فى أحد الأحياء الشعبية بالفيوم خلال العقد الرابع من القرن الماضي أقامت السيدة "غنية محمد" واحدًا من أقدم المحال التي تقدم "فواكه اللحوم"، وهى عبارة لحوم الرأس، والكبدة، والسجق، والعكاوى، إلى جانب طبق الشوربة، ليظل المكان قائمًا حتى اليوم ويستقبل رواده بمن فيهم نواب برلمان ومسؤولين تنفيذيين. أحمد شعبان، الحفيد الأكبر للسيدة غنية مؤسسة المسمط، يقول: "تعلمت المهنة من والدي، والذي استمر فى تطوير المحل بعد وفاة والدته، التي بدأت بعربة لبيع فواكه اللحوم منذ أربعينات القرن الماضي في ميدان الحواتم الموجود بالاسم ذاته حتى الآن، حيث كان هذا الميدان هو مركز التجارة والبيع بمحافظة الفيوم، خاصة أن كان يضم الموقف الرئيسي لكافة خطوط السيارات بمحافظة الفيوم". يضيف أحمد شعبان: "والدي استمر فى مهنة والدته، وعلمها لنا، حيث كنا نقف معه إلى جانب أبناء عماتي وذلك كي لا ينحرفوا إلى طرق آخرى حتى شربوا الصنعة". يشير حفيد السيدة "غنية" إلى أن: "طلب فواكه اللحوم بدأ سعره من قرشين ثم 5 قروش، ثم 10 قروش، حتى وصل حاليًا إلى 50 جنيهًا للطبق المتوسط وذلك بسبب ارتفاع أسعار فواكه اللحوم، وهى تتماشى حاليا مع الأسعار الحالية". وتابع: "الزبائن عادة من طبقات مختلفة منهم نواب البرلمان ومسؤولين ومقاولين"، مضيفًا: "لا نمنع أحدًا من تناول فاكهة اللحوم، حتى وإن لم يكن معه ثمن الطلب أو الرغيف، فالرزق من عند الله وربنا بيكرم". وأوضح: "يبدأ العمل قبل صلاة الفجر، حتى صلاة العصر، وبعدها أذهب لمنزلي للحصول على قسط من الراحة، ثم استعد ليوم عمل جديدة، حيث يساعدني أبنائي محمد الأكبر وهو طالب بكلية الهندسة، وزايد، بكلية الآداب، وآدم بالصف الثالث الإعدادى، وسيف بالصف الأول الإعدادي، وجميعهم يأتون للمحل لمساعدتى فى تجهيز فواكه اللحوم وإعدادها للزبائن".
