لندن (رويترز) - قال توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الاسبق ان مسعى الفلسطينيين للحصول على عضوية كاملة في الاممالمتحدة سيكون بمثابة صرخة يأس ودعا إلى حملة جديدة لاعادة مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين إلى مسارها. وتعهد الفلسطينيون بالتقدم بطلب لترقية وضعهم في الاممالمتحدة اما بالسعي للحصول على عضوية كاملة في المنظمة الدولية لدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة أو الاعتراف بهم "كدولة غير عضو" في الاممالمتحدة. وتخشى واشنطن أن تخلق الخطوة عقبة جديدة أمام جهود أمريكية متعثرة لاحياء محادثات السلام في الشرق الاوسط والتي توقفت العام الماضي بعد خلاف حول البناء الاستيطاني في الاراضي المحتلة التي يريد الفلسطينيون اقامة دولتهم عليها. وقال بلير في مقابلة مع رويترز انسايدر بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لهجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 "أتفهم تماما خيبة الامل التي يشعر بها الفلسطينيون. كلنا محبطون من هذا الوضع. نريد أن نرى تقدما نحو السلام ونحو حل الدولتين." وأضاف "المشكلة هي أن عليك أن تسأل دوما عما سيحدث في اليوم التالي (لمسعى الحصول على اعتراف الاممالمتحدة)؟" وقال "أي ايماءات تتحقق عن طريق الاعلان من جانب واحد تكون تعبيرا عن الاحباط وقد تكون مفهومة لهذا السبب لكنها لا تؤدي إلى دولة فلسطينية." ويقول دبلوماسيون غربيون إن بلير يلعب دورا محوريا لكنه غير معلن إلى حد كبير في محاولة احياء محادثات السلام وربما تفادي مسعى فلسطيني من جانب واحد للحصول على عضوية كاملة في الاممالمتحدة. وأوضح بلير أن الطريقة الوحيدة لاقامة دولة فلسطينية هي عبر التفاوض مشيرا إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال دائما انه يفضل المفاوضات. وأضاف "لذا أعتقد أنه من الآن وحتى ما سيحدث في الاممالمتحدة علينا ان نعمل بجد شديد في محاولة لاعادة عملية التفاوض الى مسارها." وبلير هو ممثل الرباعية الدولية للسلام في الشرق الاوسط والتي تشمل الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والاممالمتحدة. وأجريت المقابلة مع بلير في الثاني من سبتمبر لكن مكتبه طلب عدم نشرها في ذلك الحين. ويقول دبلوماسيون غربيون في واشنطن ان مهمة بلير هي محاولة التوصل الى اتفاق بين أطراف الرباعية على بيان قد يعيد الاسرائيليين والفلسطينيين الى محادثات السلام بعد فترة توقف دامت قرابة عام. وأضاف الدبلوماسيون أن جهود بلير تعكس بشكل ما فراغا سببته استقالة جورج ميتشل السناتور الامريكي السابق في مايو ايار من منصب المبعوث الخاص الامريكي للسلام في الشرق الاوسط. واذا تجاهل الفلسطينيون معارضة الولاياتالمتحدة واسرائيل لمسعاهم الحصول على عضوية كاملة في الاممالمتحدة لدولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية ومضوا فيه فان المسعى قد يفشل لان واشنطن ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضده في مجلس الامن التابع للامم المتحدة.