أكد الدكتور صابر حارص أستاذ الإعلام السياسي ورئيس وحدة بحوث الرأي العام بجامعة سوهاج أن سلوكيات حزب النور الأخيرة لاقت قبولاً واسعاً لدى جبهة (الإنقاذ) وإعلامها باعتبارهما خصماً للرئيس والإخوان ولكنها لاقت انتقاداً شديداً من غالبية المُنتمين للمرجعية الإسلامية عامة، جاء ذلك عبر استطلاع رأي مكون من سؤال واحد قام به حارص بنفسه في الشارع السوهاجي التقى فيه مواطنين عاديين ينتمون إلى التيار الإسلامي عامة ممن يعملون بمحلات الاتصالات والسوبر ماركت والمكتبات والألبان والحلاقة والمكوجية والباعة الجائلين وغيرهم. وتبيّن أن هناك حالة حرج لدى المنتمين للتيار السلفي عامة وأظهر بعضهم عدم انتمائه لحزب النور وتأييده لحزب الوطن والبناء والتنمية، كما تبيّن أن هناك حالة سخط من المنتمين للجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين الذين استخدموا ألفاظاً خشنة في التعبير عن غضبهم من سلوكيات حزب النور، وقرر بعض المواطنين على خلفية الصراع بين حزب النور وحزب الحرية والعدالة الاستقالة من الحزبين والانتماء إلى حزب البناء والتنمية نتيجة لمواقفه الأخلاقية ولقائه بالرئيس لرأب الصدع بين مؤسسة الرئاسة وحزب النور والحفاظ على صورة التيار الإسلامي ومكانته.
ومن جانب آخر أبدت قيادات جامعية على مستوى الرئاسة والنواب إعجابهم بمواقف حزب البناء والتنمية المستقلة عن الإخوان والسلفيين معاً ودعوتهم إلى نبذ العنف أياً كان مصدره ونبذ الضعف حتى لو كان من جانب الرئيس وحكومته، وتبنيهم قيم التسامح والعفو والوطنية وإنكار الذات وإعلاء المبادئ على المصلحة السياسية.
وفسّر حارص مواقف (البناء والتنمية) بأنها مواقف مبدئية وأخلاقية نابعة من صميم العمل الدعوي ومرجعية إسلامية بحق لإصلاح شأن السياسة والسياسيين وليس العكس كما يحدث لدى الأحزاب الأخرى، وقال حارص أن هذا هو نهج جماعة تعلي مصلحة الإسلام فوق جماعاته، وتعلي مصلحة الوطن فوق الجميع، وتتجاوز عما لحق بها من أبشع ألوان العذاب والظلم والقتل والتشريد والتنكيل والتشويه والمطاردة بشكل لم تعرفه البشرية في تاريخها.
وأكد حارص تراجع شعبية الحرية والعدالة إلى حد ما لإنشغالهم بالسياسة على حساب الدعوة والتربية، وتراجع شعبية حزب النور إلى حد كبير لتخبطه في السياسة والدين معاً، وبداية تشكيل صورة برجماتية وفقدان للمبادئ من أجل المصلحة السياسية وغاية تبرر الوسسيلة عن الحرية والعدالة والنور، ، وهروب أصوات من الحرية والعدالة إلى البناء والتنمية، وهروب أصوات أكثر من حزب النور إلى حزب الوطن وحزب البناء والتنمية باعتبارهما حزبان سلفيان أيضاً.
وكشف حارص عن ظهور فكر آخر يفسر ما يجري من صراع بين حزب النور وحزب الحرية والعدالة على خلفية التماس العذر لحزب النور الذي نقلته النوايا الحسنة وأسماء مشايخ السلفية من مرحلة الحضانة إلى الجامعة مرة واحدة ، وكذلك التماس العذر للحرية والعدالة الذي وجد نفسه فجأة في سدة الحكم بعد أن كان في موقع المعارضة والإضطهاد