخين أرض-أرض    فالفيردي سعيد بالفوز على فياريال ويأسف لإصابة كارفاخال    أحمد مجاهد: سأترشح لرئاسة اتحاد الكرة في هذه الحالة    جيسوس مدرب الهلال يشيد بجماهير الأهلي بعد كلاسيكو الدوري السعودي    عمار حمدي يتحدث عن.. مغادرة الأهلي.. أداء إمام عاشور وحب جماهير الزمالك    أمن أسوان ينجح في ضبط عنصريين إجراميين بحوزتهما أسلحة ومخدرات    حالة الطقس اليوم الأحد 6 أكتوبر 2024: أجواء خريفية مع ارتفاع في درجات الحرارة    ضبط 3 عصابات و167 سلاحا وتنفيذ 84 ألف حكم خلال يوم    مصرع شخص إثر سقوط سيارة في ترعة المريوطية بالبدرشين    أسيوط: حملات تموينية على المخابز والمحال وتحرير 112 محضرا بمركزي القوصية والبداري    حدث بالمحافظة الوسطى بغزة.. سقوط 26 شهيدا وعشرات الجرحى حصيلة ضحايا قصف الاحتلال    فيديو.. ريهام عبدالحكيم تطرح أغنية "جيش وشعب" في احتفالات نصر أكتوبر    كيف خلدت الدراما المصرية ملحمة نصر أكتوبر العظيم؟    "مزمار الشيطان في بيت رسول الله".. رمضان عبد المعز يوضح: ماذا رد النبي يوم النصر؟    اكتشاف كبير.. اثنان من القتلة شاركا في تدمير الحياة قبل 66 مليون سنة    رئيس هيئة الرعاية الصحية يلتقى السفير السويدي وكبرى الشركات السويدية لدى مصر    في ذكري النصر .. تعرف علي استعدادات القوات المصرية لسحق جيش الاحتلال فى أكتوبر 1973    بمشاركة طارق شوقي.. تكني الإسكندرية تناقش بناء نظام تعليمي مرن    «بأسعار رمزية».. 5 حدائق مميزة بالقاهرة للتنزه في إجازة 6 أكتوبر    «الإسكان»: إعادة فتح باب التقدم لاستيفاء طلبات تقنين الأوضاع في صحراء الأهرام    تشاهدون اليوم.. مواجهات قوية للمحترفين في الدوريات الأوروبية    "يصعب موقفه".. قرار صارم من حسين لبيب بشأن تجديد عقد زيزو    تجمع نجوم الفن.. 10 صور جديدة من حفل زفاف ابنة علاء مرسي    ابنة شقيق جورج قرداحي تكشف حقيقة مقتله في غارة إسرائيلية على بيروت    البنوك إجازة اليوم بمناسبة ذكرى نصر 6 أكتوبر    متصلة: خطيبي بيغير من الشحات في الشارع؟.. وأمين الفتوى يرد    جامعة بنها تنظم قافلة طبية بقرية كوم أشفين في قليوب ضمن مبادرة «أنت الحياة»    «الدواء» تحذر من عقاقير غير مطابقة للمواصفات.. بينها واحدا لعلاج نزلات البرد    أطعمة تخلصك من حموضة المعدة.. تعرف عليها    الإسكان: حملات على وصلات المياه الخلسة وتحصيل المتأخرات بالمدن جديدة    البالون الطائر يحلق بصور الرئيس السيسي للاحتفال بالذكرى 51 لنصر أكتوبر غرب الأقصر    تفاصيل تفعيل دور صندوق الرعاية الاجتماعية للمعلمين    «التضامن الاجتماعي»: «هنوصلك» تسجل 2391 من ذوي الإعاقة بالمنظومة (تفاصيل)    اللواء المنصوري.. أطلق عليه الإسرائيليون «الطيار المجنون»    دور الأهلى والزمالك فى مباراة الكرامة بذكرى نصر أكتوبر    الأزهر: الأسلحة الدقيقة مصطلح صهيونى يستخدم فى تبرير جرائم القتل الجماعى .. من غزة إلى لبنان.. جرائم الكيان الصهيونى مستمرة    تبون: الجزائر دخلت في طريق التغيير الإيجابي وستواصل مسيرتها بثبات نحو آفاق واعدة    «الإفتاء» توضح.. هل يجوز الأكل على ورق جرائد به آيات من القرآن؟    نص كلمة الرئيس السيسي بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة    الدكتور    مفتي الجمهورية: الرفق والحكمة أساس الفتوى.. وملتزمون بالمنهج الأزهري    طريقة عمل البيتزا في البيت زي المحلات، وبأقل التكاليف    المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض: لقاح جدري القرود آمن تماما ولم يتسبب في حالات وفاة    الكشف موقف أحمد فتوح من المشاركة في السوبر الإماراتي    برج الميزان.. حظك اليوم الأحد 6 أكتوبر: جدد أفكارك    من دعاء النبي | اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطأي وعمدي    تفسير آية | تعرف على معنى كلمات «سورة الفلق»    البيع تم قبل شهور.. مصدر مقرب يكشف مصير مطعم صبحي كابر    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم قرية "مردا" بالضفة الغربية وتهدد أهلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العنف الموجة للأمة المصرية
نشر في مصر الجديدة يوم 14 - 08 - 2013

علي مدار اللحظة، تتواتر أدلة جديدة علي تورط جماعة الإخوان المسلمين في مخطط الفوضي الخلاقة بالتنسيق مع الكيان الصهيو أميركي، والذي بدأ تنفيذه منذ اشتعال ثورة 25 يناير، وليتم تحويلها إلى جزء من "الربيع الإخواني".
كان آخر تلك الأدلة، ما أفاد مصدر أمنى به من أن أنصار جماعة الإخوان المسلمين تمكنوا من تهريب العشرات من السجناء المحتجزين داخل عدد من أقسام الشرطة على مستوى الجمهورية، بعدما حاصروا المنشآت الشرطية، وأضرموا النيران فيها.
وأضاف المصدر أن جماعة الإخوان المسلمين تريد تكرار سيناريو جمعة الغضب لإحداث حالة من الفوضى داخل البلاد عن طريق تهريب السجناء، وأوضح المصدر أن الأجهزة الأمنية تحصر أسماء المتهمين الهاربين للقبض عليهم وإعادتهم إلى محبسهم، كما اختطف الجناة عددا من الضباط من داخل أقسام الشرطة.
كما عززت قوات الأمن من تواجدها بمحيط مناطق سجون طرة، والتى يقبع فيه رموز قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وعلى رأسهم المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد، والدكتور سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة، والدكتور رشاد بيومى نائب المرشد، والدكتور حلمى الجزار أمين الحرية والعدالة بالجيزة، ومناصرى الإخوان منهم عصام سلطان وأبو العلا ماضى وحازم صلاح أبو إسماعيل، وذلك تخوفا من اقتحامها لتهريب المتهمين، كما عززت قوات الأمن من تواجدها أمام باقى السجون لذات الأسباب.
كما استولى أنصار جماعة الإخوان على مدرعة شرطة وألقوها من أعلى كوبرى السادس من أكتوبر، مما أدى إلى استشهاد سائقها واثنين آخرين كانا برفقته.
وأشعل شباب جماعة الإخوان المسلمين النيران فى مزرعة ملك الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل بالقرب من المنصورية شمال الجيزة، واستولى الإخوان على معظم محتويات المزرعة وأضرموا النيران فيها.
قال مجلس الوزراء خلال بيان له منذ قليل أن على تنظيم الاخوان ايقاف عمليات التحريض، التى تتم ضد الحكومة المصرية، مشيدة بجهود قوات الأمن بفض اعتصامى رابعة والنهضة بدون خسائر تذكر مقارنة بعدد المعتصمين، مطالبة القوات بضبط النفس. وحذرت الحكومة أنها ستتصدى بكل حسم وحزم للخارجين على الفانون وعلى من يحاول التعدي على المنشأت الحكومية، مطالبة الجماعة بعدم الدفع بكوادرها فى القيام بأعمال عنف مؤكدة الحكومة على أنها لن تتراجع عن خارطة الطريق.
في 30 يونيو الماضي، بعد عام فقط على تولي "الإخواني"، محمد مرسي رئاسة مصر انتفض المصريون بعشرات الملايين ضده. وبانحياز القوات المسلحة المصرية لإرادة شعبها تمكَّن المنتفضون سلميا من إطاحة مرسي وتحديد خطه خريطة طريق- لتعديل الدستور غير التوافقي وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، وتتولى الإشراف على تنفيذها سلطة مدنية انتقالية برئاسة رئيس المحكمة الدستورية العليا. وبعد صعود الإخوان الى سدة الحكم بدأنا ندخل مرحلة جديدة لم تكن أمريكا تفكر في عواقبها، ففي الشارع لا زال الغليان الشعبي متواجداً، وارتكب مرسي أغبى خطوات قام بها حاكم عبر التاريخ، ولكننا نعلم أنه لم يكن مستقلاً في قراراته فهناك المرشد ومن وراءه الامبراطورية الاخوانية المتواجدة في العشرات من بلداننا، كما أن المستشارين الغربيين الذين يوجهون عبر رجال الكواليس الأقوياء مثل خيرت الشاطر كانت لهم اليد الطولي وأكبر خطوة غبية قامت بها أمريكا أن أوصلت الإخوان الى السلطة بعد سقوط مبارك مباشرة فالمفترض أن تكون نوبة الإخوان بعد جولتين رئاسيتين على الأقل لكي لا يتلقون صدمات انهيار النظام وأن تمرر كافة الاتفاقيات ويكون وصولهم بشكل سلس الى السلطة دون مشاكل كما تُلقى كافة تبعات المشاكل السياسية والاقتصادية على من سبقهم ممن تورط في المرحلة الانتقالية. ولكننا لا بد أن لا نعطي للغرب قمة الذكاء فهم ليسوا كذلك فضلاً عن الأزمة المالية التي أنهكت الغرب والبحث عن حلول سريعة ومنها إيصال حلفاء جدد الى السلطة يمتثلون بالإسلام السياسي الاخواني. والإخوان بإرهابهم هذا اثبتوا مجددا انهم لا ينتمون الى الأمة المصرية، وليسوا جزءا من النسيج الوطني المصري. لم يدركوا ان الشعب المصري العظيم.. هذا الشعب الذي اظهر إرادة حديدية جبارة في الدفاع عن وطنه وفي فرض كلمته على الكل في الداخل والخارج ما كان له ان يقبل بهذا الإرهاب ولا بان يحقق الإرهابيون ايا من اهدافهم الشريرة. وقائد جيش مصر الوطني الفريق السيسي حين طلب من الشعب ان ينزل الى الشوارع ليعلن كلمته ويعبر عن إرادته ويفوض الجيش للقضاء على العنف والإرهاب انما أراد ان يظهر للعالم كله حقيقة ثورة هذا الشعب، وجوهر إرادته ومطالبه. أراد ان يعرف العالم كله ان جيش مصر العظيم ما هو إلا معبر عن إرادة الأمة وممتثل لأوامرها. وحين خرج الشعب المصري يوم الجمعة الماضي تلبية لدعوة السيسي بهذه الملايين الهادرة (أكثر من 30 مليونا)، لم يفوض الجيش فقط للقضاء على الإرهاب وإنما سجل ملحمة وطنية كبرى تاريخية لا مثيل لها. سجل ملحمة في حب الوطن والإصرار على الدفاع عنه ومواجهة الإرهاب الذي يستهدفه، وسجل ملحمة في الوحدة الوطنية. مئات الصور والمظاهر الخالدة سجلها الشعب المصري في ملحمته هذه. هنا كان من الطبيعي أن تعم الصدمة صفوف قيادة جماعة الإخوان المسلمين، لكن غير الطبيعي هو تشبثها بالخيار الذي قاد إلى سقوط سلطتها. إذ عوض أن تتجرأ على نقد الذات ومراجعة الحسابات وتحمُّل مسؤولية ما جنته بيدها على تنظيمها وشعبيته ومستقبل مشروعه مصرياً وعربياً، اختارت معادلة صفرية، فحواها: إما العودة إلى حكم مصر رغم أنف غالبية شعبها أو نشر الفوضى فيها واستدعاء التدخل الأجنبي إليها، بحسبان أن ما جرى في مصر ليس ثورة شعبية دعمها أو حماها أو انحاز لها الجيش بل "انقلاب عسكري مكتمل الأركان". هكذا أكد اجتماع اسطنبول الاستثنائي لممثلي التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، حيث وُضعت خطة "إنهاء "الانقلاب" التي تقوم على استمرار الاعتصام في "رابعة" و"النهضة"، ليشكِّل:
1: مركزاً لمنازعة شرعية السلطة الانتقالية الجديدة وإعاقة تنفيذ خطتها لاستعادة مصر الدولة لاستقراها وانجاز مطالب الثورة في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة التي يتعذر، كيلا نقول يستحيل، انجازها دون التجرؤ على طرح مسألة إخراج مصر من شرنقة التبعية والخضوع للسياسة الأمريكية على جدول أعمال الثورة.
2: نقطة لانطلاق مسيرات ليلية باتجاه مؤسسات الدولة العامة المدنية والعسكرية والأمنية مع ما ينطوي عليه ذلك من وقطْع للطرق وترويع للسكان وبثٍ للخوف والرعب والفوضى.
3: بوقاً لدعاية تفوح منها رائحة التخوين والتكفير والتحريض على العنف.
4: مركزاً لاستقطاب التأييد السياسي واستدعاء التدخل الخارجي، عموماً، والغربي منه بقيادة الولايات المتحدة، خصوصاً.
5: درعاً بشرياً لحماية عدد من قادة "الإخوان" وحركات "إسلامية" أخرى صدرت بحقهم مذكرات اعتقال بتهمة التحريض على العنف ومهاجمة المنشآت العامة ومحاصرتها إبان فترة حكم الجماعة أو بعد اطاحة سلطتها.
6: فخاً لاستدراج قوات الشرطة والجيش إلى التدخل لفض الاعتصام بالقوة بكل ما ينطوي عليه ذلك من إراقة للدماء لتحميل قيادة الجيش والشرطة والسلطة الانتقالية المسؤولية السياسية والأخلاقية والجنائية عنها.
لكن ما تناسته قيادة التنظيم الدولي لجماعة "الإخوان"، سيان: بوعي أو بجهالة، هو أنها بهذه الخطة الجاري تنفيذها على الأرض، إنما توسِّع دوائر العزلة الشعبية والسياسية للجماعة، مصرياً وعربياً، خاصة بعد أن تحول اعتصام "رابعة" إلى ظهير أو راعٍ سياسي لما يجري في محافظة سيناء، تحديدا،ً من عمليات ارهابية تصاعدت وتيرتها بعد إطاحة سلطة "الإخوان"، بينما أوحى القائد "الإخواني" البارز، محمد البلتاجي، علناً وصراحة، بعدم إمكانية توقف هذه العمليات الارهابية دون عودة الرئيس محمد مرسي إلى سدة الحكم. وكذا تناست قيادة "الإخوان" حقيقة أن "المُتغطي بالأميركان عريان". فرد الفعل الأمريكي، والغربي عموماً، على زلزلة 30 يونيو الماضي، أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن معركة الشعب المصري وقواه السياسية الوطنية والمجتمعية والشبابية الثورية هي، وإن بدت- ظاهراً- مع "الإخوان"، إلا أنها- باطناً- مع الأميركان. ما يعني أن مصر تدفع اليوم ثمن خطيئة قيادة "الإخوان" التي لم تتصرف على أساس أن حدث 25 يناير 2011 كحدث تاريخي مظهره ضد نظام مبارك وجوهره ضد الولايات المتحدة التي سيطرت على هذا النظام سياسة وأمناً، وأغرقته، ومعه مصر، في نظام اقتصادي اجتماعي لم يتح السرقة الفجة، الفساد، فحسب، لكنه أدخلها، أيضاً، في دواليب أبشع أشكال أنظمة الاستغلال الرأسمالي وأكثرها توحشاً، أي النظام "نيو ليبرالي" الذي تفرضه الولايات المتحدة على كل توابعها. لكن يبدو أن قيادة "الإخوان" لم تفق من صدمتها بعد، وأنها ما زالت تعيش حالة انكار تام للواقع يغذيها اطمئنان كاذب، فحواه أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة كلي القدرة، وأن الشعب المصري المنتفض بقيادة شبابية جريئة عاجز عن تصحيح مسار ثورته وتخليصها من اختزالات تناست أن جوهر الأزمة المصرية إنما يتمثل في تبعية النظام المصري، (في عهديْ مبارك ومرسي)، للولايات المتحدة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وأمنياً. لذلك كله، وعليه، حريٌ بقيادة جماعة "الإخوان" المصرية الماضية في تنفيذ خطة تنظيمها الدولي أن تعود إلى رشدها لترى حقائق الواقع التالية:
1: زلزلة 30 يونيو الماضي جعلت الداخل المصري قادراً على فرض التوافق مع مطالبه على الجميع، بمن فيهم الولايات المتحدة التي تراجع دورها في النظام الدولي بسبب أزمتها الاقتصادية البنيوية الطاحنة، وبزوغ أقطاب دولية أخرى تنافسها بقوة على قيادة العالم. فالولايات المتحدة التي أصابها في بداية تسعينيات القرن الماضي جنون خطاب "نهاية التاريخ" الأيديولوجي لدرجة أن تطمح في تحويل دولة بوزن روسيا مثلاً إلى دولة "عالم ثالثية"، لم تعد قادرة اليوم على حسم ملفات إقليمية دون أخذ وجهة نظر ومصالح روسيا والصين، ودول مجموعة "البريكس"، عموماً، بعين الاعتبار.
2: زلزلة 30 يونيو أعادت الاعتبار إلى الحراك الشعبي العربي، وطالت بتداعياتها سريعاً تونس وليبيا، عدا ما أحدثته لحكم أردوغان في تركيا من أزمة سياسية ما زالت مفاعيلها في بدايتها.
3: مصر ما بعد هذه الزلزلة لن تستقر، بل ومرشحة للدخول في موجة ثورية جديدة، ما لم يشعر شعبها بقرب مغادرته لشروط الاستبداد والفقر والأمية وامتهان الكرامة المرتبطة بشروط التبعية وصورية الاستقلال الوطني. وهذا ما عجز عن معالجته مشروع "الإخوان" المحكوم بجوامد فكرية تنفي كل معالجة عقلانية راشدة، وبنظام أبوي صارم يستند إلى تعاليم أيديولوجية تنتقل في ترجمتها إلى "المرشد العام" الذي يكتسب بفضل ذلك قدسية تفرض نظام الطاعة العمياء على عضوية التنظيم والمجتمع في آن. وهو النظام الذي تستميت الإدارة الأمريكية، بانتهازية لا شك فيها، لإعادته إلى الحكم في مصر رغم أنف غالبية شعبها، ما دام يخدم مصالحها وسيطرتها على الوطن العربي، ويساعد على استمرار نهب مقدراته وتنفيذ مخطط تفكيك دوله وجيوشه وتمزيق كياناته الوطنية وإشعال نار الفتن الطائفية والمذهبية في مجتمعاته.
4: التنظيم الدولي ل "الإخوان" تراجعت قدرته-نوعياً- على التأثير عربياً وإقليمياً بعد السقوط المدوي لسلطته في مصر، بل ودخل حالة متنامية وغير مسبوقة من العزل الشعبي التي يصعب معها على أي قوة خارجية، مهما بلغت قوتها، انتشاله منها، دون أن تراجع قيادته حساباتها الخاطئة ورهاناتها الفاشلة لترى ما جنته هي بيدها على نفسها، وعلى مشروعها، وعلى كل من يناصرها لمصلحة ظالمة أو مظلومة، وفي مقدمتهم الإدارة الأمريكية الحائرة المتخبطة، وسلطة حزب أردوغان التركي المرتبكة، وسلطة حزب "النهضة" التونسي المترنحة، وربما الآيلة للسقوط قريباً.
فهذه التيارات أو المجموعات الجديدة -التي أعلنت الجماعات الإسلامية المصرية التقليدية تبرؤها منها- استفزها الواقع العربي الرسمي المنهار، وتصاعد "العدوان الصهيوني والأمريكي" -كما تقول- على العرب والمسلمين؛ فبدأت في التحرك منفصلة مستفيدة من التطور في العمليات التفجيرية التي أصبحت أشبه بألعاب الفيديو في العصر الحديث، وربما معتمدة على عناصر لها خبرات في هذا المجال، فضلا عن مجال الإنترنت الرحب الذي بدأت هذه الجماعات تستخدمه على أوسع نطاق في التواصل وفي معرفة معلومات عن أساليب التفجير، وإعداد المتفجرات، حتى إن بعض المتفجرات التي استخدمت في تفجيرات القاهرة الأخيرة قالت أجهزة الأمن المصرية بأنها مستخلصه من ألعاب نارية تباع في الأسواق، ويضاف لها كمية مسامير كبيرة كانت هي السبب في كافة الإصابات التي وقعت لسياح ومصريين تصادف مرورهم في ساحة العمليات. والخطورة هنا أن يتسع نطاق هذه العمليات التي تقوم بها هذه المجموعات الجديدة المستقلة -وغير المرصودة أمنيا من الأجيال العربية الشابة الجديدة المحبطة- ليشمل دولا عربية أخرى، خصوصا تلك التي توجد بها مصالح إسرائيلية أو أمريكية، أو أن تتمدد هذه العمليات أكثر لتطال أنظمة الحكم العربية في حالة تصديها لهذه المجموعات. ما هي "الكتلة السوداء كما تسمى في مصر أهي تيار شبابي ثوري جديد هدفه مواجهة الإخوان المسلمين؟ أم هي مجموعة من مثيري الشغب والمخربين بين مشجعي كرة الفدم وهل يمكن أن تؤدي تحركاتها في الشارع إلى المزيد من تفجير الأوضاع في مصر كيف سيدير الرئيس محمد مرسي أزمة ثقة مستفحلة بين السلطة وجبهة الإنقاذ الوطني؟ وهل تنزلق البلاد يوما فيوما نحو تفتت مجتمعي فعلي أم أن الوضع سوف يستتبّ؟ معلومات حول الموضوع شهدت الذكرى الثانية للثورة في مصر انفجار موجة عنف دفعت البلاد الى شفا الإنهيار السياسي والاقتصادي. وعلى خلفية المواجهة بين الإخوان وجبهة الإنقاذ الوطني ظهرت في مصر، على غير المتوقع قوة ثالثة اطلق عليها مسمى حركة "الكتلة السوداء ويطرح بهذا الخصوص سؤال عن الأهداف التي يتوخاها المخربون المحسوبين على مشجعي كرة القدم ، وهم يزرعون الفوضى في شوارع المدن المصرية، ومَن الذي يتولى قيادتهم وتوجيههم؟ بعض المحللين يعتقدون ان افعال المخربين الموشحين بالسواد عبارة عن استفزاز مبيت من فلول تسعى الى تشويه سمعة الرئيس محمد مرسي والإخوان المسلمين وتحجيم محاولاتهم لرص صفوف المجتمع المصري. وقد أثار قرار الحكومة بالتشدد في التعامل مع المخربين عاصفة من الإنتقادات للإخوان المسلمين من جانب القوى السياسية المناوئة لهم. إئتلاف المعارضة المتمثل بجبهة الإنقاذ الوطني انتقل، على خلفية تصاعد العنف، من شعارات تأليف حكومة انقاذ وطني الى المطالبة باستقالة قيادة البلاد وإلغاء الدستور وحل حركة "الإخوان المسلمين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.