أعلن المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة أنه تم الاتفاق مع الجانب الروسي علي عقد الجولة الثالثة لمفاوضات التجارة الحرة بين مصر وروسيا في الربع الأول من العام المقبل ليتم الانتهاء من المفاوضات والوصول إلي اتفاق تجارة حرة بنهاية عام 2010 ، كما تم الاتفاق علي عقد الدورة الثامنة للجنة المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني بين البلدين خلال الربع الأول من العام المقبل بالقاهرة. جاء ذلك عقب جلسة المباحثات المكثفة التي عقدها المهندس رشيد مع نظيره الروسي فكتور خريستنكو اليوم والذي يزور مصر حاليًا علي رأس وفدٍ كبيرٍ يضم عددًا من المسئولين في الحكومة الروسية وممثلي كبريات الشركات الروسية. وأكد رشيد خلال جلسة المباحثات أن الرئيس مبارك حريص علي دعم وتشجيع وزيادة التعاون الاقتصادي بين مصر وروسيا للتوصل إلي علاقات متميزة في هذا المجال ترقي إلي مستوي العلاقات السياسية والتاريخية بين البلدين وأضاف الوزير أن الحكومة المصرية تعطي أهمية خاصة للتعاون مع روسيا الاتحادية في قطاعات التجارة والصناعة والسياحة، وقال الوزير إن هناك قصص نجاح متعددة للتعاون الاقتصادي بين مصر وروسيا خاصة في مجال السياحة والتجارة حيث تمثل السياحة الروسية لمصر محورًا هامًا في العلاقات الاقتصادية حيث تحتل روسيا المرتبة الأولي في عدد السائحين الذين يزورون مصر سنويًا والذي بلغ 1.8 مليون سائح عام 2008 كما أن هناك سلعًا مصرية جديدة دخلت السوق الروسية بالإضافة إلي سلع أخري كالسجاد والأجهزة الكهربائية وأكد رشيدعلي أن الحكومة المصرية حريصة علي استغلال العلاقات التاريخية والسياسية المتميزة مع روسيا للتوصل سريعًا إلي اتفاق تفصيلي للتجارة بين البلدين لزيادة التعاون بين الشركات المصرية والروسية وأوضح أنه اتفق مع نظيره الروسي علي تفعيل ضوابط التفتيش والفحص الصحي والزراعي علي واردات مصر من القمح الروسي قبل شحنها في موانئ التصدير للتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية المصرية قبل شحنها إلي الموانئ المصرية . وأضاف الوزير أن مباحثاته مع الجانب الروسي ركزت علي أهمية إزالة جميع المعوقات التي تحول دون زيادة حجم التجارة البينية والاستثمارات المشتركة بين مصر وروسيا رغم التطور الكبير في التجارة البينية والتي تجاوزت الملياري دولار في عام 2008 و602 مليون دولار خلال الثلث الأول من العام الحالي، مشيرًا إلي أن الصادرات المصرية لروسيا حققت طفرة في الفترة من عام 2005 حتي 2008 حيث ارتفعت من 77 مليون دولار إلي 194 مليون دولار كما زادت الصادرات المصرية خلال الثلث الأول من العام الحالي بنسبة 10% لتصل إلي 107 ملايين دولار. ومن جانبه أكد السيد فيكتور خريستنكو وزير التجارة والصناعة الروسي أن هناك كثيراً من مجالات التعاون الاقتصادي التي يمكن أن يساهم فيها الجانبان ، مشيرًا للعلاقات التاريخية المتميزة بين الشعبين المصري والروسي والتي جعلت الروس يفضلون مصر لقضاء إجازاتهم وأعلن الوزير الروسي أن بلاده علي استعداد لدعم مصر في برنامجها السلمي للطاقة النووية وقال إننا نتمني نجاح البرنامج المصري ونتمني أن يكون هناك تعاون قوي بين مصر وروسيا في هذا المجال ، كما نتطلع إلي تعميق التعاون في قطاعات جديدة مثل تصنيع الطائرات التي تشمل طائرات نقل الركاب ونقل البضائع والطائرات الرأسية "الهليكوبتر" ونتمنى أن تكون مصر بوابة في هذا المجال للسوق الإفريقية. وأضاف خريستنكو أن هناك مجالات واعدة للتعاون الاقتصادي بين مصر وروسيا فمصر تمثل سوقًا كبيرة ولهذا فإن بلاده تضع دعم وتقوية العلاقات الاقتصادية مع مصر كأحد أهم أولوياتها في المرحلة المقبلة. كما أعرب عن أمله في التوصل إلي حلول للمشكلات العالقة لبدء إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في مصر خلال العام المقبل والتي ستتيح فرصة كبيرة للتعاون الصناعي بين الشركات المصرية والروسية خاصة في قطاعات بناء السفن والطائرات . وقال إن بلاده حققت نجاحات كبيرة وتمتلك مميزات هائلة في هذا القطاع ولذلك فإنه يأمل أن يكون هناك تعاون مع ترسانة الإسكندرية في مجال إصلاح وبناء السفن.