كييف (رويترز) - مثلت رئيسة وزراء أوكرانيا السابقة يوليا تيموشينكو أمام المحكمة يوم الاربعاء لاتهامها باساءة استغلال منصبها في قضية أثارت مخاوف الغرب بشأن مدى التزام رئيس البلاد فيكتور يانوكوفيتش بالديمقراطية وسيادة القانون. وبعد نحو نصف ساعة من المشادات تأجلت الجلسة حتى الرابع من يوليو تموز. وكانت تيموشينكو (50 عاما) ترفض التعاون مع هيئة المحكمة وتقول ان هذه الدعوى المقامة ضدها جزء من الخصومة بينها وبين يانوكوفيتش. وعندما طلب منها القاضي روديون كيرييف أن تقول اسمها للمحكمة رفضت قائلة "قدمت لكم جواز سفري. اقرأوه بأنفسكم." وقالت "كل ما يحدث اليوم هو انتقام سياسي" ووصفت المحكمة بأنها "قسم من أقسام ادارة الرئاسة." ويزعم الادعاء أن تيموشينكو التي تولت رئاسة الوزراء مرتين أساءت استغلال منصبها في التوقيع على اتفاق مع روسيا لاستيراد الغاز عام 2009 . ويتهم الادعاء تيموشينكو باجبار رئيس شركة الطاقة الوطنية نافتوجاز انذاك على توقيع الاتفاقية مع شركة جازبروم الروسية دون مشاورة حكومتها. وتنفي رئيسة الوزراء السابقة التهمة. وأنهى ذلك الاتفاق نزاعا على أسعار الغاز مع روسيا أدى الى خفض في امدادات الغاز الى أجزاء من غرب أوروبا كانت تمر عبر خطوط أنابيب في اوكرانيا. وتقول الادارة الجديدة التي تولت السلطة بعد أن خسرت تيموشينكو انتخابات الرئاسة في 2010 ان الاتفاق مثل تنازلا عن المصالح القومية وان التزمت ببنوده. وقالت تيموشينكو انها تواجه حكما بالسجن ما بين سبعة وعشرة أعوام. ويتوقع بعض المقربين منها أن يحكم عليها بالسجن مع ايقاف التنفيذ لكن هذا سيعني الحد من قدرتها على أن تنشط سياسيا في المعارضة. وهناك قضية أخرى منفصلة منظورة ضد تيموشينكو حول اساءة استغلال اموال الحكومة التي حصلت عليها مقابل بيع حصص انبعاثات الغازات لليابان بموجب بروتوكول كيوتو. ورغم ان الحكومات الغربية لم تقف الى جانب رئيسة الوزراء السابقة علانية الا ان سياسيين اوروبيين يقومون بزيارة لاوكرانيا أبلغوا حكومة يانوكوفيتش قلقهم بشأن "العدالة الانتقائية" في اوكرانيا. وأطلق على تيموشينكو لقب "اميرة الغاز" في أواخر التسعينات لملكيتها لشركة كانت تتاجر في الغاز. وفي فبراير شباط 2010 ومع شعور العديد من الناس بخيبة الامل من ان زعماء الثورة البرتقالية فشلوا في الوفاء بوعودهم خسرت تيموشينكو الانتخابات امام يانوكوفيتش في منافسة حامية على الرئاسة. ورغم احتفاظ تيموشينكو بشعبيتها الكبيرة في البلاد فانها لم تتمكن من توحيد المعارضة حولها منذ هزيمتها.