واشنطن (رويترز) - ضغطت الولاياتالمتحدة على الزعيم الليبي معمر القذافي حتى يتنحى لكن فراغ السلطة يثير مخاوف بشأن سلامة مخزونات الاسلحة في ليبيا وخطر سقوطها في أيدي قوى معادية. وسيطرت المعارضة الليبية على معظم انحاء العاصمة طرابلس لكن لا يعرف مكان القذافي وهناك حالة من عدم اليقين بشأن من سيتولى في نهاية المطاف زعامة ليبيا. وحذر مايك روجرز رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب الامريكي من مخاطر أمنية مع انهيار نظام القذافي. وقال روجرز وهو جمهوري في بيان "حتى بعد خروج القذافي من السلطة علينا ان نتدخل ونقود لضمان حماية مصالح الامن القومي الامريكي. وعلى الاخص علينا ان نتأكد الا تسقط مخزونات القذافي من الاسلحة المتقدمة والاسلحة الكيماوية والمتفجرات في الايدي الخطأ." وقالت منظمة منع الاسلحة الكيماوية في فبراير شباط ان ليبيا تحتفظ بما يصل الى 9.5 طن من غاز الخردل في موقع سري بالصحراء تحت حراسة الجيش لكنها دمرت قنابل جوية كيماوية عام 2004 في اطار تقارب مع الغرب لم يدم طويلا. وأبلغ مسؤول امريكي رويترز يوم الاثنين ان مخزون القذافي من العناصر الكيماوية مازال خاضعا لحراسة القوات التابعة له. وقال مسؤولون ان الولاياتالمتحدة وحلف شمال الاطلسي والاممالمتحدة راقبت عن كثب تلك المخزونات طوال الازمة. وقال المسؤول الامريكي الذي طلب عدم الكشف عن هويته "المخزونات خاضعة فيما يبدو لحراسة جيدة. علينا ان نتذكر ان القذافي دمر في الواقع الكثير من أسلحته الاكثر خطورة وان الكثير مما بقي عفا عليه الزمن او يصعب تشغيله." وأبلغ مسؤول من الاممالمتحدة رويترز انه نظرا لقدمها يمكن ان تشكل المخزونات الكيماوية الليبية مخاطر بيئية أكثر من تشكيلها مخاطر عسكرية او ارهابية. وقال المسؤول انها مكونة من "عناصر كيماوية قديمة جدا وهي غير مفيدة بدرجة كبيرة كأسلحة." ويفسد غاز الخردل مع الزمن كما ان مخزونات القذافي قديمة بدرجة تجعلها ليست خطرة بالضرورة. كما يشعر مسؤولون أمريكيون وأوروبيون بالقلق على تأمين مخزونات ليبيا من الاسلحة التقليدية ومنها صواريخ أرض جو وصواريخ مضادة للدبابات وعربات مدرعة وقذائف صاروخية ومتفجرات. وأطلقت القوات الليبية ثلاثة صواريخ سكود يوم الاثنين من منطقة سرت بلدة القذافي. وجاء ذلك بعد هجوم اخر بصواريخ سكود الاسبوع الماضي وكانت تلك هي المرة الاولى التي تستخدم فيها القوات الليبية هذا السلاح منذ بدء الصراع. وقال مسؤول امن أوروبي ان بعض مسؤولي مكافحة الارهاب يخشون من تعرض مخزونات القذافي من الاسلحة التقليدية للنهب أكثر من قلقهم على مخزونات العناصر الكيماوية. والخوف هو ان تسقط هذه الاسلحة اما في ايدي جماعات متشددة او في ايدي متمردين اخرين يسعون لزعزعة حكومات أفريقية أخرى. وقال مسؤول امريكي انه حتى الان لا توجد أدلة على تسرب أسلحة او على مشاركة المتشددين في القوات الليبية المعارضة للقذافي.