قبلات حميمة بين مرسي "المسلمين" وعدو الإسلام الأطماع الشيعية في مصر، لا تختلف عن نظيرتها اليهودية في التلمود، فكما يحلم اليهود بإقامة دولتهم من الفرات شرقا إلى النيل غربا، فكذلك يحلم الشيعة بحسب ما زوروه من أحاديث ونسبوها إلى رسول الله - صلَّ الله عليه وسلم - بالبهتان، وزعموا فيها أن مهدي الشيعة المنتظر "الإمام العسكري"، سوف يفتح مصر، ويخطب علي منبر في أحد مساجدها. أصدر المئات من رموز الدعوة الإسلامية والأحزاب والقوى الوطنية بيانًا للأمة بخصوص خطر المشروع الشيعي الإيراني على مصر، ردا علي التقارب المصري - الإيراني الذي شمل تعاونا سياسيا واقتصاديا وسياحيا وعسكريا وحتى استخباراتيا، بين الجانبين، علي الرغم من سابق إعلان د. محمد مرسي - الرئيس المصري ورئيس حزب الحرية والعدالة السابق، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، أنه لا تقارب مع إيران، إلى أن تتوقف عن سب النبي - صلَّ الله عليه وسلم - في عرضه، وعن سب الصحابة الكرام أبو بكر وعمر، رضي الله عنهما ولعن من مس جنابهما الكريم. وندد الرموز والقادة والمفكرون الإسلاميون خلال مؤتمر صحافي كبير شهدته قاعة صالح عبد الله كامل بجامعة الأزهر بأي خطوة لفتح أبواب مصر أمام التمدد الفارسي الإيراني أو توابعه وذيوله في بعض الدول العربية. وشدد المشاركون في المؤتمر على أن ذلك يعد جريمة في حق الوطن، وأكدوا أن المشروع الإيراني هو أحد أدوات المشروع الصهيو - أمريكي في إثارة حرب الأفكار في المجتمعات الإسلامية وإشغالها وإنهاكها بالحروب الطائفية؛ تمهيدًا لتنفيذ خططها الرامية إلى إعادة تقسيم العالم الإسلامي. وحمل البيان توقيع حوالي ثلاثمائة من القيادات العلمية والسياسية والإعلامية وجاء في نصه: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: من منطلق حرصنا على سلامة وأمن هذا الوطن التي لا يمكن لها أن تتحقق دون العمل على سلامة عقيدة أبنائه، وانسجام نسيجه الديني والمذهبي، تَنَادَى علماء وقادة سياسيون ورجال الفكر والإعلام إلى لقاء موسع؛ لمناقشة واتخاذ موقف بشأن التطورات الخطيرة في السياسة الخارجية المصرية بشأن الموقف من المشروع الإيراني الشيعي، بما يهدد ثوابت المجتمع المصري تحت عناوين سياحية واقتصادية. وجرت مناقشة مستفيضة للأبعاد والمخاطر العقائدية والقيمية والسياسية والاقتصادية والمجتمعية لتلك التحولات الخطيرة في السياسية الخارجية المصرية والداعمة للتسلل الشيعي إلى مصر، وكيفية مواجهتها دفاعًا عن العقيدة ووحدة النسيج الاجتماعي المصري صمامي أمان الأمن القومي. وإذ يثمن ويشيد المجتمعون بدور الأزهر الشريف والخطوط الحمراء التي حددها خلال وجود الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في القاهرة، والثوابت العقدية التي شدد عليها لمخالفة عقيدة الشيعة ما عليه أصول أهل السنة والجماعة من القرآن والسنة والإجماع، وما فيها من الانحراف عن أصول الإسلام وثوابته، وما أكد عليه الأزهر الشريف من القضايا نصرة لأهلنا في سوريا والأحواز وبلوشستان والجزر الإماراتية المحتلة من إيران. وعليه فإن المجتمعين يؤكدون على ما يلي: أولاً: لا ينسى المصريون مدى الحقد الطائفي المشبعة به العقيدة الشيعية تجاه مصر وأهلها ونيلها من أنها: (بئس البلاد: وماؤها وثمارها وطعامها يورث الدياثة، وأن نيلها يميت القلوب، وأبناء مصر ملعونون على لسان داود عليه السلام)، وعلى ما ورد في أوثق كتبهم. ثانيًا: إن الشعب المصري مدرك لتلك المخططات والأحلام الإمبراطورية الإيرانية، ولن تنطلي عليه لغة التقية المعسولة، ولا تلك التبريرات والأسباب التي طرحها بعض الوزراء لفتح أبواب مصر أمام النفوذ والتخريب الإيراني تحت عناوين سياحية أو اقتصادية. وفي هذا الصدد ينبه المجتمعون الجميع إلى أن اختيار صعيد مصر مكانًا للسياحة الإيرانية ليس فقط محاولة للابتعاد عن عيون المتابعة ولضعيف ردود الفعل، بل أيضًا لأسباب تتعلق بالمشروع والأهداف الإيرانية الخبيثة المعلومة تاريخيًّا في التغلغل ونشر التشيع في مصر. ثالثًا: إن الشعب المصري لن يسمح بإنفاذ تلك الخطوات والتحولات الخطيرة في السياسة الخارجية المصرية، باعتبار أن هذا التغيير يمثل مساسًا بثوابت ومصالح مصر فضلاً عن الأمن الاجتماعي والقومي المصري، ويعيد تكرار تجربة تاريخية استهدفت تحويل مصر من دولة سنية إلى دولة شيعية أيام حكم الفاطميين والتي أذاقت المصريين من الظلم الاضطهاد ألوانًا. رابعًا: إننا ندرك مدى الارتباط وتبادل المصالح واقتسام النفوذ بين كل من إيران والولايات المتحدة والكيان الصهيوني في المنطقة؛ إذ يلتقي الطرفان على تقسيم وتفتيت دول المنطقة لصالح كل من المشروعين: الإيراني الشيعي، والصهيوني الأمريكي، ولذلك نؤكد على أن المواجهة مع خطر المشروعين وحدة واحدة لا تتجزأ، وإن السماح السابق باختراق المشروع الأمريكي والصهيوني لمصر ليس مبررًا لفتح الباب للمشروع الإيراني الشيعي. خامسًا: نهيب بكل المصريين الوقوف في مواجهة التسلل الشيعي إلى مصر، ومواجهة السياسة الخارجية الحالية بكل الوسائل والسبل المشروعة والمتاحة، بل ومساندة إخواننا المرابطين الآن في المواجهة في أفغانستان والعراق اللتين واجهتا تحالفًا أمريكيًّا صهيونيًّا إيرانيًّا منذ الحرب والغزو الذي تعرضتا له وحتى الآن، وسوريا التي يواجه شعبها أعتى آلة إجرامية ويعلم الجميع باعتراف قادة إيران بمساندة بشار الأسد ونظامه بالدعم المادي واللوجستي، بل واعتبار سوريا محافظة إيرانية، وأيضًا ما يحدث في فلسطين ولبنان وكلاهما في قلب المعركة؛ إذ المعركة واحدة مهما حاول الإعلام الموالي لإيران والشيعة تمييع الحقائق وإثارة الالتباس، فمن يساند نظامي القتلة بشار والمالكي ليس إلا: إيران من جهة، والولايات المتحدة والكيان الصهيوني من جهة أخرى. وأخيرًا؛ فإننا نشدد على أن نداءاتنا لجموع الشعب المصري ومؤسسات الدولة وأجهزتها لا نقبل بأن تُدفع بأي اتجاه في سياق سياسي داخلي، وأن ما يعنينا في المقام الأول ليس سوى عقيدة مسلمي هذا الوطن، واستقراره الاجتماعي، وأمنه القومي. والله تعالى نسأل أن يحمي مصر من كل يريد بها شرًّا، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. الموقعون: وقع على البيان: 1 أ.د. محمود مزروعة عميد كلية أصول الدين الأسبق – جامعة الأزهر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء الأزهر. 2 أ. د. محمد عبد المنعم البري رئيس جبهة علماء الأزهر. 3 أ. د. جودة عبد الغني بسيوني عميد كلية الشريعة السابق – جامعة الأزهر. 4 أ.د أحمد طه ريان عميد كلية الشريعة الأسبق- جامعة الأزهر. 5 أ. د. عبد الله سمك رئيس قسم الأديان والفرق بكلية الدعوة. 6 أ. د. عادل درويش وكيل كلية الدعوة – جامعة الأزهر. 7 د. محمد إسماعيل المقدم عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية. 8 د. أحمد حطيبة عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية. 9 د. أحمد فريد عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية. 10 د. ياسر برهامي عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية. 11 د .عبد الله شاكر الجنيدي الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية، رئيس مجلس شورى العلماء. 12 الشيخ وحيد عبد السلام بالي عضو مجلس شورى العلماء. 13 الشيخ هاشم إسلام عضو لجنة الفتوى بالأزهر. 14 أ. ممدوح إسماعيل محام بالنقض والدستورية العليا عضو مجلس الشعب السابق. 15 د. صفوت عبد الغني عضو مجلس الشورى الجماعة الإسلامية. 16 د. طارق الزمر رئيس المكتب السياسي لحزب البناء والتنمية. 17 د. حمدي عبيد أمين عام الهيئة العالمية للسنة النبوية. 18 د. يونس مخيون رئيس حزب النور. 19 م. جلال مرة أمين حزب النور. 20 أ. جمال سلطان رئيس تحرير جريدة "المصريون". 21 أ. محمود سلطان مدير تحرير جريد "المصريون". 22 أ. طلعت رميح كاتب ومحلل استراتيجي عضو مجلس الشورى. 23 د. بسام الزرقا مستشار رئيس الجمهورية السابق للشؤون السياسية. 24 د. خالد سعيد أمين عام الجبهة السلفية/ حزب الشعب. 25 أ. محمد نور مسئول العلاقات الخارجية بحزب الوطن. 26 أ. وليد محمد إسماعيل رئيس ائتلاف المسلمين للدفاع عن الصحب والآل. 27 د .محمد صبري عبد العزيز رئيس مجلس إدارة جمعية تبليغ الإسلام. 28 د. محمد أشرف صلاح حجازي رئيس مجلس إدارة جمعية الآل والأصحاب. 29 أ. يحي مصطفى الشربيني رئيس حركة ثوار مسلمون. 30 أ. حسام عيد الشرقاوي حزب الراية. 31 أ.محمد عبد العزيز الهواري أمين التنظيم بحزب الإصلاح. 32 م وليد حسن حجاج أمين عام ائتلاف طلاب الشريعة. 33 الشيخ حسن أبو الأشبال الزهيري رئيس التيار السلفي العام. 34 أحمد عبد الحميد منسق حركة عائدون للشريعة. 35 عامر عبد المنعم رئيس تحرير جريد الوادي. 36 صلاح فضل كاتب وباحث., 37 أ. د كرم فرحات الحسيني وكيل كلية الآداب جامعة قناة السويس. 38 أشرف عبد المقصود باحث إسلامي. 39 مدحت أبو الذهب إعلامي ومدير قناة طريق النور الفضائية. 40 أسامة خضر إعلامي ومدير قناة صفا الفضائية. 41 محمد صابر إعلامي ومذيع بالتلفزيون المصري. 42 د محمد صلاح إعلامي ومدير قناة الهدى. 43 مصطفى محمود خضري رئيس المركز المصري لدراسات الرأي العام والإعلام. 44 أمير سعيد كاتب ومحلل سياسي. 45 علاء الدين السعيد إعلامي وأمين عام ائتلاف المسلمين للدفاع عن الصحب والآل. 46 أ. د مجدي سليم عضو المجلس الرئاسي لحزب النور. 47 محمد عطية محامٍ بالنقض. 48 محمد إبراهيم محمد مدير مؤسسة رواد النجاح للخدمات الدعوية. 49 م سعيد عبد الله حماد رئيس قطاع الاتصالات بوزارة الاتصالات سابقًا.
الشيعة والصهاينة سواء
جدير بالذكر أن الأطماع الشيعية في مصر، لا تختلف عن نظيرتها اليهودية في التلمود، فما يحلم اليهود والصهاينة بإقامة دولتهم من الفرات شرقا إلى النيل غربا، فكذلك يحلم الشيعة بحسب ما زوروه من أحاديث ونسبوها إلى رسول الله - صلَّ الله عليه وسلم - بالبهتان، وزعموا فيها أن مهدي الشيعة المنتظر "الإمام العسكري"، سوف يفتح مصر، ويخطب علي منبر في أحد مساجدها. وفيم يلي نصوص هذه الأحاديث تفصيلا: ورد عن الشيخ الشيعي المدعو "المجلسي" في كتابه "بحار الأنوار" فيما يتعلق بدخول العسكري لمصر، أن هناك روايتين، تقول الرواية الأولى، وهي عن عباية الأسدي عن علي عليه السلام قال: "سمعت أمير المؤمنين عليه السلام وهو مشتكي (متكٍ) وأنا قائم عليه قال: لأبنين بمصر منبراً، ولأنقضن دمشق حجراً حجراً، ولأخرجن اليهود والنصارى من كل كور العرب، ولأسوقن العرب بعصاي هذه! قال قلت: كأنك تخبر أنك تحيا بعد ما تموت؟ فقال: هيهات يا عباية قد! ذهبت في غير مذهب، يفعله رجل مني"(9)، إشارة إلى مهدي الشيعة المنتظر. أما الرواية الثانية فعن علي عليه السلام في المهدي وأصحابه قال: "ثم يسيرون إلى مصر فيصعد منبره فيخطب الناس، فتستبشر الأرض بالعدل، وتعطي السماء قطرها، والشجر ثمرها، والأرض نباتها، وتتزين لأهلها، وتأمن الوحوش حتى ترتعي في طرق الأرض كالأنعام، ويقذف في قلوب المؤمنين العلم، فلا يحتاج مؤمن إلى ما عند أخيه من العلم، فيومئذ تأويل الآية: ﴿يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ﴾(10)"(11). وعن تفسير هاتين الروايتين يقول المرجع الشيعي المعاصر على الكوراني: "ويفهم من هاتين الروايتين أنه سيكون لمصر في دولة المهدي العالمية مركز علمي وإعلامي متميز في العالم، خاصة بملاحظة تعبير (لأبنيَّن بمصر منبراً) وتعبير (ثم يسيرون إلى مصر فيصعد منبره) أي يسير المهدي عليه السلام وأصحابه إلى مصر، لا لكي يفتحها أو يثبت أمر حكمه لها، بل لتستقبله هو وأصحابه- أرواحنا فداهم- ولكي يصعد منبره الذي يكون اتخذه فيها كما وعد جده أمير المؤمنين عليهما السلام، وليوجه خطابه من هناك إلى العالم"(12). ويضيف الكوراني: "وكون مصر منبر علم المهدي عليه السلام ومنطلق صوته إلى العالم، لا ينافي المستوى العلمي الذي دلت هذه الرواية وغيرها أن المسلمين يبلغونه في عصره، لأن أمر العلم يبقى نسبياً(13). وقال الكوراني في موضع آخر من كتاب آخر: "ثم يسير إلى مصر فيعلو منبره، ويخطب الناس، فتستبشر الأرض بالعدل، وتعطى السماء قطرها، والشجر ثمرها، والأرض نباتها، وتتزين لأهلها، وتأمن الوحوش حتى ترتعي في طرف الأرض كأنعامهم، ويقذف في قلوب المؤمنين العلم، فلا يحتاج مؤمن إلى ما عند أخيه من العلم"(14).