بين التضامن مع العصيان المدني بمدينة بورسعيد والدعوة لنشر الفكرة بجميع محافظات مصر، وبين الرفض التام للدعوة، والدعوة لمعاقبة الداعين لها، تضاربت آراء عدد من الساسة المحتسبين على قوى المعارضة وآخرين من المنتمين الى التيار الاسلامى، فقد اعلن عدد من قيادات المعارضة دعمهم للعصيان المدنى الذى تشهده محافظة بورسعيد منذ اربعة ايام، متوقعين انتشار الفكرة بعدد من محافظات مصر اعتراضا على سياسات السلطة الحاكمة، وعلى جانب اخر اعترض عدد من قيادات التيار الاسلامى على دعوات العصيان المدنى معتبرين اياه دعوة لانهيار الاقتصاد المصرى الجريح. بداية أكد الدكتور محمد غنيم، منسق تحالف الوطنية المصرية، و القيادي بجهة الإنقاذ الوطني والتيار الشعبي المصري، علي تضامن جبهة الإنقاذ الوطني مع العصيان المدني، الذي يقوم به شعب مدينة بورسعيد لليوم الرابع علي التوالي. واعتبر غنيم، عبر تصريحات خاصة ل"مصر الجديدة"، أن العصيان المدني الذي تشهده محافظة بورسعيد الآن يرجع لتجاهل الدولة لتلك المحافظة الباسلة وما حدث بها و أسفر عن إستشهاد 43 شخصاً بالإضافة إلي عشرات المصابين. وقال غنيم، لا أحد يدرى ما الذى حدث أمام سجن بورسعيد وكيف حدث ومن المتسبب في ذلك، مستنكراً تأخر الدولة في تعيين قاضي تحقيق حول ملابسات حادثة بورسعيد إلا منذ يومين فقط، بالإضافة إلي عدم معاملة شهداء المحافظة علي أنهم شهداء ومصابيها علي أنهم من مصابي الثورة. وتابع غنيم، تصريحاته قائلاً : "لماذا لم يخرج مسئول واحد بكلمة في حق المحافظة الباسلة أو يعزي أهلها علي الشهداء". من جهته قال طارق التهامي، عضو الهيئة العليا بحزب الوفد وعضو جبهة الإنقاذ: " أن الحزب حتى الآن لم يدعو لعصيان مدني بأي محافظة من المحافظات ولكنه دعم العصيان المدني في بورسعيد وجمد أنشطته تضامنا مع شعب بورسعيد"، مؤكدا أن الحزب لن يكون بعيدا عن الشعب وإذا تكرر سيناريو بورسعيد في محافظات أخرى سندعم العصيان أيضا فيها. كما توقع "التهامي، عبر تصريحات خاصة ل"مصر الجديدة"، أن تنتشر دعوات العصيان المدني في محافظات أكثر خلال الفترة القادمة خاصة وأن هناك سلطة حاكمة لا تعي جيدا غضب الشارع المصري وتحاول بشتى الطرق فرض سيطرتها والسيطرة على الدولة " بالعافية" الأمر الذي قد لا يعلمون أنهم بذلك هم بانفسهم من يدعون للعنف. بينما عارض فكرة العصيان المدني المهندس محمود عامر، عضو الهيئة البرلمانية لحزب "الحرية والعدالة"، وقال: "إن قرارات الرئيس محمد مرسى بتخصيص 400 مليون جنيه لمنطقة القناة، بالاضافة الى قانون جعل منطقة القناة منطقة حرة كفيلة بأن ترضى شعب القناة وتجعلهم يكفون عما يقومون به من حالة العصيان المدنى". واضاف عامر ، عبر تصريحات خاصة ل"مصر الجديدة"، أن العصيان المدنى سيجر البلاد الى حالة من الفوضى وسيؤدى الى نتائج عكسية، مشيرا إلى أن الوطن فى أشد الحاجة الى مجهودات وسواعد أبنائه، حيث لا يستطيع أى حزب بمفرده مواجهة كل هذه الأحداث. وناشد عامر، المسئولين بالضرب بيد من حديد لكل من يحاول الخروج عن القانون أو يعطل مصالح الناس، فضلا عن دعوته بعدم صرف رواتب الذين يقومون بتنفيذ العصيان المدنى على أرض الواقع. ونصح عضو مجلس الشعب السابق، السياسيين بضرورة الدعوة الى حوار وطنى جاد والتفاوض والبحث عن مشاكل الناس، مؤكدا انه الحل الوحيد للخروج من الأزمة.
و من جانبه أكد الدكتور أشرف علونى، المتحدث الرسمي باسم حزب الوطن السلفي: بأن الدولة الآن لا تتحمل اي عصيان مدنى او مليونيات او وقفات، لان ذلك سوف يؤدي الى انهيار الاقتصاد، متوقعا اتجاه البلد الى حالة من الفوضى والافلاس. وطالب علواني، عبر تصريحات خاصة ل"مصر الجديدة"، من بعض القوى السياسية وخاصا جبهة الانقاذ الذى يدعون الى العصيان المدنى وقطع الطرق وتعطيل المصالح العامة الى الحوار الوطنى وليس العصيان والخراب، مشيرا الى ان الشعب المصرى على علم تام بان بورسعيد تعرضت للفتنة، مشددا على ان بعض القوى السياسية الذي لم يحالفهم الحظ في حصولهم على مناصب قاموا باستغلال الموقف.
بينما قال الدكتور جهاد عودة استاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان: "إن العصيان المدنى يعد اقصى درجات التصعيد ويحدث فى اعقاب انفجار الازمة بين السلطة الحاكمة وبعض فئات المجتمع وقطاعاته". واضاف عودة، عبر تصريحات خاصة ل"مصر الجديدة"، بأن هناك خطوات للتصعيد تبدأ بالتظاهرات والاعتصامات وتنتهى بالعصيان المدنى وهو اخر اوراق الضغط السياسى والتعبير عن رفض سياسات الدولة والسلطة الحاكمة، مشيراً الى انه لا عودة من تلك الخطوة التصعيدية الا بالاستجابة للمطالب والتفاوض بين الدولة ومن اعلن عن العصيان المدنى لحدوث تغييرات جذرية فى النظام السياسى وعدم سيطرة فصيل محدد على اتخاذ القرار بالدولة. واكد عودة على ان محافظة بورسعيد وبعض محافظات القناة التى اعلنت عن العصيان المدنى اتخذت موقف من السلطة الحالية لانها تقف ضد مصالح تلك المحافظات ولا تنظر الى استحقاقات تلك المدن والتى اعلنت بشكل مباشر عن اعتراضها على النظام السياسى الحالى.