يحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي) في المناوشات التي جرت على طريق سريع بولاية تكساس، بين شاحنات تقِل أنصار الرئيس دونالد ترامب، وحافلة تابعة لحملة منافسه الديمقراطي جو بايدن. ووفق صحيفة "تكساس تريبيون" الأمريكية، حوصِرت حافلة حملة بايدن يوم الجمعة على الطريق السريع 31 بمقاطعة هايز، بعشرات الشاحنات التي كانت تحمل لافتات وأعلام ترامب، وحاولت إخراجها من الطريق، كما أظهرت عدة مقاطع فيديو متداولة على مِنصات التواصل الاجتماعي. ونقلت الصحيفة عن شهود عيان وجود أنصار ترامب داخل الشاحنات التي حاصرت حافلة حملة بايدن، بينما كانت متوجهة من سان أنطونيو إلى أوستن، لحث أنصار بايدن على الإدلاء بأصواتهم في اليوم الأخير في الولاية للتصويت المبكر، قبل أن تعترضها شاحنات مؤيدي ترامب وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، حاولت الشاحنات إبطاء حافلة بايدن وإيقافها في منتصف الطريق السريع، ما دفع ركاب الحافلة للاتصال بالنجدة، حيث تدخلت قوات حفظ القانون المحلي لإيصال الحافلة إلى وجهتها. وأشارت الشبكة إلى أن هذه الشاحنات، التي بلغت قرابة 100 مركبة، معروفة بتحركاتها في ولاية تكساس، حيث تتجول بشكل مستمر لإظهار الدعم لترامب، ويعتاد مرتادوها الصراخ بألفاظ نابية وسُباب. على إثر ذلك، ألغى حزب الديمقراطيين في تكساس 3 أحداث كانت مُقررة يوم الجمعة، ل"مخاوف تتعلق بالسلامة"، وفق مسؤولي حملة بايدن. يأتي ذلك فيما أوشكت تكساس على أن تتحول إلى "ساحة معركة مُحتملة" في سباق ترامب وبايدن الرئاسي المحموم. وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تفوق المرشح الديمقراطي على خصمه الجمهوري في تكساس التي تمثل 14% من أصوات المجمع الانتخابي، ولم تذهب لمرشح ديمقراطي منذ 44 عامًا. وكانت الحافلة التابعة لحملة بايدن في زيارة منفصلة عن زيارة المرشحة لمنصب نائب الرئيس كامالا هاريس إلى تكساس أيضًا الجمعة. ولم يكن المرشح الديمقراطي بايدن ونائبته على متن الحافلة لحظة وقوع الحادث، فيما نقلت سي إن إن عن مصادر مطلعة أن ويندي ديفيس، عضو مجلس الشيوخ عن تكساس، كان على متن الحافلة. غير أن حملته رفضت تأكيد ذلك. بدوره، احتفل الرئيس ترامب بالحادث. ونشر مقطع فيديو يوثّق الواقعة، أمس السبت، مُغرّدًا: "أنا أحب تكساس!". I LOVE TEXAS! pic.twitter.com/EP7P3AvE8L — Donald J. Trump (@realDonaldTrump) November 1, 2020 وأوضحت ناعومي نارفايز، المسؤولة عن الحزب الجمهوري بولاية تكساس في سان ماركوس، إن أنصار ترامب تتبّعوا حافلة بايدن بعد أن علموا بتحركاتها عبر فيسبوك من زملائهم المؤيدين في سان أنطونيو. وقالت للصحيفة: "لا نريد أيًا من القيم أو السياسات التي يتبناها الحزب الديمقراطي. لا نريد أيًا منها في تكساس". في المقابل، رفض ألين ويست، المتحدث باسم الحزب الجمهوري في تكساس، التعليق على الحادث ووصف التقارير بشأنها بأنها "مزيد من الأخبار والدعاية المزيفة". وقال في بيان: "استعدوا للخسارة ... كفّوا عن مضايقتي"، وفق الصحيفة. وقالت الصحيفة إنها حاولت التواصل مع رئيس الحزب الجمهوري في تكساس، ألين ويس، للتعليق ، لكنه رفض الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالحادث الذي وصف الأخبار المتعلقة به بأنها "دعاية مزيفة". وقال ويست في بيان "استعدوا للخسارة ... كفّوا عن مضايقتي". وذكرت الصحيفة أن ويندي ديفيس، المرشحة لعضوية الكونجرس عن ولاية تكساس، كانت على متن حافلة بايدن التي حاصرتها شاحنات أنصار ترامب. في المقابل، ندّد النائب الأمريكي لويد دوجيت، بالحادث، متهمًا ترامب بالتحريض على "السلوك العدواني والمسيء". وقال المتحدث باسم حملة بايدن في تكساس ل"تكساس تريبيون": "بدلا من الانخراط في محادثة مثمرة حول رؤى جو بايدن ودونالد ترامب المختلفة جذريًا لبلدنا، قرر أنصار ترامب في تكساس تعريض موظفينا ووكلائنا وأنصارهم وغيرهم للخطر". ولا تزال استطلاعات الرأي تمنح بايدن الأفضلية سواء على المستوى العام، أو في العديد من الولايات الحاسمة. لكن ترامب وبايدن ليسا الشخصين الوحيدين في الاقتراع. فمن المُقرر أن يولي كلا الحزبين اهتماما كبيرا بانتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث يتمتع الجمهوريون حاليا بأغلبية 3 مقاعد. علاوة على ذلك، سيشارك الأمريكيون في أكثر من 100 استفتاء. ففي ولاية كاليفورنيا، يسعى استفتاء إلى إلغاء قانون يلغي الكفالة النقدية تماما ويستبدلها بتقييم مخاطر ما قبل المحاكمة.
