إذا كانت "قناة السويس" هي مشروع مصر في القرن 19، والسد العالي في القرن 20، فإنه من المؤكد أن مشروع قناة "طابا – العريش" هي مشروع القرن ال 21 لأرض الكنانة، لما له من بُعد استراتيجي وقومي، فهو عبارة عن قناة عملاقة يصل عمقها إلى 250 قدماً وعرضها أكثر من 500 متر، وطولها 231 كيلو متراً تصل بين العريش وطابا. فلا ريب في أن مصر الثورة بحاجة إلى جهود أبنائها للعبور بها من المرحلة الحرجة الراهنة التي تمر بها أرض الكنانة إلى شاطئ الأمان الاقتصادي والاستراتيجي، لتقود سفينة الأمة من جديد، فالكيان الصهيوني العدو اللدود لمصر والأمة، بمجرد أن تنامى إلى سمعه هذا المشروع أعلن عن إنشاء خط جديد من السكك الحديدية مواز يربط بين إيلات وحيفا عبر البحر الأحمر ليكون همزة الوصل بين آسيا وأوروبا. وفي هذا السياق، كشف الدكتور خالد عبدالقادر عودة الخبير الچيولوچى والأستاذ فى كلية العلوم جامعة أسيوط, عقب لقاء مع الخبير الاستراتيجى سيد الجابرى صاحب مشروع قناة طابا العريش عن أهمية فكرة المشروع والعائد الكبير المنتظر تحقيقه بتنفيذه مقراً بأنه نتاج فكر وجهد سنوات طويلة، ويتضمن إقامة ممر مائى عملاق يربط بين منطقة خليج العقبة، والبحر المتوسط فى منطقة شرق العريش، مروراً بالمنطقة الحدودية بين مصر وإسرائيل، بطول 231 كم، وعرض من 500 إلى 1000 متر، وبعمق يصل إلى 250 قدماَ. وقالت مصادر مطلعة، أن المشروع ينقسم إلى ثلاث مراحل متتالية، الأولى تسوية المسار حتى منسوب سطح البحر، والثانية إنشاء ميناءين عملاقين بطابا والعريش، والثالثة إنشاء خط سكة حديد من طابا إلى العريش، ثم إنشاء مدن صناعية للاستفادة من المنتجات التعدينية ونواتج الحفر للمسار، وتستغرق من 5 ل 7 سنوات. ويتضمن إعادة تعمير المنطقة الواقعة بين قناة السويس والقناة الجديدة، بإنشاء مدن سكنية وصناعية وسياحية تستوعب الملايين من سكان مصر، والمتوقع زيادة عددهم إلى 105 ملايين نسمة عام 2030 وإلى 150 مليون نسمة عام 2050، العائد الاقتصادى للمرحلة الاولى من المشروع بناءاً على الدراسة المقدمة من شركة اسكوم اكبر شركة للصناعات التعدينية بالشرق الاوسط.. بلغ العائد 216 مليار جنيه بعد تغطية التكلفة وتوفير ملايين فرص العمل للشباب ورفع مستوى دخل الفرد، فهو ليس تطوراً فى الاتجاه الإيجابى فحسب، بل هو ضرورة حياة ونداء للمستقبل. أهداف مشروع قناه طابا العريش : إستيعاب السفن العملاقة التى تمر برأس الرجاء الصالح . الحفاظ على استمرار تدفق دخل قناة السويس الحالى. إستيعاب السفن الصغيرة الزائدة عن حاجة قناة السويس. رفع القدرة التصديرية لمصر من الخامات المعدنية والتعدينية. ربط إقليم شبه جزيرة سيناء بباقى الاقاليم المصرية مما يوفر وضع أفضل للأمن الاستراتيجى . إنشاء مجتمعات عمرانية متوسطة وصغيرة على جانبى الممر المائى. ويمكن من خلالها جذب السفن العملاقة (( mother ships )) التى تزيد حمولتها على 250 ألف طن وتستقطب القناه ايضا السفن العملاقة بحمولة تصل إلى مليون طن وهى السفن التى لا يمكنها المرور من قناة السويس نظرا لانها تحتاج إلى غاطس كبير لا يتوافر فى قناة السويس . الفكرة يمكن اعتبارها محاولة لإعادة استنساخ قناة السويس مرة اخرى بعد مرور 142 سنة على افتتاحها وبمواصفات قياسية جديدة تواكب التطور الرهيب الذى طرأ على صناعة السفن العملاقة فى العالم والتى تصل حمولة بعضها إلى مليون طن وبالتالى فالمشروع الجدي مكمل وليس منافس لقناة السويس كما قد يتصور للوهلة الأولى المشروع الجديد وفقا للدراسة التى تم إعدادها تؤكد حدوث نقلة نوعية كبيرة فى سيناء بالكامل حيث سيؤمن المشروع الجديد ملايين فرص العمل لأبناء مصر وسيؤدى إلى خلق تجمعات عمرانية جديدة على أرض الفيروز تستوعب حوالى 7.5 مليون شخص أى ان عد سكان سيناء سوف يتضاعف 16 مرة خلال الأربعين سنة القادمة بجانب إمكانية تحول سيناء إلى أكبر محجر فى العالم نتيجة لمخلفات الحفر التى ستخرج من مسار القناة الوليدة والتى تقدر بحوالى 150 مليار متر مكعب تحتوى على الكثير من الرمال والصخور التى تدخل فى العديد من الصناعات التعدينية والأسمنت والزجاج والسيلكون والتى يتوقع أن تدر تمويل ذاتى للمشروع تقدر بحوالى 50 مليار دولار وفقا للتقديرات المبدئية للأسعار العالمية لهذه المخلفات. وحول الهدف من إنشاء هذه القناة يقول المهندس سيد أبوالمعاطى الجابرى أن يتجه العالم للكيانات الكبري عالم ( الماكرو ) سواء سياسيا أو إقتصاديا أو إجتماعيا وغيرها من مجالات الحياة المختلفة حيث تقود أمريكا والدول الغربية هذا الاتجاه فأصبح الحديث يتردد عن انشاء المدن المعرفية والسفن العملاقة والطائرات والقاطرات العملاقة , مشيرا إلى أن وسائل النقل البحري تطورت بصورة مذهلة بعد ظهور البترول كعصب للحياة الصناعية في أوروبا والعالم وتصنيع سفن عملاقة بغاطس كبير وذات قدرة تصل الي حمولة (مليون طن) حيث ابتلعت هذه الناقلات الناقلات الصغيرة وتوجهت الي الطريق الاوفر اقتصاديا بالنسبة لها وهو طريق رأس الرجاء الصالح مما ادي الي حرمان قناة السويس من مصدر دخل كبير ومحتمل تضاعفة فى المستقبل القريب . واكد أن قطاع النقل البحري يستحوذ علي 84% من حجم التجارة العالمية لذا فإن تطويره هو تطوير للاقتصاد العالمي وهذا التطوير يتم إما بإكتشاف طاقة جديدة تؤدي الي تطوير وسائل النقل البحري او اكتشاف ممرات مائية جديدة وعملاقة توفر سهوله النقل البحري للسفن العملاقة .. الموقف العسكرى لمشروع قناه طابا العريش : 1) ان هذه القناة يمثل مانعا مائيا عملاقا يرتكز عليه خط الدفاع الاول عن مصر بعرض 500 - 1000متر ، وعمق يصل الى 250قدم ، وبذلك يؤدى ذلك الى نقل هذا الخط من منطقة المضايق القريبة من قناة السويس (ممرى متلا - الجدى) الى منطقة الحدود المصرية الاسرائيلية بالمنطقة ( ج ) وبعمق يصل الى 170كم شرق قناة السويس . 2) حرمان اسرائيل من استخدام قواتها المدرعة والمشاة الميكانيكية كقوة ضاربة رئيسية للقوات البرية والقيام بالمعارك التصادمية وعمليات الالتفاف والتطويق . 3) القضاء على عمليات العبور الغير شرعى سطحيا او من خلال الأنفاق بين قطاع غزة ومصر . 4) الحد من القدرات القتاليه للقوات الاسرائيلية لنقل المعركة من داخل حدودها ... طابا العريش ادخلت سيناء في حضن مصر ولنا التمكن شرق وغرب القناة الجديدة ومن يتجرا من العدو ويخطوا داخل ارضنا فانه يكون كمن دخل المصيدة... واضيف ان النصر والسيطرة هي لنا لمالك الارض وتكون اسرائيل بمشروعنا هذا حرمت من الغزو الارضي وستنهي هذه القناة احلام اسرائيل التوسعية للابد.