واصل سعر الدولار في السوق السوداء لتجارة العملة (السوق غير الرسمية) ارتفاعه خلال تعاملات الخميس ليسجل بذلك مستوى جديد، تزامنا مع عقد البنك المركزي اليوم اجتماعه لحسم مصير سعر الفائدة، وفق ما قاله أحد المراقبين ل"مصراوي". وزاد سعر الدولار، وفق ما قاله المصدر، صباح تعاملات اليوم في السوق السوداء بقيمة 50 قرشا ليرتفع من 51.5 جنيه أمس إلى 52 جنيها ليعود مجددا إلى مستوياته القصوى قبل تراجعه بنهاية نوفمبر الماضي إلى 46 و47 جنيها. ويتزامن هذا الارتفاع في سعر الدولار بالسوق السوداء مع عقد البنك المركزي ثامن وآخر اجتماع للجنة السياسة النقدية في 2023 اليوم الخميس وسط توقعات من البعض برفع سعر الفائدة وخفض قيمة الجنيه مقابل الدولار. وتعود التوقعات باحتمالات خفض الجنيه مقابل الدولار إلى قرب صندوق النقد الدولي إجراء مراجعاته على برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري الذي يدعمه بقيمة 3 مليارات دولار وزيادة قيمة القرض، الذي يعد مطلبا أساسيا لاستمرار التعاون بين الطرفين التزام مصر بسعر صرف حر . وتواجه البنوك ضغوطا شديدة من نقص النقد الأجنبي بعد خروج استثمارات غير مباشرة بقيمة 22 مليار دولار في النصف الأول من العام الماضي، بسبب التبعات السلبية للحرب الروسية الأوكرانية. وتصل الفجوة بين سعر الدولار في السوق الرسمي في البنوك والصرافات وغير الرسمي (السوق السوداء) إلى نحو 21 جنيها، حيث سجل صباح تعاملات اليوم بالقطاع المصرفي قرب 31 جنيها. وتوقعت بعض مؤسسات التمويل الدولية- منها مورجان ستانلي وHSBC -ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه بين 39 جنيها إلى 45 جنيها خلال الربع الأول من العام القادم، مع احتمالات وجود تدفقات نقد أجنبي من صندوق النقد الدولي وبعض شركاء التنمية العالمية والإقليمية. وعاد البنك المركزي لمرونة سعر الصرف مجددا، خلال الفترة من مارس 2022 إلى مارس الماضي، بهدف القضاء على الدولرة وذلك ضمن برنامج الإصلاح الاقتصادي المدعوم من صندوق النقد الدولي بقيمة 3 مليارات دولار، وذلك بعد الحياد عن هذه المرونة خلال عامي كورونا 2020 و2021. ومع الهبوط الحاد للجنيه خلال الفترة المذكورة، ارتفع سعر الدولار في مقابله بشكل رسمي بالبنوك بنسبة 96% خلال آخر 21 شهرا مقارنة بما كان عليه في 20 مارس 2022 عند مستوى 15.76 جنيه.
