ينتشر فيروس الالتهاب الكبدى الوبائى سى " "Hepatitis بشكل ملحوظ فى مصر وخاصة محافظات الدلتا ومازالت الدراسات والأبحاث تجرى بشكل واسع ومستمر لكشف أسباب انتشار المرض بهذه الصورة وكيفية علاجه, ويحتل المرض مركزاً متقدماً فى محافظة كفرالشيخ خاصة وقد تكون أولى محافظات مصر فى نسبة الاصابة بالمرض , وذلك لاهتمام أهلها بالزراعة وانتشار مرض البلهارسيا بها فترة الستينيات والسعينيات , وربط الاطباء بينهما لنقل العدوى عن طريق الدم . وصرح الدكتور مدحت الحصري، مدير معهد الكبد، بمحافظة كفر الشيخ ,ل"عيون مصر" أن مصر تعد من أعلى دول العالم في نسبة الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي "سي", وأشار إلى أن هذا يرجع لعدة أسباب منها، استخدام حقن التارتر ايمتك الوريدية في علاج مرض البلهارسيا عند المصريين من خلال سياسة ما يسمى بالعلاج الجموعي وذلك في حقبة الستينيات و بداية السبعينيات من القرن الماضي. وأضاف أنه ساعد على انتشار فيروس "سي" بين أبناء الشعب المصري بعض الممارسات الخاطئة مثل استخدام أدوات جراحية بدون التعقيم الأمثل سواء في العمليات الجراحية أو عيادات الأسنان أو عند "الحلاقين"، فضلاً عن ظاهرة "حلاق الصحة" التي مازالت منتشرة في الريف المصري، مضيفًا أن نسبة إصابة المواطنين بمحافظة كفر الشيخ تعتبر أعلى نسبه على مستوى الجمهورية. ونوه إلى أنه يتم الموافقة على إدراج الحالات المصابة ضمن البروتوكول المعمول به من وزارة الصحة لعلاج المصابين بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي الفيروس" سي" بعقار الانتيرفيرون وأقراص الريبافيرين بعد التأكد من ملائمة كل حالة على حدة لإمكانية هذا النوع من العلاج. وأكد عبد العزيز عوض طبيب أخصائى الباطنة , ان المرضى ينتقل عن طريق استخدام الادوات الشخصية للمصابين بالفيروس , وعن طريق الدم ,ويرى ان انتشار مرض البلهارسيا أحد العوامل الرئيسية لانتشار المرض و قد يكون راجعا إلى الحملات التى نظمتها وزاره الصحة فى الستينيات والسبعينيات والثمانينيات لعلاج البلهارسيا على مستوى المحافظات بمكافحة المرض عن طريق الحقن بعقار الترتار فى سرنجات جماعية ولم تكن معقمة بشكل كافى انذاك , فكانت أكثر اسباب إنتشار المرض بين المواطنين عن طريق الدم . وذكر ان وزارة الصحة توفر الان وسائل مكافحة العدوى بجميع المستشفيات الحكومية للحد من انتشار العدوى , بجانب حملات التوعية من الجمعيات المتخصصة او الجمعيات الاهلية للتوعية بوسائل انتشار المرض ومكافحته . وذكر محمد السعيد حميدة طبيب أخصائى الفم والأسنان, أن أكثر فئة معرضة للاصابة بالمرض هم العاملين بالمجال الطبى ( الاطباء والتمريض وفنى معمل ) ,لعل أهم اسباب انتشار المرض عدم استخدام وسائل مكافحة العدوى بشكل كافى فى المستشفيات والوحدات الصحية والعيادات الخارجية للاطباء مثل عدم ارتداء القفاز الطبى , وعدم تعقيم الادوات بشكل صحيح , واستخدام الادوات الصحية لاكثر من مريض . وجدير بالذكر ان الاصابة بالمرض تؤثر بدورها على باقى اعضاء الجسم ومنها تغير لون الجلد الى الاصفر البرنزى , ويميل لون الى الاصفرار , وعلى البطن يؤدى الى الاستسقاء , أما فى الدم يؤدى الى نقص عوامل التجلط مما يؤدى لارتفاع نسبة السيولة بالدم وينتج عنه نزيف اثناء العمليات الجراحية , تغيير رائحة الفم . وللوقاية من العدوى ننصح بالتحليل الدورى للمواطنين لاكتشاف المرض فى مراحل مبكرة للسيطرة عليه وعلاجه بعقار الانترفيرون وخلافه , بالاضافة لتجنب اسباب العدوى . ويقدم نصيحة للزملاء العاملين بالمجال الطبى بضرورة استخدام كافة وسائل الحماية من انتقال العدوى وتوخى الحذر عند علاج اى مريض لم تتاكد بسلامة صحته من اصابته بالمرض او لا , والتوقف عن ممارسة العمل اذا لم تتأخذ كافة اجراءت مكافحة انتشار العدوى لسلامتك وسلامة اسرتك . ونداء موجه لحاملى المرض بضرورة مصارحة الاطباء المعالجين فى كافة المجالات الطبية باصبتهم بالمرض حتى يتم اتخاذ كافة الاجراءا الوقائية الازمة للحفاظ على الصحة العامة للمجتمع ككل . وأعاب المهندس أمين موسى مدير شركة كهرباء الحامول , على المواطنين بعدم اهتمامهم بالثقافة الطبية للوقاية من الامراض والمبادرة للعلاج فى مراحله الأولى ,ويرى استخدام الادوات الشخصية دون وعى من المواطنين من أهم أسباب انتشار المرض فى المجتمع الريفى , فقد نجد شخص مصاب فى الاسرة ينقل العدوى للجميع بكل سهولة ,وتؤدى الأصابة بالمرض لعدم القدرة الانتاجية للافراد المصابين فى العمل مقارنة بغيرهم من العاملين فى محتلف المجالات . .