باريس (رويترز) - يجتمع قادة العالم في باريس يوم الخميس لمناقشة مستقبل ليبيا حيث تأمل فرنسا الدولة المضيفة وبريطانيا ان تظهرا ان العملية العسكرية الباهظة التكاليف من الممكن ان تؤدي الى تحول سياسي يتفادى الاخطاء التي وقعت في العراق. وتجتمع القوى الكبرى لتنسيق اعادة البناء السياسي والاقتصادي لليبيا لكنها ستتصارع ايضا على المصالح التجارية هناك. ووعد المجلس الوطني الانتقالي بمكافأة الدول التي شاركت في دعم الثورة على العقيد معمر القذافي. وقال مصدر بالحكومة الفرنسية "الهدف هو طي الصفحة ودعم السلطة الجديدة. "عملية العراق كانت ناجحة عسكريا لكنها كانت انتقالا سياسيا فاشلا. علينا ان نتعلم من ذلك... علينا ان نقف بجانب المجلس الوطني الانتقالي لكننا يجب الا نفرض عليهم شيئا." ويستضيف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون المؤتمر الاول الذي يجمع "اصدقاء ليبيا" في اليوم الذي كان من المفترض ان يحتفل فيه القذافي بمرور 42 عاما على انقلابه العسكري الذي جاء به الى الحكم. وسوف تكون روسيا والصين اللتان لم تدعما الحملة العسكرية التي شنها حلف شمال الاطلسي بقيادة ساركوزي وكاميرون في مارس اذار ولم تعترفا بعد بالمجلس الانتقالي من بين نحو 60 دولة وهيئة دولية تشارك في المؤتمر. ويتيح هذا المؤتمر للمجلس الانتقالي الذي تشكل بعد بدء الانتفاضة الشعبية على القذافي في فبراير شباط اكبر محفل دولي يحظى به. وتتحفز شركات الطاقة والبناء والاتصالات للمشاركة في سباق اعادة بناء ليبيا بعد ستة اشهر من حرب ربما تنهي ما تمتعت به ايطاليا من امتيازات في عهد القذافي. ويفتتح مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الجلسة التي تستمر ثلاث ساعات بتحديد لخارطة الطريق التي وضعها المجلس لوضع دستور جديد واجراء انتخابات خلال 18 شهرا والاجراءات المتخذة لتفادي إراقة الدماء التي شهدها العراق بعد سقوط صدام حسين. وكان لعملية حلف شمال الاطلسي في ليبيا جناح سياسي خلال الحرب بالتنسيق مع المجلس الانتقالي الذي اعترف به اكثر من 60 دولة وبالتخطيط لادارة التحول الى الديمقراطية في ليبيا. والتحدي الاكثر الحاحا امام المجلس الانتقالي هو الحصول على تمويل لدفع الرواتب وتوفير الاحتياجات الانسانية الاساسية. وطالبت عدة دول لجنة العقوبات بالامم المتحدة بالافراج عن مليارات الدولارات من الاموال الليبية المجمدة. وقال المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند "الاولوية الاولى هي اعادة اموال الشعب الليبي لهم ولسلطتهم الحاكمة. "هم انفسهم مهتمون جدا باعادة تدفق النفط والغاز مرة أخرى. انها دولة غنيه وهم يريدون التكفل بأنفسهم لذا دعونا نبدأ بأن نعيد اليهم اموالهم ونعيد اقتصادهم الى مساره." وتواجه الولاياتالمتحدة والدول الاوروبية الكبرى المشاركة في تحالف اسقاط القذافي مشكلات اقتصادية من شأنها ان تعرقل أي خطط للمساهمة بأموال دافعي الضرائب في اعادة بناء ليبيا لكن الاساس للمكافات المالية المستقبلية من اعادة بناء ليبيا يوضع الان. وقد شدد ساركوزي دائما على فكرة ان الهدف من العملية الليبية هدف انساني لكن السوق المربحة لدولة صديقة عضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) تقود عزم فرنسا على الحيلولة دون سقوط ليبيا في المسار الذي خاضه العراق. وقال المصدر الحكومي الفرنسي "علينا ان نسرع بالفترة الانتقالية لاننا نعرف من تحولات سابقة انك قد تسقط في المسار الخطأ وتفقد قوة الدفع التي ولدها النجاح العسكري." وعلى خلاف بريطانيا التي لم ترسل بعد بعثة تجارية الى ليبيا ارسلت فرنسا بالفعل ممثلين لشركات لتقييم الموقف على الارض. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي "المطلوب كثير لاعادة ليبيا الى سابق عهدها مرة أخرى ولاعطائها تنمية لا تفيد الدكتاتورية." وزار ممثلون لشركات فرنسية كبرى مثل توتال و(اي.ايه.دي.اس) النفطيتين بنغازي في يونيو حزيران ويوليو تموز لبناء علاقات مع المجلس الانتقالي وعيونهم على السوق التي تمتعت بها ايطاليا لسنوات. وتجتمع في سبتمبر ايلول كل الشركات الفرنسية العاملة في ليبيا في باريس مع المجلس الانتقالي لمناقشة مشروعاتها المستقبلية وهو ما يؤكد على رغبة فرنسا في وضع قدمها مبكرا في السوق الليبية. وقال ميشيل كاسال رئيس الغرفة التجارية الفرنسية الليبية "علينا ان نمضي خطوة بخطوة لكن علينا ان نستغل المناخ المواتي للشركات الفرنسية حتى اذا كانت جودة منافسينا سواء تركيا او الصين أو الاوروبيين قوية." ويقول الذراع التجاري والاستثماري للحكومة البريطانية انه يجري محادثات مع الشركات العاملة في ليبيا ليرى امكانية مشاركتها في مشروعات مستقبلية لكن بريطانيا لا تنوي ارسال وفد تجاري قبل انتهاء الحرب تماما. وقال مصدر بالحكومة البريطانية "(المؤتمر) في باريس لم يكن ابدا متعلقا بالتعاقدات التجارية. هذا الاجتماع سيكون منبرا للمجلس الانتقالي ليظهر قيادته... ولتوسيع تجمع اصدقاء ليبيا." وتصر روسيا التي عارضت عملية حلف شمال الاطلسي على ان يتولى مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة الدور الرئيسي في خطط اعادة البناء. لكن ميخائيل مارجيلوف مبعوث روسيا الخاص الى افريقيا والذي سيحضر المؤتمر في باريس اكد على ان روسيا التي عقدت صفقات سلاح وطاقة وبنية تحتية بمليارات الدولارات خلال حكم القذافي لا تريد ان تخسر نتيجة لتغيير النظام. وقال "ننوي عرض وجهة نظرنا بشأن عملية بناء دولة جديدة في هذا البلد وننوي ايضا ممارسة بعض التأثير على العملية والحفاظ على مصالح روسيا الاقتصادية وغيرها في ليبيا."