بنيامين نتنياهو يعقد وزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي اجتماعا في بروكسل اليوم لبحث مسودة "الوثيقة السويدية" التي تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967 ، تكون عاصمتها القدسالشرقية ، وذلك وسط حملة إسرائيلية "محمومة" من أجل إجهاض أي إعلان أوروبي من هذا القبيل. وتحاول الحكومة الإسرائيلية جاهدة إحباط هذا "المقترح" الذي شارك في إعداده دبلوماسيون وممثلون لدول الاتحاد الأوروبي في الأراضي المحتلة ، وذلك بهدف منع الفلسطينيين من الحصول على أي "دعم أوروبي" قد يمهد الطريق أمامهم لانتزاع قرار من مجلس الأمن الدولي لإقامة دولة فلسطينية فوق حدود ,67 فرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، اتصل في الاونة الاخيرة بزعماء اوروبيين، بينهم المستشارة الالمانية انجيلا ماركيل ورئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس سباترو – وطلب منهم أن يعارضوا المبادرة السويدية وان يضغطوا على السلطة الفلسطينية لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل. وبالتوازي، في محاولة لصد الضغط الاسرائيلي، عقد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض اجتماعا لمجموعة من الدبلوماسيين الاوروبيين وطلب اليهم أن يؤيدوا مشروع القرار السويدي. المبادرة السويدية، التي نشرت لاول مرة في "هآرتس" تدعو الى تقسيم القدس والاعتراف بها كعاصمة لاسرائيل وفلسطين على حد سواء، حيث تكون شرقي القدس عاصمة فلسطين. مسودة مشروع القرار الذي سيطرح للبحث في اجتماع وزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسل غدا ومن المتوقع أن ينشر يوم الثلاثاء يلمح ايضا بان الاتحاد الاوروبي سيعترف مع قدوم الوقت باعلان استقلال فلسطيني من طرف واحد. في المباحثات الاولية التي عقدت في نهاية الاسبوع قبيل لقاء وزراء الخارجية لم ينجح دبلوماسيون من 27 دولة اعضاء في الاتحاد الاوروبي التوصل الى اجماع على صيغة موحدة للقرار، ومن المتوقع لجدالات حادة ان تثور أيضا على المستوى الاعلى. وحسب موظفين كبار في القدس وكذا دبلوماسيين اوروبيين فان اساس الجدال يتعلق بمسألة مكانة القدس، امكانية اعتراف الاتحاد الاوروبي بدولة فلسطينية ومدى التأييد لقرار حكومة اسرائيل لتجميد البناء في المستوطنات لعشرة أشهر. السويد، التي تحظى بتأييد كثيف من بريطانيا، ايرلندا، بلجيكيا وبعض الدول الاخرى، تواصل دفع الصيغة الاصلية التي عرضتها وتقضي بان "شرقي القدس ستكون عاصمة الدولة الفلسطينية". ومن الجهة المقابلة فان فرنسا تدفع نحو صيغة جديدة تتطابق وخطاب الرئيس الفرنسكي نيكولا ساركوزي في الكنيست قبل سنتين حين صرح بان "القدس ستكون عاصمة الدولتين"، دون ان يتناول تقسيم المدينة الى شرقي القدس وغربيها. بل ان الفرنسيين يحاولون ان يدفعوا الى الامام باعلان تأييد اكثر قطعا لقرار تجميد البناء