«إلى بطلي.. كن سعيدا ولتحظ بأوقات جميلة» بهذه الرسالة الممهورة بخط اليد، ورسمة للفراشات والخضرة والطيور، نشر الطبيب علاء عبد السلام، استشاري الجراحة العامة والتجميل بمستشفى فاقوس العام، منشورا على صفحته بموقع فيسبوك، للرسالة التي وجدها في حقيبته، ولم يعلم من كتبها من أفراد أسرته، لكنه يعلم محبتهم جميعا على حد وصفه. لم تمض أكثر من 48 ساعة، على تلك الرسالة، حتى فوجئ الطبيب بمستشفى فاقوس العام، بأسرته وقد جاءت إلى المستشفى، بعد حادث، توفيت فيها ابنته روان ذات ال18 عاما، وبعض أقاربها من جهة الأم، وأصيبت زوجته وبعض أقاربها، و4 من أولاده لم يتخط عمر أكبرهم ال20 عاما، فيما كان عمر الأصغر 10 سنوات. في واقعة مؤلمة دفعت البعض للتعبير عنها بأن «فاقوس تتحول إلى عزاء كبير». وفي حادث قطار فاقوس، اصطدم قطار بسيارة ميكروباص عند مزلقان أكياد، خلف 11 مصابا و3 وفيات، وحين نشرت إدارة الرعاية الحرجة والعاجلة بمديرية الشؤون الصحية بمحافظة الشرقية، أسماء المصابين والوفيات، في حادث قطار الشرقية، سارع كثيرون إلى تقديم العزاء للدكتور علاء عبد السلام، بعد معرفة أن الميكروباص كان يقل 14 من أقاربه. تحولت صفحة الطبيب على موقع فيسبوك لما يشبه دفتر عزاء مفتوح. مصابه أليم، وعمله بالمستشفى التي انتقل إليه أقاربه بعد الحادث ضاعف الألم. على الطبيب أن ينظر في كسور الحوض ونزيف المخ والبطن، وكدمات الصدر، وشرخ الجمجمة، لكنه ربما لا يقوى على فعل أي شيء في مثل لحظات كهذه. يقول أحمد فرج، وهو بن أخت الطبيب علاء عبد السلام، إن العائلة كانت في مصيف بالإسماعيلية وعائدة إلى الشرقية، حين وقع الحادث. لا يعرف الشاب الذي توفي بعض أقاربه كيف ستمر تلك اللحظات على الأسرة كلها، فالموت في كل منزل بها. سيد علي، أحد المواطنين الذين تابعوا ما حدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قال إن ذلك الموقف في حياة الدكتور علاء عبد السلام لن يمحى من ذاكرته أبدا، ويعتبر الحادث من أصعب ما يكون، لا سيما والرجل فقد ابنته وأصيب أولاده وزوجته: «أسأل الله أن يلهمه الصبر، هذا موقف من أصعب ما يكون، لا أستطيع حتى تخيل الوجع والألم في قلبه لما حدث». وقدمت نقابة الأطباء بمحافظة الشرقية، العزاء والمواساة لأسر المتوفين في حادث قطار الصالحية، ووجهت العزاء للدكتور علاء عبد السلام، متمنية شفاء عاجلا للمصابين. وكانت وزيرة التضامن الاجتماعي، نيفين القباج، قد وجهت بتقديم الدعم اللازم لأهالي الضحايا والمصابين، وصرف مبلغ 50 ألف جنيه حال وفاة رب الأسرة، و25 ألف جنيه حال وفاة أحد أفرادها، وصرف مساعدات الإصابة، بحسب المدة التي قضاها المصاب بالمستشفى.
