على جانب طريق الإسكندرية الزراعي، وقفت "ياسمين" 28 عامًا، وزوجها وطفلتها، عام ونصف، ليلًا ينتظروا سيارة مارة تقلهم إلى الإسكندرية بعد زيارة منزل أسرة زوجها في كفر الدوار. مشادة كلامية وقعت بين الزوجين في منزل أسرته لم تكن الأولى إذ سبقتها مشاجرة وخلافات دائمة بينهما، وصلت إلى تعدى الزوج عليها بالضرب أكثر من مرة ما دفعها لطلب الطلاق. قبل الليلة الموعودة، أقنع الزوج والذي يعمل مساعد مهندس "ياسمين" بالعودة له ونسيان الخلافات وطلب منها التوجه معه لزيارة أسرته في كفر الدوار لإعادة الأمور لطبيعتها مع عائلته. لم تعلم الزوجة ما يضمره لها شريك حياتها وأن أول سيارة سوف تتوقف لهما على جانب الطريق ستكون بوابتها للآخرة، وبالمصادفة مر قائد سيارة ملاكي وبجواره آخر. كان الظلام حالك والبرد شديد، رأف قائد السيارة بزوج وزوجة وطفلة على الطريق واقلهم معه وسارت الأمور هادئة إلا أنه ومع اقتراب السيارة من طريق 45 بمنطقة المنتزه ثان، فاجئ الزوج الجميع وأخرج سكين من بين طيات ملابسه. ثوان معدودة سدد خلالها الزوج 4 طعنات لزوجته في جانبها ورقبتها لتغرق الدماء ملابس الطفلة أيضًا، حيث كان يجلس الثلاثة في المقعد الخلفي من السيارة، الزوج والزوجة والطفلة. لم تتحمل "ياسمين"، طعنات الغدر والخيانة من شريك الحياة، وفاضت روحها إلى ربها، دون أن تعلم بأي ذنب قتلت، فيما لم يهتز القاتل من هول فعلته وحاول الهرب. حال قائد السيارة ومرافقه من هروب الزوج وتوجها بالسيارة تضم القاتل وجثة المجني عليه والطفلة إلى ديوان قسم شرطة المنتزه ثان، حيث ألقي القبض على الزوج وجرى نقل الجثة إلى المشرحة. وتبين من الفحص والمعاينة وجود جثة المجني عليها "ياسمين.ع"، 28 سنة، مصابة ب4 طعنات، وأن وراء الواقعة زوجها المتهم "محمد.أ.ر"، بسبب خلافات زوجية. "ليس مرضي نفسي.. دا مهندس"، تؤكد إحدى قريبات المجني عليها ل"مصراوي" – رافضة ذكر اسمها- نافية أن يكون المتهم يعاني من مرض نفسي، قائلة:" كان بيحاول الهرب.. مشاكل زوجية عادية سبب الخلافات.. نطلب القصاص العادل". وأضافت:"يوم الواقعة هاتف ياسمين أغلق وحاولنا التواصل معها دون جدوى.. وفوجئنا بمقتلها على يد زوجها". وبالعرض على النيابة العامة، قررت حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وسرعة طلب تحريات المباحث حول الواقعة، والتحفظ على كاميرات المراقبة، والتصريح بدفن الجثة بعد توقيع الكشف الطبي عليها لبيان سبب الوفاة، وسؤال شهود العيان عن الواقعة.
