كتبت - حنان الهمشري حصدت السينما المصرية حصة الأسد من جوائز الدورة ال11 لمهرجان الفيلم العربي بروتردام التي اختتمت اعمالها مساء الأحد 11 سبتمبر 2011بمجمع قاعات السينما "لانتارن/فينستر" حيث فاز الفيلم الوثائقي المصري " ممنوع" للمخرجة أمل رمسيس جائزة الصقر الذهبي لمسابقة أفلام الثورات العربية، بينما أحرز الفيلم المصري "المسافر" للمخرج أحمد ماهر الصقر الذهبي لمسابقة سينما الضواحي، وانتزعت مصر الصقر الفضي في مسابقة السينما العربية المستقلة، حيث جرى منح الجائزة مناصقة لكل من " السندرة" لمحمد شوقي و"الرحلة" لصبا الرافعي صرح بذلك الدكتور خالد شوكات رئيس ومؤسس المهرجان واضاف كما فاز فيلم "الشرارة" للمخر ج والكاتب الصاعد إسلام بلال بجائزة مسابقة "حكايات من الربيع العربي"، التي نظمتها إذاعة هولندا العالمية بالتعاون مع المهرجان و فازت السينما المغربية بجائزة "الصقر الفضي" في مسابقة سينما الضواحي، بينما فازت لبنان بالصقر الذهبي لمسابقة السينما العربية المستقلة بالفيلم الوثائقي "عكس السير" للمخرجة ميشال تيان، ولم تغب سوريا عن لائحة المكرمين حيث فاز الفيلم الوثائقي "أزادي" ( أي الحرية) لمخرج سوري مجهول بالصقر الفضي، وهو فيلم يدور حول الثورة السورية، كما لم تخرج تونس خالية الوفاض حيث تمكن الفيلم القصير "حدث ذات فجر" لمحمد علي النهدي بتنويه خاص في مسابقة سينما الضواحي و تشكلت لجنة التحكيم الرئيسية للدورة 11 من الناقد السينمائي الهولندي "كريستيان فان شخيرمبييك" والمخرجة الهولندية " أناخريت فيتسما"، إلى جانب الممثل والفنان التونسي محمد علي بن جمعة. كما ضمت لجنة النقاد كلا من محمد الحياوي وماهر عنجاري ومصطفى ياسين الذي تعذر عليه الحضور لأسباب ذات صلة بالتأشيرة. وقد حكمت اللجنة الرئيسية مسابقة الثورات العربية، بينما حكمت لجنة النقاد في مسابقتي سينما الضواحي والسينما العربية المستقلة وحضر حفل الختام إلى جانب ضيوف المهرجان السفير التونسي في لاهاي، وتضمن إلى جانب توزيع الجوائز، عروضا فنية وموسيقية، كان من أبرزها غناء الفنانة اللبنانية رنين الشعار، والعرض الفكاهي للفنان الجزائري حكيم طرايدية، فضلا عن مقاطع من موسيقى "الراب" أداها الفنان التونسي محمد علي بن جمعة اوضح شوكات ان هذا العرس السينمائي الذي يعد اليوم أهم تظاهرة فنية وثقافية عربية خارج العالم العربي، شهد تغييرات ثورية في بنياته التحتية، لعل أهمها قرار إدارته تخصيص موضوع أساسي لكل دورة، جرى بموجبه تخصيص هذه الدورة للاحتفاء بالثورات العربية، المنتصرة منها، والسائرة في طريقها إلى النصر و خلافا للتقسيم الكلاسيكي الذي التزمه المهرجان في تحديد مسابقاته خلال العشر سنوات الماضية، حيث اعتمدت مسابقات هذا العامعلى تقسيم جديد يحيل الأفلام مهما كان نوعها إلى موضوع محدد، حيث تبنى المهرجان ثلاث مسابقات رئيسية هي: مسابقة الثورات العربية، ومسابقة سينما الضواحي، ومسابقة السينما العربية المستقلة و إلى جانب هذه البرامج، تضمنت فعاليات الدورة الأخيرة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام، مسابقتين إضافيتين، الأولى نظمت بالتعاون مع القسم العربي في إذاعة هولندا العالمية، للسينمائيين الهواة في موضوع رصد ومتابعة أحداث الربيع العربي، أما الثانية فقد نظمت بالتعاون مع أكاديمية الفنون في روتردام، وجرى تخصيصها للطلبة والشباب تحت شعار "إجعل حيك سعيدا"، وتهدف المسابقة إلى تنمية سينما الضواحي. و بلغ العدد الإجمالي للأفلام المشاركة في الدورة 11 لمهرجان الفيلم العربي في روتردام ما يناهز 63 فيلما تمثل أكثر من عشرين دولة عربية وأوربية، تنتمي إلى كافة الانواع السينمائية من قصير ووثائقي وطويل والتحريك و عرفت هذة الدورة مشاركة عدد كبير من نجوم التمثيل والإخراج العرب وشهد حفل الافتتاح تكريم النجم التونسي هشام رستم، والنجم المصري عمرو واكد، الذي عرف بمساهمته الفعالة في الثورة المصرية، وحضوره منذ الأيام الأولى في ميدان التحرير. وكان من بين أبرز ضيوف المهرجان الممثل المغربي هشام بهلول، والممثلين التونسيين محمد علي بن جمعة ومحمد علي النهدي، والممثل الجزائري حكيم طرايدية، إلى جانب عدد من المخرجين الشباب من بينهم صبا الرافعي من لبنان، وأحمد ماهر ومحمد شوقي من مصر، والمخرج المغربي نسيم عباسي والمخرج التونسي منجي الفرحاني. و نظمت على هامش فعاليات المهرجان أربعة ندوات سينمائية، تطرقت إلى أربعة مواضيع مختلفة هي: " مسار الثورتين التونسية والمصرية" و" نظرة على الثورة السورية"، و" الإسلام المتطرف بعد 10 سنوات من أحداث 11 سبتمبر"، و" دور الفيسبوك في الثورات العربية". كما اشتمل برنامج المهرجان على سهرة موسيقية مساء يوم السبت 10 سبتمبر، بمناسبة مرور عشر سنوات على مرور احداث 11/9، أحياها الفنان الهولندي "كونراد كوسيليك"، إلى جانب الفنانين " كلارون ماكفاود" و"أسامة عبد الرسول"، حضرها عمدة المدينة المغربي الأصل أحمد أبو طالب. و كان من بين البرامج الخاصة للدورة 11 لمهرجان الفيلم العربي في روتردام، استضافة السينما السعودية الشابة كضيف شرف المهرجان، بالتعاون مع وزارة الثقافة السعودية، حيث شهد المهرجان تنظيم أمسية سعودية عرضت خلالها ثلاثة أفلام هي: الخروج لتوفيق الزايدي، وجدة ملتقي الثقافات والحضارات لممدوح سالم، وصباح الليل لمأمون البني وهو من بطولة راشد الشمراني. و قد انتظمت الأمسية السعودية بحضور كل من الممثل راشد الشمراني والمخرج ممدوح سالم و عمر العقيل ممثلا لوزارة الثقافة السعودية. و أكد خالد شوكات رئيس المهرجان، على إصرار إدارة المهرجان على مواجهة كافة التحديات التي يطرحها وجود حكومة يمينية متطرفة في هولندا، ومن أهمها تحدي الاستمرارية، حيث نظمت الدورة الحالية بما يقارب ربع الميزانية المعتادة خلال السنوات الماضية، وتحدي التجديد، إذ أعلن الناشط التونسي الأصل أن المهرجان سيظل نافذة مفتوحة لتنمية سينما الضواحي والدفاع عن قيم التعايش السلمي والشراكة الحضارية وحوار الثقافات