رحبت الولاياتالمتحدة وفرنسا وشركاؤهما في الملف الليبي اليوم الثلاثاء بسقوط نظام معمر القذافي وجددوا دعمهم للمجلس الوطني الانتقالي على هامش جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. واعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الليبيين "يكتبون اليوم فصلا جديدا من حياة أمتهم" متمنيا بعد أن التقى للمرة الأولى رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل في مقر الأممالمتحدة حيث شاركا معا في اجتماع "أصدقاء ليبيا" إجراء "انتخابات حرة ونزيهة" في ختام المرحلة الانتقالية من دون أن يحدد تاريخا لذلك.
وقال عبد الجليل إن 25 ألف شخص على الأقل قتلوا في الانتفاضة الشعبية ضد الزعيم الليبي الفار معمر القذافي كما جرح 50 ألفا آخرين، وشكر المجتمع الدولي على مساعدته ليبيا، ووعد بأن أفراد نظام القذافي سيحاكمون، إلا أنه تعهد بأن تكون محاكمتهم عادلة.
وقال أوباما في كلمته أمام اجتماع "أصدقاء ليبيا" على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة "أن الليبيين يكتبون اليوم فصلا جديدا من حياة أمتهم. وبعد أربعة عقود من الظلمات بات بإمكانهم أن يجولوا في الطرقات بعد أن تحرروا من الطاغية".
وبعد ستة أشهر على تصويت مجلس الأمن على القرار 1973 الذي سمح باستخدام القوة في ليبيا لحماية المدنيين وبعد نحو شهر على فرار العقيد معمر القذافي من طرابلس، أكد أوباما أن "الليبيين هم الذين حرروا ليبيا".
وتابع الرئيس الأميركي "أن ليبيا هي مثال لما يمكن أن يقوم به المجتمع الدولي عندما نكون موحدين" في إشارة إلى اجتياح القوات الاميركية العراق عام 2003 من دون قرار صادر عن مجلس الأمن ما أدى إلى انتقادات واسعة لقرار الرئيس الأميركي في تلك الفترة جورج بوش.
ودعا أوباما إلى إجراء "انتخابات حرة ونزيهة" في ختام المرحلة الانتقالية من دون أن يحدد تاريخا لذلك.
وقال الرئيس الاميركي "نعرف جميعا ما تحتاج اليه ليبيا: مرحلة انتقالية منظمة، قوانين جديدة ودستور تحترم دولة القانون، احزاب سياسة ومجتمع مدني متين. وللمرة الاولى في تاريخ ليبيا انتخابات حرة ونزيهة".
وفي ظل مواصلة المعارك في ليبيا بين الثوار وقوات القذافي اعلن الرئيس اوباما ان مهمة الحلف الاطلسي في ليبيا ستتواصل.
وقال "ما دام الليبيون مهددين فان المهمة التي يقودها الحلف الاطلسي لحمايتهم ستتواصل. وعلى الذين يواصلون المقاومة ان يفهموا ان النظام السابق انتهى وحان الوقت لالقاء السلاح والانضمام الى ليبيا الجديدة".
اما ساركوزي فدعا الليبيين الى المصالحة الوطنية ووعد بمحاكمة القذافي الفار.
ووضع العلم الليبي الملكي الاخضر والاسود والاحمر خلف المنصة في قاعة الاممالمتحدة حيث جرى الاجتماع وسط تصفيق المشاركين. ورفع العلم للمرة الاولى الاثنين امام مبنى الاممالمتحدة في نيويورك.
كما اعلن اوباما ان السفارة الاميركية ستفتح ابوابها مجددا هذا الاسبوع في طرابلس.وهذا الاجتماع كرس تحول "مجموعة الاتصال من اجل ليبيا" الى "مجموعة "اصدقاء ليبيا".
وانشئت مجموعة الاتصال في 29 مارس في لندن بمشاركة حوالى 30 بلدا وعدد من المنظمات الدولية من بينها الاممالمتحدة والحلف الاطلسي والجامعة العربية. وهذه الهيئة هي التي وضعت الية تجيز للمجلس الوطني الانتقالي تسلم اموال مجمدة تعود الى نظام القذافي.
وتحاول الادارة الاميركية تركيز الانظار على الملف الليبي نظرا لموقفها المحرج في الاممالمتحدة حيال النزاع في الشرق الاوسط على خلفية سعي الفلسطينيين الى الاعتراف بدولتهم في مجلس الامن.
وستدرج ليبيا على جدول اعمال لقاءات منفصلة يعقدها اوباما في نيويورك الاربعاء مع ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.