في يونيو من العام 2012 اغتر محمد عليوة -35 عامًا- بقدرته على السباحة، وهو من أبناء محافظة بورسعيد. قرر كعادته القفز من أعلى الكوبري العائم إلى البحر. لم يكن يعلم حينها إن قفزته تلك هي الأخيرة، وأن إقدامه على هذه المغامرة سيكلفه أن يظل سنوات عمره المقبلة طريح الفراش. فقد أصيب بشلل رباعي إثر تضرر حبله الشوكي جراء اصطدام رأسه. "كان يوم جمعة، ومازلت أتذكره بكافة تفاصيله. كنت مع خطيبتي على الشاطئ، وكعادتي قفزت من أعلى الكوبري العائم إلى البحر إلا أن هذه المرة كانت مختلفة"؛ يقول "محمد" الذي ظن حينها أنه لن يخرج من المياه حيث سقط قبل أن يتمكن أحدهم من إنقاذه. لكنه علم بعد إفاقته في المستشفى حجم إصابته؛ تضرر الحبل الشوكي بكسر في الفقرتين السادسة والسابعة وأصيب بالشلل. إلى هنا كان من المفترض لهذه القصة إسدال ستار نهايتها بمأساة صاحبها. إلا أن هذه النهاية لم تكن لترضي هذا الشاب أبدًا فاختار أن يكمل بصفحة جديدة حول بها حكايته من متحد للإعاقة إلى "يوتيوبر" قهر عجزه بلسانه فعلاً وقولاً. على سريره بمسكنه في حي الزهور بمحافظته بورسعيد بدأ "محمد" رحلته في عالم "يوتيوب" ب 110 آلاف و775 مشاهدة لقناة حملت اسمه وعبارة "كرسي الأمل.. ارضى بحالك يحلالك". لم يكتف "محمد" بقناته دعوة للأمل، بل قرر أن يترجم دعواه بأفعال، فأثر أن يعتمد على نفسه في إنتاج محتواه المرئي مطورًا قدرته على استخدام هاتفه النقال باستعمال لسانه. يقول في حديث لمصراوي: "أنا أرفض الاستسلام لإعاقتي، قررت أن تكون لي حياة جديدة وقد دعمتني أسرتي ولا أزال أحيا بهذا الدعم". بدأ "محمد" في تدريب نفسه على استخدام الأدوات المختلفة بلساني، بدايةً من "ريموت الكنترول" الخاص بالتلفزيون حتى الموبايل، الذي فتح له عالمًا جديدًا من المتابعين والأصدقاء على "فيسبوك" و"إنستجرام" و"يوتيوب". "ربنا خلقنا لينا دور في الحياة، صحيح أني طريح الفراش لكن لا يجب أن يمنعني هذا من أن تصبح حكايتي دافعًا لغيري على النجاح.. الشلل مقدرش يهزمني"؛ يقول "محمد" الذي يتكبد مجهودًا كبيرًا لإنتاج فيديوهاته التي يبثها عبر قناته، لكنه يرى في الأمر تحديًا ورسالة مهمة. "الفيديو اللي مدته 5 دقائق مثلاً بيستغرق 24 ساعة لإعداده وإخراجه وتصويره، بينها 6 ساعات مونتاج". "لم ولن أستسلم فما زال لدي الأمل في التوصل لعلاج لحالتي حتى آخر لحظة في حياتي.. طالما أمي وأخي إسلام محور حياته وإلى جواري"؛ يختتم "محمد" حديثه. تُعرف منظمة الصحة العالمية "إصابة الحبل النخاعي" بأنه مصطلح يشير إلى الضرر الذي يلحق بالحبل النخاعي نتيجة لتعرضه للإصابة (مثل حادث سيارة) أو مرض أو تنكس (كالسرطان مثلاً). ووفق المنظمة، فإنه لا يوجد تقدير موثوق لانتشار إصابات الحبل النخاعي عالميًا. لكن معدل الوقوع العالمي السنوي يُقدر ب 40 إلى 80 حالة لكل مليون نسمة. وما يصل إلى 90% من هذه الحالات ينجم عن أسباب الرضوح. على الرغم من أن نسبة إصابات الحبل النخاعي غير الرضحية تبدو في ازدياد. وتعتمد أعراض إصابة الحبل النخاعي على شدة الإصابة وموضعها على الحبل النخاعي. ويمكن أن تشمل الأعراض فقدانًا جزئيًا أو كليًا للوظيفة الحسية أو للتحكم الحركي في الذراعين و/أو الساقين و/أو الجسد. وإصابة الحبل النخاعي الأشد تؤثر على الأجهزة التي تنظم التحكم بالأمعاء أو بالمثانة، وتنظم التنفس وسرعة القلب وضغط الدم. ومعظم الأشخاص الذين لديهم إصابة في الحبل النخاعي يعانون من ألم مزمن. قناة محمد عليوة https://www.youtube.com/channel/UCl-UGLfDlIktu7aAFKwVjEQ/about
