من المقرر أن يلتقي في وقت لاحق اليوم الخميس، الرئيس الأمريكي جو بايدن، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في إطار زيارته اللافتة للولايات المتحدةالأمريكية كونها الأولى له منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في ال7 من أكتوبر الماضي، والتي كان بارزًا فيها حضور التنديد بالمجازر الإسرائيلية على قطاع غزة حتى وصلت أمام أعين نتنياهو نفسه. رشيدة طليب خلال خطاب رئيس وزراء الدولة العبرية، أمس الأربعاء، أمام الكونجرس الأمريكي في إطار خطوة ضمن خطوات عديدة قام بها نتنياهو خلال رحلته إلى الحليف والداعم الأكبر لإسرائيل، لم يكن الترحيب على أشده رغم ذلك، فلم يخفي عددًا من النواب الأمريكيين استيائهم من تواجد نتنياهو داخل مبنى الكابيتول، وكان على رأس هؤلاء النائبة الديمقراطية رشيد طليب، التي وصفت حضور نتنياهو ب "المقزز". النائبة الأميركية من أصل فلسطيني رشيدةطليب ترفع لافتة "مجرم حرب" في وجه نتنياهو خلال إلقاء خطابه بالكونغرس الأميركي pic.twitter.com/7fgVgNsrok — الرحيق المختوم (@SalSali272248) July 25, 2024 لم تتغيب النائبة ذات الأصول الفلسطينية عن الحضور مثلما فعل آخرون، بل على العكس فضلت شهود خطاب نتنياهو، وارتداء الكوفية الفلسطينية ودبوس بألوان العلم الفلسطيني ورفعت لافتة باللونين الأبيض والأسود خلال كلمة بنيامين نتنياهو، أمام النواب كُتب على أحد جانبيها: "مجرم حرب"، والجانب الآخر: "مذنب بارتكاب جرائم إبادة جماعية". وعلقت طليب على حضور نتنياهو بالكونجرس لإلقاء كلمته عن الحرب على غزة المستمرة منذ 10 أشهر، قائلة إنها لن تتراجع أبدًا عن قول الحقيقة للسلطة. واتهمت النائبة الفلسطينية الوحيدة في الكونجرس، "حكومة الفصل العنصري في إسرائيل" حسب تعبيرها بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، مؤكدة خلال تغريدة لها عبر حسابها على منصة "إكس" على تضامنها مع جميع المتظاهرين خارج مبنى الكابيتول ضد نتنياهو من خلال ممارسة حقهم في الاختلاف، بالقول "إن الفلسطينيين لن يتم محوهم". تظاهرات أمام الكونجرس "نتنياهو.. الانتفاضة تبدأ للتو" كانت هذه بعضًا من الهتافات التي رددها المتظاهرون قبل وخلال وبعد خطاب نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي، في إطار الاعتراض على استقبال الإدارة الأمريكية لرئيس الوزراء الإسرائيلي الملقب ب "بيبي" في إسرائيل وهو الاسم الذي نادوه به خلال الاحتجاجات المناهضة لزيارته. خلال مسيرتهم تجاه مبنى الكابيتول ردد آلاف المتظاهرون الأمريكيون شعارات تطالب باعتقال نتنياهو بصفته "مجرم حرب" ورفعوا لافتات تطالب بإيقاف الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل والذي لعب دورًا أساسيًا في حرب غزة، وكان من بين هؤلاء المشاركين جماعة "ناطوري كارتا" اليهودية الأرثوذكسية والمناهضة للصهيونية، بحسب وكالة أنباء "أسوشيتد برس". كما رفع المتظاهرون شعار "فلسطين حرة" خلال مسيرتهم قبل إلقاء نتنياهو لكلمته، لكن قوات الشرطة الأمريكية، أوقفت المتظاهرين وتعاملت معهم باستخدام رذاذ الفلفل واعتقال بعضًا منهم، قائلة إن المحتجين استخدموا العنف ورفضوا الاستماع إلى التعليمات. وخارج محطة "واشنطن يونيون"، أزال المتظاهرون الأعلام الأميركية ورفعوا أعلاما فلسطينية في مكانها وسط هتافات حاشدة من الحشد تردد "لم ننته بعد يا نتنياهو.. لن تستطيع الاختباء يا مرتكب جرائم الإبادة الجماعية"، بل وصل الأمر حد محاولة البعض منهم قطع الطريق على نتنياهو أثناء طريقه إلى الكابيتول إلا أن تلك المحاولات وجدت تعامل قوات الشرطة أمامها. النواب غائبون مع دخول نتنياهو إلى قاعة الكابيتول حيث يلقي خطابه، كان التفاعل فاترًا بعض الشيء مع عدم إبداء نفس الترحيب الذي لاقاه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت سابق، فعند دخوله إلى القاعة لم يقف جميع النواب للترحيب وظل بعضهم جالسين وكان بينهم رشيدة طليب والنائبة عن ولاية أوهايو مارسي كابتور وسلفيت جارسيا عن ولاية تكساس، حيث ظلوا جالسين وقت دخول نتنياهو، بحسب "سي إن إن" الأمريكية. ورفض زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، السيناتور تشاك شومر، وآخرون مثل السيناتور، تامي بالدوين، التصفيق لنتنياهو رغم الوقوف عند دخوله، كما لم يصافح تشومر الذي رفض تحدث نتنياهو أمام الديمقراطيين في مجلس الشيوخ سابقًا مصافحة المسؤول العبري أو الترحيب به. وفي حين عبر هؤلاء عن رفضهم لحضور نتنياهو من خلال بعض الأساليب، إلا أن البعض اتخذ أسلوب الغياب الصريح كأبرز تعبير للتأكيد على رفضهم لحضور نتنياهو، منهم السيناتور كريس فان هولين، الذي غاب عن الخطاب، بالقول إن سبب زيارة نتنياهو للولايات المتحدة هو سعيه لتعزيز دعمه في إسرائيل، وهو الأمر الذي لن يكون شريكًا فيه، قائلًا "نتنياهو ليس الحارس العظيم للعلاقة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل". وجاء الرفض في صفوف الجمهوريين أيضًا من خلال غياب النائب توماس ماسي، الذي برر غيابه عبر حسابه على منصة "إكس" بالقول إنه لن يحضر الخطاب حيث يسعى نتنياهو لتعزيز مكانته السياسية في إسرائيل وتخفيف حدة المعارضة الدولية لحربه على غزة.
