نظّم الآلاف في محافظة الأقصر، جنوب مصر، بعد صلاة اليوم الجمعة، مظاهرة للتضامن مع شيخ الأزهر، أحمد الطيب، ولرفض ما يعتبرونها محاولات من أجل "إخضاعه" لسيطرة جماعة الإخوان المسلمين. وتجمع المحتشدون في ساحة مسجد أبو الحجاج الأقصري وسط المحافظة، مسقط رأس الطيب؛ منددين بما وصفوه ب"أخونة الأزهر"، و"إهانة" شيخ الأزهر خلال المظاهرات التي نظمها طلاب بجامعة الأزهر عقب واقعة تسمم المئات من زملائهم الإثنين الماضي. والأخونة مصطلح شاع في الإعلام المصري منذ تولي الرئيس محمد مرسي، عضو جماعة الإخوان المسلمين، الرئاسة في يونيو/حزيران الماضي، ويٌقصد بها سيطرة الجماعة على كل مؤسسات الدولة وقصر تولي المناصب الهامة على أبناء الجماعة ومناصريها، وهو ما تنفيه الجماعة. وشارك فى المظاهرة عدد من أعضاء الحركات الثورية والطرق الصوفية وعدد من الأحزاب السياسية والعشرات من المسيحيين وممثلين عن كنائس. ورفعوا صورًا لشيخ الأزهر، وهتفوا: "ارحل يا مرسي"، و"يسقط يسقط حكم المرشد"، في إشارة إلى محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين. وأعلن عدد منهم تشكيل جبهة للدفاع عن الأزهر، هدفها حمايته من "الأخونة". من ناحيته، أدى شيخ الأزهر صلاة الجمعة في مسقط رأسه بساحة الطيب، ولم يؤدها في مسجد أبو حجاج الأقصري كما كان متوقعًا. وكان أكثر من 500 طالب تعرضوا للتسمم إثر تناولهم وجبة غذائية في السكن الجامعي التابع لجامعة الأزهر؛ ما تسبب في خروج احتجاجات غاضبة من زملائهم الطلاب، الذين نادوا بإقالة رئيس الجامعة، أسامة العبد، وصعَّد بعضهم من مطالبه لتصل إلى إقالة شيخ الأزهر. واتهمت قوى معارضة جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها الرئيس مرسي، بافتعال واقعة التسمم للضغط على شيخ الأزهر كي يمرر قانون الصكوك الذي طرحه حزب الحرية والعدالة الحاكم (أسسته الجماعة عام 2011) على البرلمان، وسبق أن رفضه الطيب. وفي محافظة السويس، شمال شرق، نظم العشرات، بعد صلاة الجمعة، وقفة تضامنية في ميدان الأربعين لدعم الأزهر وشيخه. وندد المتظاهرون بما قالوا إنها "محاولة استغلال حادث تسمم الطلاب في إعادة هيكلة الأزهر لصالح الإخوان"، ورددوا :"لا لكسر منبر الأزهر". كما نظم المئات من أنصار "الجماعة الإسلامية" وحزب "النور" وحركة "أنصار" مسيرة في محافظة المنيا، جنوبا، قائلين إن واقعة تسمم الطلاب هدفها "الإطاحة" بشيخ الأزهر. وانطلقت تلك المسيرات في المحافظات بالتزامن مع مسيرة في القاهرة انطلقت من أمام مسجد الإمام الحسين إلى مقر مشيخة الأزهر، شرق القاهرة، للتعبير عن دعم الطيب. وشارك في تلك المسيرة "الطريقة العزمية" الصوفية، وحركة "الرابطة المصرية" التي تضم مسلمين ومسيحيين مناهضين لما يسمونها الدولة الدينية، وحركة "قوم يا مصري"، الشبابية، وأحزاب سياسية معارضة. ورفع المشاركون في المسيرة لافتات تؤيد الأزهر، ورددوا عدة هتافات منها: "علي وعلي الصوت.. صوت الأزهر مش هيموت (لن يموت)".