العشرات من عشاق الفنون والمعرفة وهواة الغناء والموسيقى حضروا الى قصر بلوكوت، أحد أعرق الصروح التاريخية في قلب مدينة ليفربول البريطانية، والذي يحتضن الفعاليات الرئيسية للدورة السنوية العاشرة للمهرجان الثقافي العربي. ويتناول المهرجان هذا العام موضوعات عربية تاريخية، آخذا في الإعتبار خارطة التحولات السياسية والثقافية بعد ربيع الثورات العربية، حيث فتح أفسح المهرجان مجالا واسعا لمشاركة فنانيين شباب من الجنسين من دول عربية مختلفة تعكس أعمالهم بعمق رؤيتهم للصراع الدائر في ميادين السياسة والهوية والجغرافيا والديانات. تصف نجوزي ايكوكو مديرة المهرجان هذه المناسبة بأنها احتفال مميز للفنانين والمشاركين العرب الآخرين وفكرة خلاقة لتلاقي الناس ليس فقط للإبتهاج والاستمتاع بالموسيقى ولكن ايضا للتعرف على ثقافات بعضهم ومحاولة فهم قضاياهم المشتركة . للمرة الأولى يطلق المهرجان عرضا سينمائيا متنوعا هو الأول والأوسع من نوعه في بريطانيا يشتمل على عدد من الأفلام التسجيلية والروائية لمبدعين عرب محترفين وهواة. ويعبر ايكهارد ثايمان، المدير الفني للمهرجان، عن اعتزازه بهذه التجربة الجديدة بقوله أنا فخور للغاية أن يكون لدينا هذا العام برنامج سينمائي حافل يعرض أفلاما عديدة في قاعات مختلفة من بينها أفلام للمخرج المصري الشهير يوسف شاهين ولمخرجين موهوبين من اليمن وبلدان عربية اخرى . يضم المهرجان عددا من الأعمال الفنية المتنوعة لفنانين من مختلف المدارس والاتجاهات الفنية من بينهم الفنان المصري وائل شوقي الذي تسرد رسومه قصص الحملات الصليبية بتميز ضبابي مابين الخير والشر والمعتدين والضحايا. كما تساهم الفنانة الإستعراضية اللبنانية الشابة تانيا الخوري بعرض تفاعلي مبتكر يعالج بعض معاناة العرب والمسلمين في الغرب. ويستضيف المهرجان في دورته الحالية معرضا للفنانة التشكيلية ضياء البطل التي شاركت مع مساهمين من المركز العربي ومركز الفنون وجامعة ليفربول في تصميم عربة متحركة تحتوي بداخلها على تسجيل مرئي وصوتي لقصص هجرة الجاليات العربية الى مدينة ليفربول. ربيع الثورات العربية القى بظلاله على مناقشات المهرجان الذي كرس ساعة حرة يوميا للحوار بين بعض الكتاب والفنانين المشاركين وبعض رواد المهرجان حول آفاق التغير الذي يشهده العالم العربي في هذه الحقبة من تاريخه، يقول طاهر على قاسم رئيس المهرجان إن الجمهور البريطاني طرح خلال هذه الندوات أسئلة وجيهة وتستحق أن تجد إجابات صحيحة لها . ويشتمل المهرجان على طيف واسع من فنون الموسيقى والغناء والرقص. فقد قدم المغربي حسن الراجي على مسرح المهرجان مجموعة من الأغاني الشعبية المغربية، بينما أدت المصرية نادية شنب التى درست الموسيقي في جامعة ليفربول اغانيَ مزجت فيها بين اللغتين العربية والإنجليزي. وتألق عازف العود العراقي خيام اللامي بمجموعة من معزوفاته التى أمتعت الجمهور بمصاحبة زميله الإيطالي اندريا بيكشيوني على آلات الدف والرق.