كشف الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفيزياء الفلكية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ورئيس قسم الفلك الأسبق، عن تفاصيل ظاهرة فلكية تشهدها سماء مصر والوطن العربي، غدًا الأربعاء. وقال تادرس لمصراوي، إن الظاهرة تتمثل في تقابل كوكب المشترى مع الشمس، حيث يكون الكوكب العملاق في أفضل وضع له بالنسبة للأرض، ويضيء وجهه بالكامل بواسطة الشمس، ويكون أكثر إشراقًا من أي وقت آخر في العام. وأضاف رئيس قسم الفلك الأسبق، أن كوكب المشترى سيظل مرئيًا طوال الليل في ذلك اليوم، وسيكون القمر الأحدب المتزايد موجودًا في السماء بالتزامن مع هذا الحدث، وهو أفضل وقت لمشاهدة وتصوير كوكب المشترى وأقماره الأربعة الشهيرة. من جانبها، قالت الجمعية الفلكية بجدة، إن كوكب المشترى، سيكون في قمة لمعانه مقارنة بأي وقت آخر هذه السنة، لافتة إلى أن كوكب الأرض سيكون بين الشمس والمشترى وتمثل ليلة التقابل منتصف أفضل وقت في السنة لرؤية هذا الكوكب إضافة إلى الليالي 21 و22 أغسطس 2021، عندما يكون بالقرب من القمر. وأضافت الجمعية عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك" أن كوكب المشترى سيشرق عند غروب الشمس، حيث يرصد كنقطة بيضاء ساطعة للعين المجردة بالأفق الجنوبي الشرقي بداية الليل، وعند منتصف الليل يرصد باتجاه الأفق الجنوبي، وفي الفجر سيشاهد منخفضًا باتجاه الأفق الجنوبي الغربي، وهذه الحركة الظاهرية للكوكب في السماء نتيجة لدوران الأرض حول محورها من الغرب إلى الشرق وسيغيب الكوكب عند شروق الشمس. وأشارت إلى أن كوكب المشترى سيكون في هذا التقابل على مسافة 600,4 مليون كيلومتر، أو 33.3 دقيقة ضوئية من الأرض، وسيتألق عند أقصى لمعان له (-2.88)، ونظرًا لأن كوكب المشترى يقترب من الحضيض في يناير 2023، فسوف يكون قرصه بعرض رائع 49 ثانية قوسية في تقابل هذا العام. وتابعت: عند رصد المشترى عبر التلسكوبات سيلاحظ أن غلافه الجوي ينقسم إلى عدة معالم واضحة تشمل أحزمة ملونة منتظمة بالتوازي مع خط استواء الكوكب، وهذه الأحزمة تكونت من خلال الاختلافات في عتمة الغيوم نتيجة امتلاكها كميات متفاوتة من الأمونيا المتجمد فالأحزمة البراقة فيها تركيز أعلى من الأحزمة الداكنة، ولذلك التركيز يحافظ على تلك الأحزمة منفصلة من خلال الرياح السريعة التي تصل سرعتها إلى ما يزيد على 650 كيلومترًا بالساعة. ويعتبر أكثر الأشكال المميزة التي ترصد على المشترى هي العاصفة الضخمة، التي تسمى البقعة الحمراء العظيمة، وهي كبيرة كفاية لتسقط بداخلها كوكب بحجم كوكبنا، وهي تعصف على المشترى منذ 150 سنة على الأقل. جدير بالذكر، أنه خلال الأسابيع بعد التقابل سيصل المشترى إلى أعلى نقطة في السماء مبكرًا بأربع دقائق كل ليلة، وسيبقى الكوكب مرئيًا في سماء المساء لبضعة أشهر قادمة. ويشهد شهر أغسطس الحالي، 6 ظواهر فلكية، بدأ أولها يوم 2 أغسطس، ب"زحل في المقابلة مع الشمس"، على أن تختتم هذه الظواهر يوم 22 أغسطس، باكتمال القمر (بدر أغسطس)، حيث يبدو القمر بدرًا للرائي وللعين المجردة في الفترة من 20 حتى 23 أغسطس، حيث لا تستطيع العين المجردة تمييز استدارة قرص القمر بالكامل بدون أجهزة.
