رصد المركز الدولي للحوار في تقريره الشهري، المخاطر التي تمر بها عدد من الدول العربية، خاصة خطر الحروب الأهلية الطائفية في كل من العراق ولبنان، خاصة بعد التصريحات التي أدلى بها الأمين العام لحزب الله اللبناني ، السيد حسن نصر الله، وما تشهده العراق من توترات داخلية وتظاهرات ضد حكومة نوري المالكي، والتعامل الأمني الخطير معها، بالإضافة إلى ما يواجهه اليمن من خطر الانفصال في ذكرى الوحدة، وهو ما يعرض البلاد لخطر الفوضى المدمرة. لبنان: تدخل حزب الله في الأزمة السورية يشعل حرباً أهلية يستنكر المركز الدولي للحوار إعلان الشيخ حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني الدخول المباشر في الأزمة السورية، وإضفاء وصف الإرهابيين على كل المعارضين للنظام السوري، لاسيما وأن هناك من بين صفوف المعارضة أعداد كبيرة من أبناء الشعب السوري. واعتبر "الدولي للحوار" ذلك الإعلان أمر خطير قد يكون بمثابة إعلان للحرب الأهلية والطافية في لبنان، حيث يثير إعلان حزب الله الانحياز لطرف على حساب آخر في الأزمة السورية الغضب والحنق، داخل الأوساط اللبنانية المختلفة مذهبياً وأيديولوجياً مع الحزب. ويرى المركز أن "نصر الله" قد جانبه الصواب في إعلانه الدخول المباشر في الأزمة السورية، حيث كان الأجدر به السعي مع الأطراف الأخرى المؤثرة في الأزمة للوصول إلى حل سياسي، يحقن دماء الشعب السوري بطرفيه من مؤيدي النظام ومعارضيه، وهذا الحل كفيل بإنهاء التدخلات الخارجية التي تعبث بأمن سوريا بالداخل. العراق: على الحكومة العراقية الاستجابة لمطالب المتظاهرين يتابع المركز الدولي للحوار بمزيد من القلق الأحداث المتصاعدة في العراق خاصة في الأنبار والفلوجة والرمادي، وما يعانيه المتظاهرين من تضييق شديد من جانب الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي، داعياً الحكومة العراقية لاتخاذ إجراءات سريعة من شأنها الاستجابة لمطالب المتظاهرين، ومعاملة جميع أبناء الشعب العراقي بالمساواة والعدل. كما يطالب "الدولي للحوار" الحكومة العراقية بإتاحة المزيد من الحقوق والحريات للشعب العراقي، خاصة الحق في التظاهر بحرية ودون التعرض لمضايقات من جانب قوات الأمن. ويرى المركز أن غالبية مطالب المتظاهرين مشروعة، خاصة المطالب التي تنادي بمقاومة الخارجين على القانون، وفرض الأمن بالشوارع ومنع عمليات التفجير التي تقع بشكل يومي، والتي تراق فيها دماء أبناء الشعب العراقي. اليمن: الدولي للحوار يحذر من خطر الانفصال ويطالب بتفعيل الحوار تابع المركز الدولي للحوار بمزيد من القلق دعوات الانفصال، التي يدعو لها البعض في جنوب اليمن، والتي جاءت كنتيجة حتمية للإهمال والتجاهل الذي يعاني منه أبناء الجنوب .. محذراً من المخاطر التي تحيط هذه الدعوات، والتي تنتشر في عدد من الدول العربية، في الوقت الذي تسعى فيه دول وتكتلات كبرى لتكوين اتحادات قوية. ويرى المركز أن أهالي جنوب اليمن لهم حقوق مهدرة، تتطلب الاهتمام من جانب القيادة السياسية للبلاد، وهذه الحقوق المهدرة هي السبب الرئيسي وراء دعوات الانفصال، حيث كان اليمنيون يحلمون بتكوين دولة قوية في أعقاب الاتحاد بين جنوب وشمال البلاد عام 1994 ، لكن ذلك لم يحدث وذهبت كل الحقوق للشمال، وعانى الجنوب من إهمال وتجاهل النظام السابق، وهو الأمر الذي يحتاج لعلاج سريع من النظام الحالي برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي "ابن الجنوب". ويدعو "الدولي للحوار" الرئيس منصور هادي للعمل على طمأنة أبناء الجنوب على حقوقهم كاملة، وضرورة تفعيل الحوار الوطني وما يتم التوصل إليه من توصيات المشاركين، مع إعطاء الاقتراحات الخاصة بحقوق أبناء وأهالي الجنوب أولوية خاصة، لقطع الطريق على دعوات الانفصال، ومساعي ضرب الاستقرار بين أبناء الشعب اليمني. ليبيا: المقريف يضرب مثلاً للرجل الوطني المخلص لبلاده يشيد المركز الدولي للحوار، بما قام به السيد محمد المقريف، رئيس المؤتمر الوطنى الليبي "البرلمان" السابق، باستقالته من رئاسة المؤتمر، وتطبيق قانون العزل السياسي الذي أقر مؤخراً على نفسه، ليكون أول مسئول بالدولة يطبق عليه القانون. ويتقدم المركز بخالص التحية والتقدير للسيد "المقريف"، والذي أعلى مصلحة الوطن فوق أية مصالح خاصة، ضارباً المثل والقدوة لكل السياسيين في الوطن العربي، ومؤكداً باستقالته أن الأوطان باقية والأشخاص زائلون.