اعلن البيت الابيض الجمعة ان الرئيس الاميركي باراك اوباما سيلتقي عددا من زعماء العالم على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة الاسبوع المقبل لبحث عدد من القضايا الراهنة ومن بينها مسألتا ليبيا وسوريا. وصرح مساعد مستشار الامن القومي بن رودس ان اوباما سيلتقي رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل الثلاثاء. وسياتي هذا اللقاء في الوقت الذي تعهدت الدول الغربية بالوقوف الى جانب الثوار الليبيين في بناء حكومتهم بعد الاطاحة بالزعيم الليبي الفار معمر القذافي. وقال مساعد مستشار الامن القومي بن رودس ان الفرصة ستتاح للرئيس "ليقدم التهنئة لعبد الجليل بنجاح الشعب الليبي في انهاء حكم القذافي" مضيفا "كما سنتمكن من الاعراب عن الدعم الاميركي للانتقال الى ما بعد القذافي في ليبيا ونناقش خطط المجلس لفترة ما بعد القذافي". وقد صوتت الجمعية العامة الجمعة على شغل المجلس الوطني الانتقالي لمقعد ليبيا في الاممالمتحدة مما يتيح لعبد الجليل فرصة المشاركة في اجتماعها الذي سيعقد الاسبوع المقبل. واشار رودس كذلك الى ان اوباما سيشارك بعد ذلك في الاجتماع الدولي الذي تحضره العديد من الاطراف حول ليبيا والذي يستضيفه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. وقال ان هذا الاجتماع "سيشمل العديد من القادة الذين سيعربون عن دعمهم لليبيا". كما اوضح رودس ان اوباما سيلتقي الاربعاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون وسيكون الموضوع الليبي على جدول اعمال هذا اللقاء. كما صرح رودس بان الرئيس اوباما ينوي عقد لقاء مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو في نيويورك، في حين لم يتقرر بعد اي لقاء بينه وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال رودس ان الاجتماع سيجري على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، الا ان موعد هذا الاجتماع لم يتقرر بعد. وينوي عباس الاسبوع المقبل التقدم بطلب عضوية كاملة لدولة فلسطين في المنظمة الدولية، الامر الذي يرفضه اوباما الذي لوحت ادارته باللجوء الى حق النقض (الفيتو) لتعطيله. لكن علاقة الرئيس الاميركي بنتانياهو يشوبها ايضا التوتر. ففي لقائهما الاخير في العشرين من ايار/مايو في البيت الابيض، احرج رئيس الوزراء الاسرائيلي الرئيس الاميركي حين اعلن على الملا رفضه اقتراح اوباما باقامة دولة فلسطينية ضمن حدود الهدنة العام 1967. كما ذكر رودس ان اوباما سيلتقي رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لمناقشة الازمة السياسية في سوريا والاضطرابات في الشرق الاوسط بشكل عام وذلك خلال محادثات ستجري بينهما في نيويورك الثلاثاء. واوضح رودس "تربطنا بتركيا علاقات وثيقة وواسعة وتحالف وعلاقات عمل"، مضيفا ان حكومة اردوغان كانت شريكا مقربا من واشنطن خلال فترة الاضطرابات السياسية في العالم العربي. واضاف "اتوقع كذلك ان يتحدث الزعيمان عن الاحداث في سوريا اذ لدينا والاتراك مخاوف مشتركة بشان سلوك الرئيس الاسد". واشار رودس الى موافقة تركيا على استضافة نظام رادار في اطار الدرع الصاروخية المضادة للصواريخ التي ينشرها الحلف الاطلسي في اوروبا، مضيفا ان ذلك القرار "مؤشر مهم جدا الى التحالف بين الولاياتالمتحدة وتركيا". ومن المرجح ان يناقش اوباما قضية الخلاف بين تركيا واسرائيل حول الهجوم الذي شنته قوات كوماندوس اسرائيلية على سفينة تركية كانت تنقل مساعدات الى قطاع غزةالفلسطيني في ايار/مايو من العام الماضي وادى الى مقتل تسعة اتراك. وتطالب تركيا اسرائيل بتقديم اعتذار عن الحادث، وهو ما ترفضه اسرائيل، ما ادى الى طرد السفير الاسرائيلي من تركيا. وقال رودس "لقد شجعنا تركيا واسرائيل، الصديقتان المقربتان من الولاياتالمتحدة، على تسوية خلافاتهما". وسيلتقي اوباما كذلك رئيس جنوب السودان سالفا كير على هامش اعمال الجمعية العامة في اول لقاء بين الزعيمين منذ اعلان جنوب السودان استقلاله في تموز/يوليو الماضي اثر نزاع طويل مع شمال السودان، بحسب رودس. وحرصت ادارة اوباما على دعم الاستفتاء الذي ادى الى حصول جنوب السودان على الاستقلال. وعندما حصل هذا البلد الجديد على الاستقلال رحب الرئيس الاميركي به واعتبره "مرحلة جديدة في طريق افريقيا الطويلة نحو تحقيق الديموقراطية والعدالة". وفي اطار هذه الجهود الدبلوماسية سيلتقي اوباما كذلك بالرئيس الافغاني حميد كرزاي الثلاثاء. وياتي هذا اللقاء في ظل العلاقات التي يشوبها التوتر احيانا بين ادارة اوباما وكرزاي وبعد تصاعد اعمال العنف من جانب متمردي طالبان في كابول. وقال رودس "سيكون هذا اول اجتماع للرئيسين منذ ان طرح الرئيس (اوباما) خططه للمرحلة الانتقالية في وقت سابق من هذا العام". واضاف "ستتاح للرئيسان فرصة مناقشة كيفية تقدم العملية الانتقالية" قبل قمة حلف الاطلسي التي سيستضيفها اوباما في شيكاغو في ايار/مايو المقبل. وفي بعض مناطق افغانستان بدأت قوات حلف الاطلسي بتسليم مسؤولية الامن الى الجنود الافغان في بداية عملية تهدف الى سحب القوات القتالية الدولية من ذلك البلد بحلول 2014. وتبدأ العملية الجزئية لسحب القوات هذا الصيف بحيث ستغادر القوات الاميركية الاضافية (33 الف جندي) بنهاية 2012. وينتشر 150 الف جندي اجنبي في افغانستان من بينهم نحو 100 الف جندي اميركي يقاتلون في الحرب المستمرة منذ 10 سنوات في البلد المضطرب. كما سيلتقي اوباما برئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا الاربعاء. وقال رودس ان اوباما يرغب في مناقشة التعاون بين البلدين قبل استضافة قمة منتدى التعاون الاقتصادي لاسيا والمحيط الهادئ في هاواي في تشرين الثاني/نوفمبر وتوجهه الى جزيرة بالي لحضور قمة شرق اسيا. وقال رودس ان هذا اللقاء الاول بين اوباما ونودا الذي تولى منصبه في الثاني من ايلول/سبتمبر، سيجدد التاكيد على التحالف الوثيق بين الدولتين.