سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأحد 15 سبتمبر 2024    أسعار الأسماك في سوق المنيب اليوم الأحد 15-9-2024.. البلطي ب35 جنيها    أسعار الحديد اليوم الأحد 15-9-2024 في الأسواق المصرية    «إعلام إسرائيلي» يكشف تفاصيل سقوط صاروخ في تل أبيب: ليست المرة الأولى    الدفاعات الجوية الروسية تسقط 29 طائرة مسيرة أوكرانية فوق أراضي 7 مقاطعات    مصرع شخصين وإصابة 25 آخرين جراء أمطار غزيرة اجتاحت مدينة سبها الليبية    مصرع 24 شخصا إثر انفجار شاحنة صهريج بهايتي    مصر تهنئ جواتيمالا بمناسبة عيد الاستقلال    وزيرة التضامن تعزي سيدة فقدت ابنتيها وحفيدتها في حادث تصادم قطاري مدينة الزقازيق    تحذير للمصطافين.. رياح شديدة تضرب 4 شواطئ اليوم    ل برج القوس والأسد والحمل.. ما يجب أن تعرفه عن مواليد الأبراج النارية    ارتفاع التضخم في السعودية إلى 1.6% خلال شهر أغسطس    سعر زجاجة الزيت، أسعار الزيت اليوم الأحد 15-9-2024 في الأسواق    كرة اليد، موعد مباراة مصر وتونس في نهائي البطولة الأفريقية للشباب    غدا، بدء الكشف الطبي على الطلاب الجدد بجامعة القاهرة    تعرف علي جهود التحالف الوطنى لدمج الأشخاص ذوى الإعاقة    21 سبتمبر انطلاق العام الدراسي الجديد لطلاب المدارس الحكومية والخاصة    هنا التجريبي.. محمد فاضل يوثق فيلم للدورة ال 31    الإفتاء: الاحتفال بالمولد النبوي أمر مقطوع بمشروعيته    4 شهداء فى قصف الاحتلال لمخيمى النصيرات وجباليا بقطاع غزة    مصر تحتفل بمولد الحبيب المصطفى "خير البرية"    اليوم.. الحكم على المتهمين في قضية أحداث وسط البلد    حبس نصاب التجمع الخامس    الديهي: إثيوبيا أصبحت دولة مزعجة وعلى خلاف مع 6 دول    نشرة ال«توك شو» من «المصري اليوم»:أول تعليق ل كامل الوزير على حادث تصادم قطاري الزقازيق.. عمرو أديب: 50% من المصريين لا يدفعون الضرائب    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأحد 15 سبتمبر    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا- دمياط».. الأحد 15 سبتمبر    حادث قطار الشرقية | خروج 20 مصابًا من مستشفى الزقازيق الجامعي    اللهم آمين | يا حبيب التائبين أغفر لنا ما مضي وأصلح لنا ما بقي    «المصري اليوم» تحصل على أول صور لوصول «الونش» لسحب عربات قطاري الزقازيق (حصري)    بعد الانتقادات الشديدة.. أحمد علي يدافع عن قميص الزمالك    محمود حمدان يفوز بأفضل مؤلف في مهرجان الفضائيات العربية 2024    عصام الحضري: مانويل جوزيه أفضل مدرب في تاريخ الأهلي    حمادة عبد اللطيف: قلقان على الزمالك من مباراة الأهلي    أشرف زكي يكشف موعد ومكان عزاء الفنانة ناهد رشدي    نشأت الديهي: التواجد المصري في الصومال وفقًا للقانون الدولي    "ربما يكون من أبلغه بموافقتي كذب عليه".. الحضري وبركات يرويان تفاصيل خلافهما بسبب سوريا    مبابي يتحدث عن اللعب مع فينيسيوس جونيور في ريال مدريد    عاجل - يظهر بلون مائل إلى الأحمر.. اعرف موعد ومراحل الخسوف القمري    بعد إعلان موعد الظاهرة الفلكية الأربعاء المقبل.. اعرف خطوات صلاة الخسوف 2024    إصابة 7 اشخاص في حادث تصادم سيارتين بطريق الصعيد الزراعي في المنيا    «السبكي» يحسم الجدل بشأن عرض فيلم الملحد.. ماذا قال؟ (فيديو)    إيمان العاصي تروج لمسلسلها الجديد «برغم القانون»    نهال عنبر تكشف تطورات حالتها الصحية بعد إصابتها بقطع في وتر الكتف (فيديو)    وزيرة التضامن تعزي والدة ضحايا قطار الزقازيق وترافقها لإنهاء إجراءات تصاريح الدفن (صور)    أمير سعودي يرد على اتهامه بمحاولة قتل فهد المولد.. وبيان من شرطة دبي    بروتكول عمالي بين مصر وليبيا لخدمة وتطوير العمل النقابي في مجال النقل    مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال وفلسطينيين في طولكرم    الذكرى العطرة لمولد خير البرية    «الزمالك» يكشف خبر صادم لجماهيره بشأن أزمة القيد مجددًا    بشرى سارة للعاملين بجامعة القاهرة.. صرف مكافأة 1500 جنيه استعدادا لبدء العام الجامعي    للمقبلين على الزواج.. استشاري تغذية يكشف أكثر أنواع الحلل أمانًا    مش لاقي دوايا.. خيري رمضان يرد على تصريح استهلاك الأدوية: ماحدش يعاير المصريين بمرضهم    شاهد توزيع الحمص على أطفال جنوب الأقصر احتفالا بالمولد النبوى الشريف.. صور    يعاشر خادمته.. أول تحرك من وزير الأوقاف ضد إمام واقعة كمبوند القاهرة الجديدة    سفير مصر بكينشاسا يُشارك في جلسة «للخلوة» تعقدها مجموعة أصدقاء نزع السلاح والتسريح    كنز غذائي.. تعرف على فوائد الفول السوداني الصحية    في فصل الخريف.. 8 أعراض للإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية الحاد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نقاد وأساتذة مسرح يناقشون "تعويم الهوية المسرحية" بأولى ندوات مهرجان المسرح التجريبي
نشر في مصراوي يوم 02 - 09 - 2024

انطلقت أولى جلسات المحور الفكري لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، في دورته الحادية والثلاثين (دورة د. علاء عبد العزيز) برئاسة الدكتور سامح مهران، تحت عنوان "المسرح وصراع المركزيات" وجاءت الجلسة الأولى تحت عنوان "تعويم الهوية المسرحية" والتي أقيمت بقاعة الندوات بالمجلس الأعلى للثقافة، وأدارها السفير علي مهدي من السودان.
وفي البداية قدم الناقد المسرحي المغربي الدكتور عبد الواحد بن ياسر، ورقة بحثية بعنوان "تعويم الهويات في المسرح المعاصر"، موضحا مفهوم الهوية في المسرح اليوم، قائلا: يستلزم الوقوف على تمحيص المفهوم نفسه ومساءلته، وهو غالبا ما يحيل إلى مفهوم الثقافة ويرتبط به، ومن تم تأتي مقولة "الهوية الثقافية" التي تعود في أصلها إلى الأنثروبولوجيا ولعلم النفس الاجتماعي في خمسينيات القرن الماضي.
وأضاف "بن ياسر": أما حداثة خاصية التداخل أو التمازج الثقافي في المسرح المعاصر، فتعود لكون مفهوم الإخراج المسرحي نفسه حديث العهد، ولم يلجأ إلى هذا التداخل بشكل واع يستند إلى أسس جمالية واضحة إلا مع التجارب الطليعية لكل من (ماير جولد) و(بريشت) و(أرطو)، وبشكل أكثر عمقًا وجذرية مع المجموعات الفنية المختلطة والتي تتداخل فيها ثقافات وجنسيات مختلفة، كما تدل على ذلك تجارب (باربا) و(بروك) و(منوشكين)، ويمكن اعتبار منطقة الإخراج المسرحي أهم وأنجح ورش أو مختبر تتم فيه مساءلة كل التمثلات الثقافية والهوياتية، وتعرض للمشاهدة والاستماع ليتم تمثلها من قبل الركح والقاعة في الآن نفسه.
وأوضح د. عبد الواحد بن ياسر، أنه من النماذج المسرحية التي أفرزت إشكالية المسرح والهوية تأتي مسرحية (ريتشارد الثاني لشكسبير ومن إخراج أريان منوشكين)، وفيه لجأ منوشكين إلى أحد الأشكال المسرحية الشرقية العتيقة وهو المسرح الياباني القديم، وإن أول ما يبهرنا في المسرحية هو الفضاء المسرحي الجديد الذي لم تتعود عليه العين الغربية، ومجموع مكونات السينوغرافيا وعناصرها البسيطة، والفضاء الرمزي المفعم بالأصوات الموسيقية الصاخبة والهادئة المنبعثة من آلات شبه خرافية مستوردة من مناطق الشرق الأقصى، فضلا عن أسلوب الأداء المعتمد على فن الكابوكي بتقاليده التشخيصية الصارمة المقطرة.
من جانبه قدم السفير علي شيبو من العراق، ورقة بحثية بعنوان "المرجعيات المركزية الاجتماعية ومفهوم التجريب في المسرح" وفيه تحدث عن المرجعيات الغربية وتأثيرها على المجتمع العربي، وتأثير هذه المرجع سواء كانت المجتمعات الغربية أو المجتمعات العربية على منظومة الفن المسرحي ككل بمعنى آخر تأثيرها على جماليات المسرح على سلوك المسرح وعلى شكل المسرح.
كذلك تحدث السفير علي شيبو على جانب آخر وهو أن المسرح أساسا ليس أصيل في الثقافة العربية ككل إنما هو ثقافة وفن وافد على الثقافة العربية، ويصبح هنا البحث عن هوية بالنسبة لي في الوقت الحاضر أمر قد يبدو عبثي إنما يمكن أن يصبح مهم للغاية هو الاهتمام بالفن، يوثق شيء داخل الثقافة العربية بمعنى آخر هو السلوك باتجاه أن تضع المسرح كجزء أو مشروع من ضمن مشاريع الثقافة العربية الذي هو حاليا بعيد عن مسار الثقافة العربية ككل.
كما قدم الدكتور مشهور مصطفى أستاذ في قسم المسرح والسينما والتلفزيون بكلية الفنون الجميلة بالجامعة اللبنانية، ورقة بحثية بعنوان "الهويات المسرحية بين العولمة وصراع المركزيات الثقافية" موضحا أن المسرح كمكون ثقافي أساسي من بين مكونات ثقافية أخرى تنتمي إلى نسق ثقافي معين، يجد مكانته وتأثيره سواء لجهة تثبيت المركزية الثقافية التي ينتمي إليها أم لا، أم لجهة الرفض والتصدي لهيمنة أي مركزية ثقافية أخرى بحكم طبيعته الفنية المتجددة والتغييرية والتجاوزية.
وأشار "مشهور": المسرح في مساره القديم والتقليدي منذ نشأته قد شكّل جزءاً لا يتجزأ من نسق ثقافي غربي ومركزية ثقافية غربية في طريق التبلور سابقاً، أي المكوّن الثقافي داخل مركزية ثقافية لجهة من الجهات، إلا أنه بحكم طبيعته هو ميال إلى تجاوز تلك الإشكالية القديمة والقفز إلى الأمام متجاوزاً هذه الوضعية نشداناً للحرية والتجديد والتغيير.
وشدد الدكتور مشهور مصطفى، أنه مع انتشاره كفن نسأل هل حتمية التجاذب والصراع بين مركزيتين ثقافيتين جعلت من المسرح في الشرق ولدى العرب تابعاً لهذه المركزية الجديدة ومأخوذاً في حركتها العامة دفاعاً عن الخصوصية الثقافية والهوية والوجود؟ نحن أمام إشكالية مفادها أن المسرح المعاصر الذي يعمل على تعويم الهويات المسرحية يناقض بشكل غير مباشر طبيعته العالمية.
وقدم د. مصطفى رمضاني أستاذ المسرح بجامعة محمد الأول بمدينة وجدة بالمغرب، ورقة بحثية بعنوان "المسرح وصراع المركزيات" مشيرا إلى أنه قد تختلف زوايا نظرنا إلى المسرح، ومن ذلك الاختلاف تتنوع مفاهيمنا ومواقفنا منه، على الرغم من أنه في جوهره مسرح واحد، وتبعا لذلك من الطبيعي أن تتعدد أساليب صناعة الفرجة المسرحية، ولا ننتظر أن يبدع الناس جميعا شرقاً وغرباً وفق شعرية واحدة، باعتبار أنه لا توجد مركزية واحدة مؤثرة وفاعلة، وأخرى تابعة ومتأثرة، وليست هناك هوية ثقافية خالصة وأخرى هامشية، فلا توجد هوية خالصة، بل هناك هجرة دائمة للهويات وتداخل فيما بينها، إلى درجة يصعب معها التعرف إلى ما هو أصيل فيها وما هو دخيل.
وتابع "رمضاني": من هنا نفضل الحديث عن تلاقح المركزيات بدل صراع المركزيات، ذلك بأن مبدأ الصراع قد يوحي بما يفيد معنى القضاء على الآخر، في حين أن الأمر يتعلق بحتمية تفاعل تقتضي الأخذ والعطاء حتى وإن توهمت إحدى المركزيات أنها الأقوى، أو هي المركز والآخر مجرد هامش، فهناك ما نسميه بالإرث المشترك الذي يفرضه تنوع المركزيات المعرفية وضرورة تفاعلها، استجابة لمنطق العولمة، وما يقتضيه من تهميش للأصول يصعب معه أمر التمييز بين ما هو دخيل وما هو أصيل، وما هو ثابت وما هو متحرك فيها.
واستطرد أستاذ المسرح بجامعة محمد الأول: لقد تعمق الوعي بذلك التلاقح بعد تطور وسائل التجريب المسرحي ووسائل التلقي معا، إذ صار المتلقي لا يقنع بالجاهز ولا بالمألوف مما هو متداول في الشعريات التقليدية، وهذا ما فتح المجال أمام المبدعين المسرحيين وصناع الفرجة كي يطوروا أساليب إبداعاتهم بانفتاحهم على شعريات الحضارات الأخرى كما تؤكد ذلك التجارب المسرحية شرقا وغربا، تلك هي الصيرورة التاريخية، بل وذلك هو منطق دورة الحياة، فلا شيء ثابت غير الموت، فطالما هناك حياة، فهناك أمل في التغير والتجدد والتطور. وقد أدرك صناع الفرجة هذه القاعدة، فانخرطوا في المثاقفة التي هي نتاج فعل التجريب الذي لا ينتهي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.