فكَّرَ في كيفية الاستفادة من المقومات الطبيعية في البيئة التي يعيش فيها، خاصة الطقس الحار صيفًا الدافئ شتاءً وعدم تأثر ذلك الطقس بنسبة الرطوبة المتواجدة بالجو، فبدأ "محمد" مشروعه تجفيف الحاصلات الزراعية مستمدًا فكرته من مصنع التجفيف القابع بالقرب من كورنيش النيل الغربي بمدينة سوهاج، والذي توقف وأصبح مسكنًا للبوم والطيور المهاجرة منذ عشرات السنين، وبدأ بتجفيف الليمون. جهز سطح مسكنه بقرية نزة البحرية بجهينة شمالي محافظة سوهاج ليكون بيئة لمشروعه "تجفيف الحاصلات الزراعية وتحويلها لعطارة" بتجفيف الليمون، وبمجرد صعودك لموقع المشروع بسطح الطابق الثالث تشاهد محمد ظريف 37 عامًا لا يرفع قوامه إما من أعلى المنشر المخصص كمرحلة أولى من مراحل تجفيف الحاصلات الزراعية لفرز الليمون المعطوب الذي لا يصلح لاستكمال دورة التجفيف، وإما تجده يتابع عمليات التجفيف بإدخال درج وإخراج آخر في ماكينة التجفيف التي تعمل بالطاقة الشمسية. "اللي عايز يأگل عيش ويبحث عن الرزق فيه فرص كتير وكلها مربحة بس الشاب يبدأ حياته العملية ويتوكل على الله"، بهذه الكلمات بدأ "ظريف" حديثه ل"مصراوي"، الذي انتقل إلى موقع المشروع، مضيفًا أنه شاهد تجفيف الحاصلات الزراعية في العديد من محافظات الجمهورية، والتي كان آخرها معرض التمور بمحافظة الوادي الجديد، خلال الفترة القليلة الماضية. وأشار صاحب ال37 عامًا إلى أن من ضمن خططه في ذلك المشروع هو التوسع في تجفيف العديد من الحاصلات الزراعية والتي منها على سبيل المثال البصل والطماطم والثوم المحاصيل التي يشتهر مركز جهينة بزراعتها، خاصة الظهير الصحراوي الذي يحدد المركز بطول الجهة الغربية، كما يطمح في تجفيف البرتقال والفراولة. وعن تسويق العطارة الناتجة من مشروع تجفيف الحاصلات الزراعية قال "ظريف" إنه يسوق منتجاته لدى بعض العطارين التي لا يترددون لحظة عن شرائها منه؛ خلوها من أي إضافات وكونها طبيعية 100%، فضلًا عن فوائدها المذهلة ومذاقها المميز على السفرة المصرية. وأكد صاحب أول مشروع تجفيف الحاصلات الزراعية على مستوى الصعيد أنه يبحث عن مستثمر لشراكته على مصنع على مساحة فدانين، مضيفًا أن إيطاليا أكثر الدول التي تشتهر فيها الحاصلات الزراعية المجففة، والتي يطمح تصدير منتجاته إليها.
