القدس، خاص ل"مصر الجديدة" - فى تحدِ صارخ للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية، أعلن متحدث رسمي صهيوني أن اغتيال قائد الذراع العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري، ظهر الأمس خلال غارة جوية وحشية استهدفت سيارته، كان الطلقة الأولى لحملة عسكرية واسعة يشنها الجيش الصهيوني على قطاع غزة. وجاءت الحملة بعد أسبوع صعّدت حركة حماس فيه من هجماتها على إسرائيل، سقط خلالها في جنوب إسرائيل زهاء 100 صاروخ، واستُهدفت مركبة عسكرية صهيونية على مقربة من الحدود مع قطاع غزة. وتواترت الأخبار في المواقع الإخبارية الإسرائيلية عن حملة عسكرية تنفذُ بمسارين موازييْن، الأول هو استهداف المُرسل والمُدبر في حماس، أي القيادة العسكرية التي تقف وراء الاعتداءات الإرهابية على "إسرائيل"، والمسار الثاني هو تدمير قدرة حماس الصاروخية، لا سيما صواريخها التي تهدد العمق الإسرائيلي، مثل قصف مواقع صواريخ "الفجر". وفي غضون ذلك، قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن الجيش الإسرائيلي متأهبٌ للدخول إلى غزة إن اقتضت الظروف لعملية أرضية، ردا على تحرك حماس والمنظمات الإرهابية في القطاع. وحذر الناطق عناصر حماس قائلا: "لو كنت قائدا في حماس، كبيرا أو صغيرا، لما ظهرت في الشارع في الوقت الراهن". ويعدّ الجهاز الأمني الإسرائيلي أحمد الجعبري مسؤولا مباشرا عن عمليات عسكرية عديدة وجّهت ضد مواطني "إسرائيل"، حتى أنه لُقب في الأوساط الأمنية الإسرائيلية بالإرهابي رقم واحد، وبرئيس الأركان في الحركة المدعومة من قبل إيران. وبرز الجعبري في قضية خطف الجندي جلعاد شاليط، حيث ترأس بعد خطف الجندي طاقم المفاوضات من طرف حماس لإطلاق سراح الجندي، وبرز خلال المفاوضات عنصرا متطرفا ومعارضا لصفقة تبادل الأسرى. وجرت الجولات الحربية الأخيرة بين حماس "إسرائيل"، وفق ديناميكية ثابتة، قامت خلالها الفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ اتجاه "إسرائيل" وحاولت استهداف جنودها على الحدود، وردت "إسرائيل" بغارات جوية استهدفت المنفذين ومطلقي الصواريخ، ومن ثم جاءت فترة تهدئة بوساطة مصرية على الأغلب. ولكن الأصوات في "إسرائيل" علت جراء الجولة الأخيرة، مطالبة القيادة الإسرائيلية برد قاس على صواريخ حماس، التي تهدد مليون مواطن إسرائيلي. وفي ذلك، صرح رئيس الحكومة نتنياهو يوم أمس قائلا: "لن نجلس متكتّفين حيال الهجمات المتكررة والمتواصلة"، وأضاف أن الرد سيكون ثمنه باهظا لحماس. وبعد مشاورات جمعت بين القيادة السياسية والأمنية يوم أمس، منح نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، الضوء الأخضر لأجهزة الأمن الإسرائيلية، لتنفيذ عمليات عسكرية نوعيّة ضد قيادة حماس. وأشار محللون عسكريون في "إسرائيل" إلى أن بداية الحملة العسكرية واضحة بالنسبة للقيادة الإسرائيلية، العسكرية والسياسية، إلى أن نهايتها تبقى مبهمة وكذلك مدى انتشارها. وقد قامت "إسرائيل" في السابق باغتيال قادة في حركة حماس منهم: الشيخ أحمد ياسين، وعبد العزيز رنتيسي، وهي اغتيالات أدت إلى لجم نشاط حماس وقوتها. واتفق الجهاز السياسي في "إسرائيل"، على أطيافه، على أن الاغتيال أنجاز غير مسبوق للقيادة الإسرائيلية، وعلى أنها مرحلة جديدة من الصراع مع حركة حماس، والتي فقدت أهم رموزها الأمنية خلال ساعات. وناظر محللون سياسيون في "إسرائيل" اغتيال الجعبري بالنسبة لنتنياهو، باغتيال أسامة بن لادن، قائلين أن ثمار العملية العسكرية سيقتطفها نتنياهو في الانتخابات القريبة. وتضاربت التقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية والتي نقلت عن وسائل إعلام فلسطينية أخبار اغتيال عدد من قادة حماس العسكريين منهم مروان عيسى ورائد العطار وآخرين.