البعض لا يذهب للمأذون مرتين.. أصبحت معظم الزيجات الآن مبنية على قصة حب كبيرة مليئة بالدفء والمشاعر والوعود التي تتبخر بعد زيارة المأذون للمرة الأولى وعقد القران، ومع الخلافات الزوجية الكثيرة التي يواجهها كل بيت مصري يلجأ البعض إلى أبغض الحلال عند الله، ويذهبوا للمأذون مرة ثانية للطلاق بينما يقرر بعض الأزواج الاستمرار رغم المشاكل وعدم الاتفاق في سبيل تربية الأبناء في أسرة سوية بين أب وأم محبين حتى لا يحرموا من وجود أحد الطرفين، لكن ما يحدث يكون عكس ذلك تماما، تتوتر الأجواء في البيت وتزداد المشاحنات بين الوالدين فينشأ جيل مضطرب، غير مدرك للمعنى الفعلي للأسرة، وما زاد الطينة بلة "موضة قتل الأزواج"، فيعمى الشيطان أبصارهم، ويلقي بهم في طريق اللاعودة، فيضيع مستقبل أسرة كاملة، يُقتل أحد الزوجين ويُسجن الآخر ثم يُعدم، بينما يشرد الأبناء ويتنقلوا من بيت إلى أخر بحثا عن أمان الأب وحنان الأم فلا يجدوا بديلا عن الضياع المجتمعي والدمار النفسي. الطعن بسكين المطبخ
"وتبقى هي أعظم انتصاراتي وأجمل اختياراتي".. بهذه الكلمات عبر محمد عن حبه الشديد لزوجته ريهام، بل أنه أعتاد أن يسترسل في وصف حبه لها عبر صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ولا يخجل من إعلان حبه لها للعالم أجمع، وخاصة أسرته، ولا يؤخر لها طلبًا فينفذ كل أحلامها مما أثار حفيظة والدته التي تسكن معهما في نفس العقار، فقلبته على زوجته بسم لسانها.
لم تعتقد الأم أن كلامها سيكون سببًا في مقتل نجلها فكل ما أرادته أن تكسر أنف كِنتها، وتكدر عيدها، وعندما وقفت ريهام في المطبخ تحضر الغداء لزوجها المشحون طلبت منه مصروف العيد لشراء اللحم والملابس للأطفال، ففاجأها بالرفض، بل أنه انفجر في وجهها، وأخذ يعنفها ويتهمها بالأنانية والاستغلال، فحاولت الدفاع عن نفسها فضربها فلم تشعر بنفسها إلا والسكين في صدره.
استجمع محمد قوته ونزل درجات السلم، ودمائه تلون الأرض من تحته حتى وصل إلى شقة والدته، التي وقفت مستمتعة تستمع إلى صوت صرخات ريهام تشعر بالانتصار حتى رأت نجلها أمامها غارقًا في دماءه وكأنها يريها نتيجة وسوستها له، فأطلقت صرخة ندم وحاولت نجدته إلا إنه التقط أخر أنفاسه بين يديها وسقط قتيلا بينما لم تغادر ريهام مكانها مصدومة مما حدث، وكأن الزمن توقف عند هذه اللحظة، لا تعلم ماذا حدث أو ماذا سيحدث لها ولطفليها. 11 طعنة على سجادة الصلاة
ولم تكن هذه هي الحادثة الوحيدة التي عكرت على الجميع صفو العيد، فهناك عائلة أخرى لا تعلم ماذا حدث لها، فطبيبة الأسنان ياسمين، المعيدة بإحدى الكليات، الشابة الجميلة ذات الستة والعشرون عامًا والأم الحنونة لثلاث صغار أكبرهم عمره عامين، قُتلت على يد زوجها طبيب الأسنان، وكالقصة السابقة، جمع الزوجان قصة حب كبيرة تحاكى بها الأقارب حتى تزوجا قبل ثلاثة أعوام.
ظهرت عيوب الزوج بعدما استقرت العروس في بيته، فهو بخيل لا يريد أن يصرف عليها، حتى بعد أن وضعت توأمها يحيي وياسين، أصر على بخله، وعندما اشتكت الزوجة لوالدتها كان ردها "عيشي ومتخربيش على نفسك.. واللي عايزاه قوليلي عليه"، رضت ياسمين بعيب زوجها وحمدت الله على طفليها فزادها بملاك صغيرة اسميتها مي، ودعت أن تكون سبب هداية زوجها، لكنه زاد على عيوبه عيب أخر، بدأ يضربها.
ذهبت ياسمين إلى بيت أسرتها، وطلبت الطلاق لكن زوجها رفض، وأعتذر عن اساءته لها، وتوسط أهل البلد جميعًا لعودتها وأطفالها إلى بيتها مرة أخرى، وبالفعل عادت معه حرصًا على صغارها وسلامتهم النفسية وأن ينشئوا وسط والديهما، وتمر الأيام ويُقبل العيد، وتتحول "خناقة العيد" الراعي الرسمي في البيوت المصرية، إلى مشهد دموي في بيت ياسمين.
تشب الخناقة الأزلية على مصاريف البيت بين ياسمين وزوجها، وتنتهي - أو هكذا ظنت الزوجة - وتتوجه ياسمين لتصلي الفجر، فترتدي اسدالها وتضع سجادة الصلاة، وتستقبل القِبلة، لتجد طعنة في ظهرها، وقبل أن تدرك الأمر تجد الطعنة الثانية تخترق جسدها، لتستجمع قوتها وتحاول أن ترى قاتلها، لتجد زوجها يسدد لها تسع طعنات أخرى قبل أن تسقط صريعة غارقة في دمائها أمام صغارها.
يسمع أهل الزوج صوت الصرخات، فيصعدوا سريعا ليروا ماذا يحدث، فيجدوا نجلهم غارق في دماء زوجته، فيساعدوه على الهرب بسرعة قبل أن ينتبه له أحد، بينما تهتم والدته بتنظيف الدماء وإخفاء آثار الجريمة، وبعد ساعتين من العمل الدؤوب يقرروا الاتصال بالإسعاف، ليخبروا الطبيب أن لوح زجاج سقط عليها مما سبب لها هذه الجروح القاتلة، لكن الخدعة لم تنطلي على الطبيب، الذي لاحظ آثار الطعنات بسهولة وبلغ القسم بالجريمة، وبعد ثلاثة أيام فقط تنجح القوات في القبض على الهارب. 27 طعنة ليلة الوقفة
وتتوالى حوادث العيد، فمحمود قرر قتل شادية زوجته، وأم طفليه تبارك وياسين؛ انتقاما لكرامته بعدما رفعت دعوى خلع ضده، ورفضت العدول عن قرارها والعودة إليه، فخطط لجريمته بدقة، واشترى سكينًا مخصوصًا لها، واتصل بها مرات عديدة لكنها لم تجيبه، فتوجه إلى محل عملها في نهار وقفة عرفات وحاول التحدث معها لكنها طلبت منه المغادرة لأنه يعطها عن عملها، فهي تبيع ملابس حريمي، وجلوسه في المحل يحرج الزبائن.
غادر محمود على نية العودة مساءًا للتحدث، لكنه لم يصبر، وعاد إليها مرة أخرى، فوجدها تصلي العصر، فانتظرها حتى فرغت من الصلاة، وجلس معها يحدثها ويحاول استمالتها للعدول عن قرارها، خاصة وأن بينهم عشرة طويلة استمرت أربعة عشر عامًا، لكنها رفضت وأصرت على رفضها، وأكدت له أنها كرهت العيشة معه بسبب بخله الشديد واعتداءه عليها بالضرب طوال فترة زواجهما.
غضب محمود من زوجته، وأخرج السكين من بين طيات ملابسه، وأنقض على شادية يطعنها في مختلف أنحاء جسدها بغير تمييز وسط مقاومة شديدة من المجني عليها حتى توقفت عن المقاومة وسقطت قتيلة غارقة في دمائها، ووصل عدد الطعنات إلى سبعة وعشرين طعنة في الصدر والبطن، وعندما سمعت صديقتها في المحل المجاور لها صوت استغاثة ضعيف، توجهت إليها لكن محمود هددها بالسكين أنه سيقتلها إن اقتربت، فخافت وصرخت مستغيثة بالمارة قبل أن تسقط مغشيًا عليها.
نظر محمود إلى جثة زوجته الغارقة في الدماء، وربما شعر بالندم أو بالخوف الشديدة من عاقبة جريمته، فقرر التخلص من حياته، وبالفعل قطع شرايين يديه وسقط إلى جوار شادية مغشيًا عليه، وعندها تمكن الناس من دخول المحل أخيرًا أملا في إنقاذ جارتهم المسكينة، ولكن بلا فائدة، حيث نُقلت شادية إلى المشرحة بينما دخل زوجها وقاتلها غرفة العمليات، ليتم إنقاذه ليلاقي جزاءه بعد ذلك. الخنق بيد ملاك الرحمة
لا ترتبط جرائم قتل الأزواج بموسم بعينه دون غيره وإن كانت تزداد في مواسم الأعياد، إلا إن الممرضة أسماء لم تتمهل وخططت لجريمتها بدقة شديدة بعد أن قرر حسام إنهاء زواجهما، وأعلن رغبته تلك لأسرته التي أيدته في قراره، حيث عارض الجميع قرار الزواج منها من البداية؛ لأنها سبق وتزوجت مرتين ولديها أطفال من أزواجها السابقين، ومع ذلك أصر حسام على رغبته الزواج منها، وعاند أسرته ووقف أمامهم جميعًا.
وبالفعل تزوج حسام من أسماء، وسرعان ما ندم على فعلته، وبدأ يشك في زوجته إلا إنه لم يستطع إثبات أي شيء عليها، فتناسى الأمر، وقرر استكمال زواجهما، حتى احتالت عليه، واقنعته بشراء سيارة للعمل عليها بجانب شغله الأساسي، فوافقها، ووقع إيصالات أمانة دون الحصول على السيارة، فتعرض للنصب، وحُبس على ذمة قضية الإيصالات، حتى سددت أسرته عنه المبلغ، وحينها قرر تطليقها، وكبداية انتقل لبيت عائلته.
لم تتقبل أسماء الرفض، وسعت لانتقامها، فأرسلت له رسالة، فأسرع لملاقاتها في شقتهما، وفي اليوم التالي أتصلت بوالده وقال له "ألحقني.. أبنك حسام مات"، وادعت أنها وثقته بحبل كما اعتادا خلال العلاقة الزوجية، ثم خنقته بواسطة "إيشارب"، ولكن أسرته تنفي هذه الادعاءات، وكذلك نفت زوجته السابقة ممارسته لتلك الأفعال الشاذة أثناء العلاقة الزوجية، وأتهموها بقتله بمساعدة عشيقها نظرًا لأن حسام يمتلك قوة بدنية كبيرة. 22 طعنة بسبب الإكتئاب
وبعد قصة حب كبيرة وزواج استمر أحد عشر عامًا، وأسفر عن إنجاب أربعة أطفال، لم تجد الزوجة بدًا من قتل زوجها الذي استحالت عشرته، فعقب زواجهما تبدل حاله، وظهر بوجه أخر غير الذي اعتادت عليه منه، فلسانه الذي ردد كلمات الحب والغزل لم يعد يعرف إلا السباب والألفاظ النابية، ويده التي كانت تطوق إلى لمسها أصبحت تضربها يوميًا، وأحيانا كان يتكرر الضرب مرات عدة في اليوم الواحد.
فتبدل الحب كرها والمشاعر الرقيقة قسوة وبغضا، وتراكمت القسوة والكراهية على قلب الزوجة حتى أصبحت على ترى حبيبها القديم وإنما زوجها البغيض الذي حولها إلى خادمة تعاني من الاكتئاب بعدما وعدها أن تصير أميرة، وفي أحد الأيام تشاجر الزوجان كعادة كل يوم، وغادر الزوج إلى العمل بعد أن تلفظ ببعض السباب وسدد بعض اللكمات، وعقب عودته في الليل سألها عن الغداء.
تأخرت الزوجة قليلا في تحضير وجبة الغداء، فاستغل الزوج الأمر لتعكير صفو ليلتهما، وأعاد عليها وصلة السباب لكنها لم تهتم كثيرا للأمر، وآثرت السكوت، مما استفز الزوج أكثر فأعتدى عليها بالضرب، وفي تلك اللحظة سقطت من جيبه مطوة قرن غزال، استلتها الزوجة وغرزتها في صدره، وشعرت لأول مرة من سنوات بالراحة فأخذت تسحب المطوة بسرعة قبل أن تغرزها في مكان آخر بقوة، وهكذا مرة تلوى الأخرى دون أن تشعر بنفسها حتى طعنته أثنتا وعشرين طعنة، فسقط الزوج صريعا. الطعن بسبب بيت العيلة
وكذلك لا تختلف حكاية عفاف عن غيرها، فتبدأ بقصة حب كبيرة يتحاكى بها الناس، ويقف الحبيبين أمام الجميع، ويتزوجوا، وما أن يقفل عليهم باب واحد حتى تبدأ الخلافات وتظهر الأختلافات التي حظرت منها أسرتيهما بلا جدوى، فتغضب الزوجة، وتترك عش الزوجية إلى منزل والدها، الذي يتبدل موقفه تمامًا فبعد أن كان أكبر معارضي زواجها من سامح، أصبح الأن يشجعها على استمرار زواجهما، حرصًا على مصلحة صغيرها الذي لم يتم عامه الأول بعد. تقتنع عفاف برأي والدها، وتقرر الاستمرار لأجل طفلها فقط، وكذلك يفعل سامح، لكن سبب الاستمرار لم يكن كافي لحل الخلافات، فعلى الرغم من عودة الزوجة إلى بيتها مرة أخرى إلا إن المشاكل لم تنتهي إن لم تكن قد زادت، فالزوج البخيل ظل كما هو، لا يريد أن يصرف على نجله، ويتهمها بالإصراف والدلع وعدم تحمل المسئولية، وزاد الأمر فأصبح سليط اللسان كذلك، لا يمر موقف بينهما إلا ويكيل لها السباب واللعنات، ولا تكف والدته عن تذكيره إنها عارضت تلك الزيجة.
وتوفيرًا للنفقات، تقنع الأم أبنها ببيع عش الزوجية البعيد والإنتقال إلى بيت العيلة حتى يكون قريبا منها في أيامها الأخيرة، فترفض عفاف، وتعرض عليه أن تأتي والدته للعيش معهما، فيقول لها أن والدته لن تترك بيتها لتقضي أيامها الأخيرة ضيفة، فتستفز الكلمات عفاف، التي ترفض هي الأخرى بيع شقتها لتعيش ضيفة في بيت حماتها، وتشتعل الخناقة بين الزوجين، ليرتفع صوتهم دقائق قبل أن يخفت صوت عفاف ويختفي للأبد بعد أن طعنها حبيب عمرها بالسكين في قلبها.