واشنطن (رويترز) - دعا الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الخميس وللمرة الاولى الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي بعد الحملة الوحشية التي شنتها القوات السورية على متظاهرين يحتجون على حكم عائلة الاسد المستمر منذ 41 عاما. وقال أوباما في أمر تنفيذي يفرض عقوبات تشمل تجميد كل أصول الحكومة السورية التي تخضع لاختصاص القضاء الامريكي ويحظر أي صفقات أمريكية مع حكومة الاسد "من اجل الشعب السوري حان الوقت كي يتنحى الرئيس الاسد." وتهدف هذه الاجراءات الى زيادة الضغوط على الاسد الذي استخدم جيشه وقوات الامن في مهاجمة محتجين يسعون الى انهاء أربعة عقود من نظام الحكم المطلق للرئيس السوري ووالده الراحل حافظ الاسد. ودعت الولاياتالمتحدة في السابق الاسد الى اجراء اصلاحات ديمقراطية أو الرحيل لكن بيان أوباما يمثل أول دعوة صريحة لتنحى الاسد ويعكس فيما يبدو ما خلصت اليه الولاياتالمتحدة من ان الرئيس السوري غير قادر على الاصلاح فضلا عن تنامي الانتقادات له حتى من جانب دول عربية مؤثرة مثل المملكة العربية السعودية. وقال أوباما في البيان الخاص بالعقوبات "مستقبل سوريا يجب أن يحدده الشعب السوري لكن الرئيس بشار الاسد يقف في طريقه. دعوته للحوار والاصلاح لم تلق صدى في حين يسجن شعبه ويعذبه ويذبحه." وأضاف "من أجل الشعب السوري حان الوقت لان يتنحى الرئيس الاسد." وأعقب العقوبات الامريكية والدعوة الى تنحي الاسد نداء من ثلاث دول رئيسية في الاتحاد الاوروبي هي بريطانيا وفرنسا والمانيا للاسد بأن يتنحى. وتفرض العقوبات الامريكيةالجديدة حظرا فوريا على كل أصول الحكومة السورية التي تخضع للقضاء الامريكي وتحظر أي تعاملات تشمل حكومة الاسد. وتشمل أيضا حظر الواردات الامريكية من النفط أو منتجات النفط السورية -- التي تمثل نسبة ضئيلة من واردات النفط الامريكية -- وتحظر على المواطنين الامريكيين التعامل أو الاستثمار في سوريا. وفرضت الولاياتالمتحدة بالفعل عدة مجموعات من العقوبات على الاسد ومسؤولين سوريين اخرين ومؤسسات مالية لكن يعتقد ان تأثيرها ضئيل نظرا للطبيعة المحدودة للتعاملات الامريكية السورية. وتتهم الولاياتالمتحدة منذ فترة طويلة سوريا بأنها دولة راعية للارهاب وبالتدخل في شؤون لبنان ودعم متشددين فلسطينين وبالتحريض على العنف ضد القوات الامريكية في العراق. وفي الاسبوع الماضي دعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الدول للتوقف عن شراء النفط والغاز السوريين. ومن أهم المشترين في أوروبا للنفط والغاز السوريين فرنسا وألمانيا وهولندا. ودعت كلينتون الصين والهند للحد من استثماراتهما في سوريا. وقالت كلينتون في ظهور مقتضب لها بوزارة الخارجية يوم الخميس "على مدى شهور شهد العالم على ازدراء نظام الاسد لشعبه ... التحول الى الديمقراطية في سوريا بدأ والوقت قد حان لان يبتعد الاسد ليفتح الطريق." وقال مصدر مطلع على الامر ان الدول الاوروبية من المرجح أن تفرض عقوبات اضافية على سوريا ربما تستهدف قطاع الطاقة لكن ذلك يحتاج لوقت للتحضير له.