أعربت "لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة"، عن بالغ اسفها لما وصل اليه حال الصحافة فى مصر ، والتى مازالت تعانى محاولات الترويض والاقصاء والاحتواء ، من جانب السلطة ، ومن يزاحمونها الحكم فى البلاد ، فى وقت يسعى فيه العالم لتحرير الصحافة ، وحماية ابنائها. وقالت اللجنة فى بيان لها اليوم ، بمناسبة اليوم الدولى لحرية الصحافة ، ان الصحافة فى مصر عانت على مر تاريخها صراعات طويلة ، منذ بداية القرن الماضى ، خاض خلالها المدافعون عنها ، معارك حامية الوطيس مع اعداء الصحافة ، وحرية الرأى والتعبير ، وانها نجحت فى كل تلك المعارك ، وحققت فيها انتصارات على السلطة الحاكمة ، سواء كانت أجنبية او محلية ، واستطاعت ان تحتفظ باستقلالها ، رغم استهدافها ، وابنائها بشكل مباشر ، وغير مباشر. وتؤكد اللجنة ان الصحافة مازالت تخوض معركة استقلالها ، وحرية ابنائها فى ممارسة اعمالهم ، وان معركتها تزداد شراسة خلال العامين الماضيين ، حيث شهدت البلاد تراجعا غير مسبوق فى حرية الرأى والتعبير ، واصبح ابناؤها مهددون بالحبس بقرارات اتهامات للاعلاميين والصحفيين ، ارتفع عددها الى رقم غير مسبوق ، فى فترة زمنية قصيرة ، قدمتها مؤسسة الرئاسة ، ومؤيدى نظام الحكم ضدهم. وتشدد اللجنة على ان الصحافة فى مصر لن تنعم بحريتها ، ولن يتمتع ابناؤها بالأمان فى ممارسة عملهم ، الا بالقضاء على ترسانة القوانين المكبلة لحريتها ، والداعية لاستدعائها لبيت الطاعة ، لافتة فى هذا الصدد الى العديد من القوانين والنصوص ، سواء التى يتضمنها الدستور الاخير ، او ماجاء منها بقانون العقوبات الحالى. وتدعو اللجنة ، نقابة الصحفيين لممارسة دورها ، فى تنقية الدستور مما يعلق به من مواد ضد حرية الصحافة ، وان تبدأ معركتها التشريعية لتحرير الصحافة ، وخلق بيئة آمنة لأبنائها لممارسة عملهم ، مؤكدة ان ممارسة هذا الدور يتطلب استعدادا لجولات من الصراع مع السلطة الحاكمة فى البلاد ، والتى اكدت صدق نواياها تجاه الصحافة والاعلام. وتؤكد اللجنة ان معركة تحرير الصحافة داخلية بالدرجة الأولى ، وتمثل اطرافها السلطة من ناحية ، والجماعة الصحفية من ناحية اخرى ، داعية كافة الاطراف لممارسة الدور المنوط بها ، حتى تتحرر الصحافة من قيود ، أبت على مر تاريخها الانصياع اليها ، او الخضوع لها.