القاهرة - فتحت الثورة المصرية آفاقا جديدة للاقتصاد المحلي...فوسط الاشادة المتزايدة بثورة 25 يناير والدعوات للتركيز علي الأنشطة الصناعية ذات القيمة المضافة العالية لزيادة معدلات نمو الاقتصاد المصري والذي يتوقع ان ينمو خلال السنوات العشر المقبلة بنحو6.4 كمتوسط طبقا لتوقعات البنك الدولي فان السؤال الذي يشغل الصناعيين هو من أين نبدأ؟ وجمعية مصدري ومنتجي البلاستيك بالتعاون مع شعبة البلاستيك باتحاد الصناعات أطلقا مبادرة جديدة لزيادة المكون التكنولوجي في عمليات الصناعة والبداية تصنيع اسطمبات مصرية باستخدام برامج الكترونية وهذه البرامج شبيهة بالهندسة العكسية حيث تمكن الصناعيون المصريون من تحويل تصميماتهم من رسومات ورقية إلي رسومات علي الحاسب الآلي لاختبار مدي صلاحيتها للتصنيع وانسب المواد والمكونات لذلك. ايضا فان قطاع الاثاث المصري يخطو خطوات متسارعة نحو الانفراد بعالم التصميمات ليصبح شعار صنع وصمم في مصر حقيقة تشهدها قاعات المعارض الدولية. وبداية يؤكد حامد موسي رئيس الجمعية أن ثورة 25 يناير فتحت آفاقا جديدة أمام الاقتصاد المصري فهناك رغبة واهتمام متزايد من الشركات العالمية للتعاون مع مصر لتطوير صناعات البلاستيك علي سبيل المثال سواء من خلال مد الصناعة المحلية بأحدث أنظمة الإنتاج أو التعاون في عمليات رفع مهارة الموارد البشرية وتوفير الكوادر الفنية القادرة علي التعامل بكفاءة مع أحدث الماكينات والمعدات التي تمتلكها المصانع المصرية. وأشار إلي أن الجمعية تتبني حاليا مبادرة بالتعاون مع احدي الشركات العالمية لإدخال نظم التدريب الالكترونية في الصناعة... وفي خطوات لاحقة إدخال نظم وبرامج التصميمات الهندسية. وكشف موسي عن تخطيط الجمعية لإنشاء أكاديمية للبلاستيك لتخريج العمالة الفنية التي تحتاجها الصناعة المصرية حيث تم الانتهاء من وضع التصنيف العلمي لكل المهن المطلوبة بقطاع البلاستيك... تمهيدا لبدء عمليات وضع المناهج التعليمية والتدريبية المطلوبة لتخريج كوادر وفنيين بتلك المهن. ومن جانبه أكد السيد خالد أبو المكارم رئيس شعبة البلاستيك باتحاد الصناعات أن قطاع البلاستيك يمكنه الاستفادة من خدمات الشركات العالمية في عمليات مراجعة تصميم المنتجات والاسطمبات للتأكد من مطابقتها للمواصفات الفنية المطلوبة مشيرا إلي أن تصميم اسطمبة لصندوق بلاستيكي للمياه الغازية أكثر تعقيدا من تصميم هيكل السيارة الخارجي علي سبيل المثال. من جانبه أكد تامر الحبال عضو مجلس إدارة إبيما أن تطوير عمليات تصميم الاسطمبات سيسهم بالتأكيد في زيادة تنافسية منتجاتنا باعتباره مجالا جديدا علي الصناعة المصرية والتي يجب أن تواكب كل جديد مشيرا إلي أن معظم مصانع قطاع البلاستيك في مصر تعتمد علي التكنولوجيا الأوروبية في عملياتها الصناعية فهي الأفضل عالميا. ووحول ما يمكن أن تقدمه الشركات العالمية لخدمة الصناعة المصرية أشار الدكتور علي مدكور مدير عمليات التسويق باحدي الشركات العالمية إلي أن التكنولوجيا العالمية يمكنها مساعدة الصناعيين المصريين علي تصميم خطوط إنتاج مصانعهم بالكامل والبداية تصنيع الاسطمبات محليا مشيرا إلي أن تصنيعها في الخارج يكلف الكثير من المال ويكفي أن قيمة بعضها يتجاوز مئات الآلاف من الدولارات ومع ذلك فلا توجد ضمانة أن تعمل تلك الاسطمبات بكفاءة عالية علي الماكينات وأحيانا ما يحدث عيوب في عمليات التصنيع وهو ما يتسبب في توقف خطوط الإنتاج أحيانا لفترات طويلة لحين إصلاح الاسطمبة في الخارج وإعادة تركيبها. وأضاف أن الصناعة المصرية تواجه العديد من التحديات التي تزيد من تكاليفها فالبعض ينتج بناء علي تصريح من شركات عالمية تمتلك التكنولوجيا المستخدمة أو ينتج تحت اسمها الصناعي ومقابل هذا يدفع رسوما عالية سنويا في حين أن اتجاه الصناعة المصرية لتصميم منتجاتها بنفسها سيزيد من تنافسيتها. التصميم والابتكار هو احد المجالات التي اكتسبت صناعة الأثاث سمعة كبيرة فيها فكما يقول المهندس أحمد حلمي رئيس المجلس التصديري للأثاث أن المجلس التصديري نظم العام الماضي اول ورشة للتصميم شارك فيها اكثر من 20 من كبار المصممين العالميين مصريين واجانب بجانب طلبة كليات الفنون التطبيقية حيث اشادت بنتائج الورشة كبري المجلات العالمية المتخصصة في صناعة الاثاث والتي نشرت تقريرا توقعت ان تصبح القاهرة عاصمة للتصميم في صناعة الاثاث خلال الفترة المقبلة خاصة بعد عرض نماذج تلك التصميمات في معرض ميلانو الدولي للاثاث. واضاف ان المجلس سيواصل تنظيم تلك الورش الخاصة بالتصميم والتي تستهدف صقل جيل جديد من المصممين المصريين بحيث تصبح لكل شركة مصرية تصميماتها الخاصة.
