أكد الدكتور صابر حارص، مستشار مجلس شورى الجماعة الإسلامية وأستاذ الإعلام السياسي بجامعة سوهاج أن الصراع بين حزبي الحرية والعدالة وحزب النور أدى إلى تراجع شعبية الحزبين لصالح حزب البناء والتنمية. وأشار في تصريحاته ل"المصريون" إلى قيامه باستطلاع رأي كشف فيه أن تراجع شعبية الحرية والعدالة جاء أيضًا بسبب انشغالهم بالسياسة على حساب الدعوة والتربية، وتراجع شعبية حزب النور إلى حد كبير لتخبطه في السياسة والدين معاً، وبداية تشكيل صورة برجماتية وفقدان للمبادئ من أجل المصلحة السياسية والغاية تبرر الوسيلة، مشيرا إلى هروب أصوات من الحزبين إلى البناء والتنمية، والوطن باعتبارهما ممثلين للتيار الإسلامي أيضا. وأضاف رئيس وحدة بحوث الرأي العام أن سلوكيات حزب النور الأخيرة لاقت قبولاً واسعاً لدى جبهة الإنقاذ وإعلامها، باعتبارهما خصماً للرئيس والإخوان، ولكنها لاقت انتقاداً شديداً من غالبية المُنتمين للمرجعية الإسلامية عامة. وأظهر أن هناك حالة حرج لدى المنتمين للتيار السلفي عامة، وأظهر بعضهم عدم انتمائه لحزب النور وتأييده لحزب الوطن والبناء والتنمية، كما تبيّن أن هناك حالة سخط من المنتمين للجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين الذين استخدموا ألفاظاً خشنة في التعبير عن غضبهم من سلوكيات حزب النور، وقرر بعض المواطنين على خلفية الصراع بين حزب النور وحزب الحرية والعدالة الاستقالة من الحزبين، والانتماء إلى حزب البناء والتنمية نتيجة لمواقفه الأخلاقية ولقائه بالرئيس لرأب الصدع بين مؤسسة الرئاسة وحزب النور والحفاظ على صورة التيار الإسلامي ومكانته. وكشف حارص أن قيادات جامعية على مستوى الرئاسة والنواب أبدت إعجابها بمواقف حزب البناء والتنمية المستقلة عن الإخوان والسلفيين معاً ودعوتهم إلى نبذ العنف أياً كان مصدره ونبذ الضعف حتى لو كان من جانب الرئيس وحكومته، وتبنيهم قيم التسامح والعفو والوطنية وإنكار الذات وإعلاء المبادئ على المصلحة السياسية. وأكد مستشار مجلس شورى الجماعة الإسلامية، أن مواقف البناء والتنمية مواقف مبدئية وأخلاقية نابعة من صميم العمل الدعوي ومرجعية إسلامية بحق لإصلاح شأن السياسة والسياسيين لأنها تعلي مصلحة الإسلام فوق جماعاته، والوطن فوق الجميع. وفي اتجاه آخر، بيّن حارص ظهور رؤية أخرى تفسر ما يجري من صراع بين حزب النور وحزب الحرية والعدالة بالتماس العذر والتبرير أن حزب النور الذي نقلته النوايا الحسنة وأسماء مشايخ السلفية من مرحلة الحضانة إلى الجامعة مرة واحدة، وكذلك التماس العذر للحرية والعدالة الذي وجد نفسه فجأة في سدة الحكم بعد أن كان في موقع المعارضة والاضطهاد.