المشهد الأسيوطى ( إنجاز يحتوى الانجاز) بقلم - محمد جمعه "مسئول قسم المسرح بجامعه أسيوط " لم أر في حياتي منذ ربع قرن أو يزيد هذه الحالة من البهجة والسعادة المتألقة والفرحة الغامره وهذا السيل المتدفق والشلالات الهادره من الجمهور الأسيوطى بكل قطاعاته وفئاته وهو ينطلق رقصا وغناء وانتشاء فى الشوارع والميادين الرئيسيه وهذا الكم من الأعلام الوطنيه والصواريخ والألعاب الناريه والزغاريد وأصوات الكلاكسات والطبل والمزامير والهتافات والصيحات حتى الساعات الاولى من صباح يوم الجمعه 29/1/ 2010 وذلك يوم الخميس الذى وافق فوز منتخبنا الوطنى الكورى الساحق على منتخب الجزائر وكذلك انتصارنا على الفريق الغانى يوم الاحد الموافق 31/10/ 2010 حاله فريده وشعور بالشجن الجميل الذى ملئ الصدور والقلوب للشعب الاسيوطى الرائع الذى يملؤه الإحساس المتمكن والمسيطر بعشق تراب الوطن . مشهد ينطق بالعفوية والأصالة والتحضر فى وقت واحد ، فبرغم الزحام الشديد من الجمهور الأسيوطى والسيارات فى ميادين المحطه ، يسرى راغب ، والمنفذ ، والمجذوب ، وميدان الحرب والسلام ، وامام ديوان عام المحافظه ، والحزب الوطنى ، و.... لم تحدث مشكله واحده فالكل متسامح ويهنئ ويحتضن الاخر ، الشباب يغنون ويرقصون والرجال يشاركون وعلى وجوههم علامات الفرحه والرضى والأطفال يشعرون بأن العيد جاء فجأه ومن حقهم أن يسعدوا ويفرحوا . ولأول مره أجد الفتيات تشاركن بفاعليه فى هذا المشهد الأسيوطى البديع فهن يقفن على جوانب الطرق يصفقون ويزغردون ويسجلون بالموبايلات وقائع هذا المشهد وتجلياته ويوثقون هذا الاستعراض للأسر الاسيوطيه داخل السيارات حيث تعبر كل أسره عن سعادتها وفرحتها بطريقتها وبأسلوبها العفوي البديع . إنه كرنفال للفرحة والسعادة والشعور الجماعي والإحساس الموحد الذى غمر مصر كلها من أقصاها إلى أدناها لكن المشهد الأسيوطي فى هذه الفرحه له طعم مختلف .كان مشهدا أسطوريا يشتمل على صور منفصله متصله من أهم عناصرها هذه الميادين المزينة بالبانورامات الجدارية الملونة التي تحكى تاريخ أسيوط عبر العصور والتى تعبر عن البيئه الأسيوطيه بمفرداتها المتنوعة وهذا الجمهور المتنوع من الأسايطه بمختلف شرائحهم وهم يصنعون تشكيلا تلقائيا رائعا وكانت الأعلام الوطنية والألعاب النارية واللافتات الملونه التى تنطلق وترفرف أضفت على المشهد جوا كرنفاليا وأضافت الصيحات والهتافات والغناء الجماعي لحنا موسيقيا وطنيا يغفر له كل ما هو نشاز أو غير مطابق للمجموع مما جعل المشهد أكثر بريقا وجمالا ، هذه الشوارع النظيفة الواسعة والارصفة المنسقة التى احتوت المشهد واحتضنت المشهد . وفى أعلى الصوره نجد الإضاءه المتلألئة من الأباليك التى تزدان بها الشوارع والميادين والتى لعبت دورا عظيما فى إبراز المشهد بصورة نقية واضحة ومتجلية . كما كان للواجهات موحده الطلاء للمساكن والمحلات التجارية دورا متناغما ومتسقا مع جماليات الصوره . إنه كرنفال بديع ومشهد حضارى ليس بغريب على مدينه التاريخ (مدينه اسيوط) . حقا إن المنتخب الوطنى لكره القدم صنع إنجازا ونصرا تاريخيا على المستوى الإفريقى والدولي لكن لولا هذه الإنجازات التي تمت على أرض مدينه التاريخ والتى احتوت إنجاز المنتخب ما كان لها أن تظهر بهذه الصورة المشرقة والمتألقة . فاللهم أمطرنا بفيض من السعاده دوما و املأ قلوبنا بالتسامح والرضا وارزقنا بنصر من عندك فى جميع المواقع والميادين .
للتواصل مع الكاتب - 0102317063 a href="mailto: This e-mail address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it " This e-mail address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it