أعربت لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة، عن بالغ أسفها لما وصل إليه حال الصحافة في مصر، والتي ما زالت تعاني من محاولات الترويض والإقصاء والاحتواء من جانب السلطة، ومن يزاحمونها الحكم في البلاد، في وقت يسعى فيه العالم لتحرير الصحافة وحماية أبنائها. وقالت اللجنة، في بيان لها اليوم الخميس بمناسبة اليوم الدولي لحرية الصحافة: إن الصحافة في مصر عانت على مر تاريخها من صراعات طويلة، خاض خلالها المدافعون عنها معارك حامية الوطيس مع أعداء الصحافة وحرية الرأي والتعبير، وإنها انتصرت في كل تلك المعارك على السلطة الحاكمة، سواء أكانت أجنبية أم محلية، واستطاعت أن تحتفظ باستقلالها، رغم استهدافها وأبنائها بشكل مباشر وغير مباشر. وأكدت اللجنة أن الصحافة ما زالت تخوض معركة استقلالها وحرية أبنائها في ممارسة أعمالهم، وأن معركتها ازدادت شراسة خلال العامين الماضيين، حيث شهدت الصحافة تراجعا غير مسبوق في حرية الرأي والتعبير، وأصبح أبناؤها مهددين بالحبس بقرارات اتهام للإعلاميين والصحفيين، ارتفع عددها إلى رقم غير مسبوق، في فترة زمنية قصيرة. وشددت اللجنة على أن الصحافة في مصر لن تنعم بحريتها، ولن يتمتع أبناؤها بالأمان في ممارسة عملهم، إلا بالقضاء على ترسانة القوانين المكبلة لحرية الصحافة والصحفيين، والداعية لاستدعائهم لبيت الطاعة. وأشارت اللجنة في هذا الصدد إلى العديد من القوانين والنصوص، سواء التي يتضمنها الدستور الأخير، أو ما جاء بقانون العقوبات الحالي. ودعت اللجنة نقابة الصحفيين لممارسة دورها في تنقية الدستور مما يعلق به من مواد ضد حرية الصحافة، وأن تبدأ معركتها التشريعية لتحرير الصحافة وخلق بيئة آمنة لأبنائها لممارسة عملهم، مؤكدة أن ممارسة هذا الدور يتطلب استعدادا لجولات من الصراع مع السلطة الحاكمة في البلاد التي أكدت صدق نواياها تجاه الصحافة والإعلام. وأكدت اللجنة أن معركة تحرير الصحافة داخلية بالدرجة الأولى، وتمثل أطرافها السلطة من ناحية، والجماعة الصحفية من ناحية أخرى، داعية جميع الأطراف لممارسة الدور المنوط بها، حتى تتحرر الصحافة من قيود أبت على مر تاريخها الانصياع إليها أو الخضوع لها.